في Monday 19 October, 2020

حسن إيرلو.. حاكم عسكري إيراني لصنعاء بعباءة «سفير»

السفارة الإيرانية في صنعاء - الأرشف
كتب : زوايا عربية - متابعات

كشفت الفضيحة الإيرانية يتهريب أحد عناصرها العسكرية إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي تحت غطاء العمل الدبلوماسي، عن حجم تبعية الانقلابيين لطهران ومساعيهم لتحويل اليمن إلى قاعدة لنظام الملالي.

وطيلة الساعات الماضية، هيمنت الفضيحة المدوية التي زعمت فيها طهران تنصب خبير عسكري، يدعى حسن إيرلو، بمنصب "سفير" لدى المليشيا الحوثية، على الشارع السياسي اليمني، الذي توّحدت مختلف أطيافه لكشف المؤامرة التي يسعى من ورائها النظام الإيراني لإفشال فرص السلام وإطالة أمد الحرب.

وفيما وصفت الحكومة اليمنية الشرعية، ما قام به النظام الإيراني من تهريب الأفراد والأسلحة لمليشيا الحوثي بأنه أقرب لنهج العصابات والتنظيمات و"تدخل سافر" بالشؤون الداخلية، أطلق نشطاء يمنيون، مساء الأحد، حملة الكترونية لتعرية تبعية الحوثيين لملالي طهران.

وقال الناشط السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام، وأحد المنظمين للحملة، كامل الخوذاني، في تدوينة عبر تويتر، إن الحملة التي انطلقت بمشاركة كافة أبناء اليمن، هدفها "فضح وتعرية تبعية الحوثيين لإيران، وتحويلهم اليمن إقطاعية وقاعدة لنظام الملالي وأذرعه بالمنطقة، والتي اكتملت بإرسالهم لحاكم عسكري وخبير صواريخ بمسمى سفير وبصلاحيات مطلقة ليحكم صنعاء".

وانخرطت كافة الشرائح اليمنية في الحملة المنددة بالتدخلات الإيرانية، وذكر الناشط السياسي، محمد علي البيضاني، أن إيران لا تحتاج إلى سفير في صنعاء، بل إلى قائد ميداني يدير الحرب حسب هواها.

وأضاف البيضاني، في تغريدة عبر تويتر، "إيرلو قائد عسكري وخبير صواريخ عمل في جنوب لبنان وتعيينه في صنعاء يؤكد أن الحرب في اليمن تدار عبر ضباط إيرانيين".

من جانبه، أكد الصحفي اليمني، أحمد الصباحي، في تدوينة أخرى عبر تويتر، أن القيادي الحوثي إيرلو، الذي وصل سرا إلى صنعاء قبل يومين عن طريق طائرة تحمل جرحى، يعد ضابطا إيرانيا كبيرا متخصصا في الأسلحة المضادة للطائرات والدبابات والمدرعات، وفقا لدراسة نشرت في العام 2009.

تفاصيل الفضيحة
طبقا لمصادر ملاحية وسياسية لـ"العين الإخبارية"، فقد وصل العسكري الإيراني إلى صنعاء الأربعاء الماضي، ضمن طائرة أقلت أكثر من 240 جريحا حوثيا إلى مطار صنعاء، وأجلت بعد ذلك رهائن أمريكيين كانت المليشيا الانقلابية تحتجزهم منذ سنوات.

وأكدت المصادر، أن المدعو حسن إيرلو استخدم وثائق مزورة، باعتباره أحد الجرحى العائدين من رحلة علاجية امتدت نحو عامين في مسقط، وعلى الرغم من وصوله الأربعاء، إلا أن المليشيا الحوثية أعلنت وصوله يوم السبت بهدف إبعاد الشبهات عن طائرة الجرحى.

وأضافت المصادر، أن القائد العسكري الإيراني اصطحب معه 12 خبيرا عسكريا في مجال صناعة الصواريخ والطائرات المسيرة بدون طيار، بعد تنسيق مع المليشيا الحوثية واعتبارهم بأنهم الطاقم الدبلوماسي لسفارة طهران بصنعاء.

ومن المرجح أن يحل القيادي الإيراني "إيرلو" بدلا للقائد العسكري في فيلق القدس، الذي كان يدير الهجمات الإرهابية الصاروخية من صنعاء، عبدالرضا شهلاي، والذي تقول الأنباء إنه قتل بغارة جوية للتحالف العربي بقيادة السعودية، الشهرين الماضيين بصنعاء.

وعلى الرغم من مغادرة كافة البعثات الدبلوماسية صنعاء منذ الانقلاب الحوثي، واصلت السفارة الإيرانية فتح أبوابها طيلة السنوات الماضية، لكنها تحولت إلى غرفة عمليات للضباط الإيرانيين وخبراء حزب الله بهدف هندسة الحرب ضد اليمنيين ودول الجوار.

وقامت المليشيات الحوثية بتشديد الحراسة على مقر السفارة الإيرانية، ونصب حواجز إسمنتية عملاقة، بهدف إبعاد الأنظار أمام التحركات المريبة بداخلها.

تلميذ سليماني
وكشف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في بيان نشرته وكالة "سبأ" الرسمية، الأحد، أن القيادي الإيراني الذي تم تهريبه لصنعاء، مرشد ديني وأحد الضباط الذين عملوا مع القائد العسكري الذي لقي مصرعه مطلع العام الجاري، قاسم سليماني.

واعتبر الإرياني، أن إعلان إيران عن وصول سفير لها، أمس السبت، إلى صنعاء، بأنه "تصعيد وامتداد للعدوان الإيراني الذي يواصل قتل اليمنيين والتنكيل بهم منذ خمسة أعوام".

وقال المسؤول اليمني "إرسال طهران أحد الضباط التابعين لقاسم سليماني كحاكم عسكري إيراني لصنعاء، إضافة لتصريحاتها الأخيرة عن نوايا لبيع السلاح للحوثيين، يكشف معالم المرحلة القادمة، وأنها مستمرة في التآمر على أمن واستقرار اليمن والمنطقة، وتهديد المصالح الدولية".

وأضاف "المعلومات المتوفرة تؤكد أن المدعو حسن إيرلو، مرشد ديني كبير وقائد التدريبات على الأسلحة المضادة للطائرات، ومسؤول عن تدريب عدد من النشطاء الإرهابيين والعناصر التابعة لحزب الله اللبناني في معسكر يهونار الواقع في مدينة خرج شمالي طهران".

وأكد الوزير اليمني، أن إعلان نظام الملالي في إيران تعيين سفير جديد لدى مليشيا الحوثي "لن يضيف جديداً يذكر في العلاقة بين الطرفين أو مجريات المعركة"، سوى التأكيد الإيراني على المسؤولية والرعاية الكاملة للانقلاب الحوثي والوصاية على قرار المليشيا السياسي والعسكري وانتداب حاكم عسكري إيراني لصنعاء.

نقلاً عن " العين الإخبارية"