في Wednesday 3 July, 2019

لحظة كانت مستحيلة قبل 3 سنوات.. السعودية وروسيا في أوبك+

بوتين وبن سلمان

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الاتفاق الذي وقعته منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وروسيا إلى جانب منتجين آخرين، أمس الثلاثاء، وهو ما وصفوه بـ"ميثاق تعاون" مفتوح لإدارة سوق النفط العالمي، نتاج جهود قادتها السعودية وروسيا، لإضفاء طابع رسمي على عامين ونصف العام من عمليات تنسيق إنتاج النفط لدعم الأسعار، وسط طفرة في الإنتاج، لاسيما في ظل ازدهار التنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة.

ولقد جمع الاتفاق، المعروف باسم "تحالف فيينا" لدى محللي قطاع النفط، 24 دولة تنتج مجتمعة ما يصل إلى حوالي 47 مليون برميل نفط يوميًا، أو ما يقرب من نصف إنتاج العالم.

وتعد روسيا، التي بلغ متوسط إنتاجها 11.5 مليون برميل يوميا في عام 2018، واحدة من أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم. وهو ما يجعلها شريكًا طبيعيًا لـ"أوبك" في بعض النواحي. لكن روسيا كانت مترددة في العمل مع العمالقة الآخرين في مجال النفط، حتى وقع انهيار أسعار النفط في عام 2014، ما دفع الرئيس بوتين في نهاية المطاف إلى مسايرة الراغبين (السعودية) في "أوبك" بتخفيض الإنتاج عام 2016.

ونسبت الصحيفة لجيسون بوردوف، المدير المؤسس لمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، القول إن الترتيبات التي تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء تمنح موسكو "مسرحًا آخر للتأثير الجيوسياسي والتعبير عن إرادتها، وهو مسرح مهم للولايات المتحدة بشكل خاص".

وقال إن تحالف روسيا الوثيق بشكل متزايد مع "أوبك"، ومع السعودية على وجه التحديد، يمكن أن يغير الديناميكيات الجيوسياسية في أسواق النفط.

وقال السيد بوردوف، الذي شغل منصب مستشار الطاقة في إدارة أوباما: "لقد كانت الولايات المتحدة تستمتع بإمكانية إجراء الحوارات مع معظم دول منظمة أوبك الرئيسية". قبل أن يضيف: "لكن الآن دخل، وفي دور قيادي في الاتفاق، بلد يُعد من خصوم أميركا".

وقال محللون إن مشاركة روسيا في الحلف قد تكون محدودة، بسبب هيكلة صناعة النفط في البلاد. فشركات النفط الروسية لا سيما روزنفت (Rosneft) التي تعد أكبر منتج روسي للنفط، هي شركات متداولة وتخشى من أن تُخبر بضرورة خفض الإنتاج.

ويقول المحللون إن تعاون بوتين مع السعوديين، يأتي على أمل منع الرياض من تكرار ما حدث في 2014، عندما توقفت ببساطة عن محاولة إدارة الأسواق، مما أدى إلى انهيار الأسعار وانخفاض الإيرادات انخفاضًا حادًا بالنسبة لروسيا وغيرها من منتجي النفط.

ويبدو أن بوتين قد اكتسب ثقة كبيرة لدى كبير صُنّاع السياسة في السعودية، ولي العهد محمد بن سلمان، حيث قال وزير النفط السعودي خالد الفالح للصحافيين يوم الاثنين، إن الزعماء السعوديين والروس قد التقوا في أوساكا جزئياً لمناقشة زيادة التعاون في المجال النفطي.

السعودية وروسيا في أوبك+

اهتمت الصحافة العالمية بدخول موسكو نادي "أوبك" الجديد، وقالت وكالة "بلومبيرغ" إنه كان من المفترض أن تكون علاقة عابرة لا تتجاوز مدتها ستة أشهر، بيد أن السعودية وروسيا عوضًا عن ذلك قررتا الارتباط في علاقة أبدية.

ففي حفلٍ ألقيت في قصيدة وبرنامج احتفالي، قادت العاصمتان، موسكو والرياض، عشرات الدول للتوقيع على ميثاق لتأسيس مجموعة سميت بـ "أوبك+"، وعملت على مدار العامين ونصف العام الماضيين على تنسيق عمليات الإنتاج لدعم أسعار النفط.

وشبّه الأمين العام لمنظمة "أوبك"، محمد باركيندو، هذا الاتفاق "بالعلاقة الأبدية"، مشيراً إلى أنه سيستمر "إلى الأبد".

وتقول "بلومبيرغ" إنها لحظة كانت تعتبر مستحيلة تقريبًا قبل ثلاثة أعوام، حيث كانت هنالك حالة من عدم الثقة استمرت لعقود من الزمان وأضرت بالعلاقات التي تجمع بين أكبر بلدين مصدرين للنفط في ظل انخفاض الأسعار.

ولكن في أواخر عام 2016، أطلق وزير الطاقة السعودي خالد الفالح ونظيره الروسي أليكساندر نوفاك وعودًا بأن يستمر اتفاق خفض الإنتاج، الذي سيتوصلون إليه، لمدة ستة أشهر فقط، موجهين بذلك شكوكًا باستحالة العلاقة بين الرياض وموسكو رددها عدد من المحللين وشخصيات رفيعة المستوى.