في Sunday 4 October, 2020

لا علاقة تربطه بحزب الله ولا يسعى للتقرب والتواصل معه..

هل يتنازل الثنائي الشيعي ويقبل بمحمد بعاصيري خلفاُ لأديب لرئاسة الحكومة اللبنانية؟

محمد بعاصيري
كتب : زوايا عربية - متابعات

عاد النائب السابق لحاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري إلى الواجهة من ضمن أبرز الشخصيات المرشحة للتكليف بتشكيل حكومة في لبنان، فيما الجهود الفرنسية لم تهدأ لإنعاش مبادرتها رغم أن كثيرين يشككون في قدرة باريس على تحقيق اختراق في ظل تعنت الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن اسم بعاصيري عاد بقوة للتداول منذ زيارته اللافتة إلى مقر مجلس النواب، الجمعة، ولقائه برئيسه نبيه بري.

وأعلنت النائبة بولا يعقوبيان عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، مساء السبت، "قريبا يتوجه النواب إلى بعبدا ليسموا على ما يبدو محمد بعاصيري رئيسا لحكومة جديدة قديمة".

وسبق أن تم تداول اسم بعاصيري لتشكيل الحكومة لكن تحفظات الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل على خلفية التقدير الذي يحظى به لدى الدوائر الأميركية حالت دون ذلك.

وصرح النائب السابق لحاكم مصرف لبنان، الأحد، أنه غير مرشح لأي منصب حكومي ولا يسعى لرئاسة الحكومة، مستدركا أنه "يقبل أن يكون في أي موقع كان لخدمة لبنان"، فيما بدا أنه أراد ترك الباب مواربا أمام إمكانية توليه للمهمة.

وأوضح بعاصيري أن "لا علاقة تربطه بحزب الله ولا يسعى للتقرب والتواصل معه، موضحا أن "حزب الله رفض عودتي إلى مصرف لبنان ووضع فيتو عليّ باعتباري "وديعة أميركية في لبنان" وهناك أشخاص آخرون كانوا غير مرحّبين بعودتي من بينهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب".

وأشار إلى أن القطاع المصرفي اللبناني "امتداد طبيعي للقطاع المصرفي الأميركي باعتبار أن اقتصادنا "مدولر" ومن الضروري أن نكون بأفضل العلاقات مع الجانب الأميركي وكنائب حاكم مصرف لبنان كان دوري مسهّلا لهذه العلاقات".

ولفت بعاصيري أن سفير السعودية في لبنان وليد البخاري اتصل به منذ أكثر من شهر وأراد أن يتعرف عليه وتلا ذلك لقاء بعد أسبوع بوجود حاكم مصرف لبنان، ما يشي بأن هناك نية لأن يلعب بعاصيري دورا متقدما في المرحلة المقبلة.

ولا يستبعد مراقبون لبنانيون أن يكون استقبال بري لبعاصيري أتى في سياق استكشاف آفاق وإمكانيات التفاهم حكوميا ليبنى على الشيء مقتضاه في مشاورات التكليف والتأليف، لكن يبقى السؤال المطروح ما إذا كان الثنائي الشيعي مستعد هذه المرة للتنازل والقبول ببعاصيري أسوة بالتنازل الذي قدمه الطرفان في ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بموافقتهما على التفاوض بشأنها بشكل مباشر مع إسرائيل.

ولا تهدا الجهود الفرنسية لإنعاش مبادرتهم القائمة على تشكيل حكومة جديدة في لبنانـ رغم أن كثيرين يتحدثون عن أن هذه المبادرة باتت بحكم المنتهية.

وكشفت وسائل إعلام لبنانية أن لقاء جمع السفير برونو فوشيه الفرنسي وعمار الموسوي مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" .

وأشارت المصادر إلى أن فوشيه حاول خلال لقائه الموسوي أن يفسر ما الذي حصل مع الفرنسيين بالنسبة للمبادرة. ولفتت المصادر إلى أن حزب الله أعاد التأكيد على احترام المبادرة الفرنسية كما وردت، وتمسكه بها لكنه حمّل مسؤولية التعطيل وإفشال الحراك الفرنسي للولايات المتحدة.

وتعتقد المصادر أن اللقاء بين الموسوي وفوشيه لن يكون الأخير بل سيتبعه لقاءات أخرى تسبق مرحلة إعادة تشغيل فرنسا لمحركات مبادرتها، على أن لا يتسرع "حزب الله" في هذه المرحلة بخطواته السياسية في الداخل اللبناني، فيما تبقى أعينه مركزة على المشهد الانتخابي الأميركي.