في Thursday 1 October, 2020

المهمة تبدأ من تنظيم البيت الداخلي..

حظوظ ناصر المحمد ما زالت قائمة.. مشعل الأحمد يتقدّم سباق ولاية العهد في الكويت

الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح - الأرشيف
كتب : زوايا عربية - متابعات

عبرت مصادر سياسية كويتية عن توقّعها حسم موضوع ولاية العهد في الكويت، بعد أداء الشيخ نوّاف الأحمد الجابر الصباح القسم أميرا جديدا للبلاد في جلسة عقدها مجلس الأمّة (البرلمان)، وشدّد في كلمة ألقاها على السير في نهج الأمير الراحل الذي ووري الثرى أمس.

وأكدت المصادر في تصريح لـ”العرب” أنّ الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، نائب رئيس الحرس الوطني، الذي رافق الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في رحلته العلاجية إلى الولايات المتحدة يعتبر الأكثر حظا في أن يكون وليّ العهد الجديد.

وأضافت المصادر ذاتها أنّ الشخص الآخر، الذي لا يمكن استبعاده من السباق على ولاية العهد، هو الشيخ ناصر المحمّد الأحمد الصباح، رئيس الوزراء السابق، الذي يمتلك رصيدا كبيرا في صفوف رجال الأعمال الكويتيين، وينظر إليه قسم كبير من أفراد العائلة على أنه شخص دمث يجيد لعبة العلاقات العامة.

ولم تستبعد أوساط دبلوماسية خليجية رسو الوضع عند تولي الشيخ مشعل الأحمد ولاية العهد على أن يكون ناصر المحمّد رئيسا للوزراء.

وأوضحت أنّ ما يمكن أن يساعد الشيخ مشعل في كسب سباق ولاية العهد شخصيته القويّة التي تفرض نفسها في أوساط آل الصباح خصوصا. ولوحظ أن الكثير من أفراد العائلة تقدّموا إليه مظهرين الولاء له لدى نزوله في مطار الكويت من الطائرة الأميرية التي أقلت جثمان الأمير الراحل من الولايات المتحدة.

وقالت هذه الأوساط إنّ الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح خرج من السباق على ولاية العهد بسبب وضعه الصحّي الذي تسبب له في مشاكل جديدة. ومعروف أن ناصر الصباح يعاني من سرطان في الرئة عولج منه قبل ما يزيد على سنتين، لكن تعقيدات استجدت أخيرا على وضعه الصحّي.

واعتبرت الأوساط ذاتها أنّ الشيخ مشعل يعمل الآن على حسم سريع لمسألة ولاية العهد في حين يعرف أن الوقت لا يعمل بالضرورة لمصلحته، خصوصا مع نشاط يقوم به تيار الإخوان المسلمين من أجل قطع طريق ولاية العهد عليه.

وأدى الشيخ نوّاف الأحمد اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة (البرلمان)، الأربعاء. وتعهد بالعمل من أجل ازدهار واستقرار وأمن البلاد.

وقال أمام مجلس الأمة “يواجه وطننا العزيز اليوم ظروفا دقيقة وتحديات خطيرة لا سبيل لتجاوزها والنجاة من عواقبها إلا بوحدة الصف وتضافر جهودنا جميعا مخلصين العمل الجاد”.

ويتولى الشيخ نواف زمام الأمور في بلد صغير شديد الثراء، إذ يملك سابع أكبر الاحتياطيات النفطية في العالم، في وقت تحاول فيه الحكومة تعزيز الأوضاع المالية في بلد يتمتع مواطنوه بنظام رعاية اجتماعية من المهد إلى اللحد.

ومن غير المتوقع تغير سياسة الكويت في ما يتعلق بالنفط والاستثمار والسياسة الخارجية. لكن متابعين للشأن الخليجي يقولون إن الأولوية بالنسبة إلى الأمير الجديد ستكون للملفات الداخلية خاصة أن الخلافات السياسية باتت تهدد استقرار البلاد.

واستبعد هؤلاء المتابعون أن يتحمس الشيخ نواف لمسار الوساطات الخارجية التي كانت الكويت تضعها كأولوية، مشيرين إلى أن نتائج الجهود السابقة لا تشجع على الاستمرار، بل على العكس؛ فقد قادت الكويت إلى لعبة المحاور من خلال الاقتراب من قطر والابتعاد عن السعودية، وهو وضع لم تكن تخطط له إطلاقا.

ويقول دبلوماسيون ومحللون إن الشيخ نواف سيضع هذه النتائج غير المشجعة أمامه قبل أي خطوة جديدة، وأنه من المرجح أن يركز على الشؤون الداخلية مثل اختيار ولي للعهد يدير العلاقة مع البرلمان الذي كثيرا ما دخل في مواجهات مع الحكومة وعرقل جهود الإصلاح الاقتصادي.

وبموجب الدستور يختار الأمير ولي العهد، لكن جرت العادة على أن تعقد الأسرة الحاكمة اجتماعا للتوصل إلى توافق في الرأي.

ويتعين أن يوافق البرلمان أيضا على من يقع عليه الاختيار.

وووري الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، أمس، الثرى في مقبرة الصليبيخات وبحضور عدد محدود من العائلة.

وفي أرض المطار تم إنزال جثمان الأمير الراحل من الطائرة حيث كان مغطى بعلم الكويت واستقبله أمير البلاد الجديد وقبله، حيث كان محمولا من قبل رجال الحرس ثم تم نقله من خلال عربة إسعاف.

وأدى المصلون في مسجد بلال بن رباح صلاة العصر ثم صلاة الجنازة على روح الفقيد، بمشاركة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد وكبار المسؤولين الكويتيين.

وجرت مراسم الجنازة وسط إجراءات احترازية بسبب تفشي فايروس كورونا، حيث حرص المشاركون على ارتداء الكمامات، وتمت الصلاة وسط تباعد جسدي بين المصلين. واقتصرت الجنازة على عائلة الأمير الراحل.

وأعلن وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي جراح الصباح “امتثالا لمتطلبات السلامة والصحة العامة فإن الديوان الأميري يقدر مشاعر المواطنين الكرام والمقيمين الفياضة في التعبير عن خالص تعازيهم وصادق مواساتهم… ويعلن الديوان بأن الحضور في مراسم دفن جثمانه الطاهر الثرى سيقتصر على أقرباء سموه فقط”.

وكان الشيخ صباح الأحمد غادر الكويت إلى الولايات المتحدة في يوليو للعلاج، بعدما أجريت له في الشهر نفسه جراحة في الكويت لأسباب لم يُعلن عنها.

نقلاً عن «العرب اللندنية»