في Sunday 8 November, 2020

العاهل المغربي: سنتصدى بقوة وحزم لأي مس باستقرار أقاليمنا الجنوبية

كتب : زوايا عربية - متابعات

انتقد العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء السبت 7 نوفمبر 2020، إقدام جبهة البوليساريو منذ أكثر من أسبوعين على عرقلة حركة النقل بين المغرب وموريتانيا عبر منطقة المعبر الحدودي الكركارات،في خطابنقلته القناة الأولى المغربية (حكومية)، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء.

والمسيرة الخضراء حدث تاريخي شارك فيه آلاف المغاربة في 6 نوفمبر 1975، تلبية لنداء الملك الراحل الحسن الثاني، تجاه الصحراء بهدف استعادتها من الاستعمار الإسباني.‎

وقال العاهل المغربي إن عدد الدول التي لا تعترف بالكيان الوهمي (جبهة البوليساريو) بلغ 163 دولة، وهو ما يشكل 85 بالمائة من أعضاء منظمة الأمم المتحدة.

وذكر بالانتصارات السياسية التي تم تحقيقها بعد عودة المملكة إلى مكانها الطبيعي بالاتحاد الإفريقي، والتي تجلت في فتح عدة دول لقنصليات عامة في مدينتي العيون والداخلة، في اعتراف واضح وصريح بمغربية الصحراء، وتعبيرا عن ثقتها في الأمن والاستقرار والرخاء، الذي تنعم به أقاليمنا الجنوبية.

وخلال السنوات الماضية، استطاع المغرب أن يحقق اختراقات مهمة من حيث التأكيد على حقوقه السيادية على أقاليمه الجنوبية، اعتمادا على رؤية الملك محمد السادس للتحركات الدبلوماسية عبر التركيز على إحداث التوازن في العلاقات بين مختلف الأطراف الدولية، وفتح جسور تواصل متينة مع الأفارقة وانفتاح على دول أميركا اللاتينية، وارتباط بعلاقات قوية مع الدول الكبرى والقوى الصاعدة.

ويعتبر المغرب أن افتتاح الممثليات الدبلوماسية الأجنبية بالمنطقة يكتسي أهمية خاصة وإشارة قانونية تأتي وفق معايير وممارسات دبلوماسية تخضع للقانون الدولي، وأساسا اتفاقية فيينا المنظمة للعلاقات القنصلية لسنة 1963، التي تنص على أن إقامة العلاقات القنصلية تكون بين الدول بـ"الاتفاق المتبادل".

ولفت العاهل المغربي إلى أن بلاده "تؤكد التزامها، بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش)، في إطار احترام قرارات مجلس الأمن، من أجل التوصل إلى حل نهائي، على أساس مبادرة الحكم الذاتي".

وأعرب عن رفض بلاده "للممارسات المرفوضة، لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي، بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني (المنطقة العازلة)، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة.

وشدد على أن المغرب سيتصدى بقوة وحزم لأي محاولة للمس باستقرار الأقاليم الجنوبية للمملكة، أو أي مخطط لتغيير الوضع القائم، مشيدا بموقف الأمم المتحدة وبعثة المينورسو من هذه الانزلاقات والتي اعتبرها محاولات استفزازية يائسة الهدف منها جر المغرب إلى معارك جانبية.

وأظهرت مقاطع مصورة على الانترنيت صورا لنشطاء صحراويين فيما يبدو، وهم يمنعون مرور شاحنات النقل الدولي المحملة بالبضائع والسلع والمواد الاستهلاكية عند معبر الكركارات الحدودي، مما يشل الحركة التجارية بين المغرب ودول أفريقيا جنوب الصحراء بصفة عامة.

وأكد العاهل المغربي مواصلة بلاده تطوير الاقتصاد البحري لإقليم الصحراء، خصوصا أنها تتوفر على موارد وإمكانات، كفيلة بجعلها جسرا وصلة وصل بين البلاد وعمقها الإفريقي.

ولفت إلى أن "القرارات الأخيرة لمجلس الأمن، أقبرت المقاربات والأطروحات المتجاوزة وغير الواقعية"، مبرزا أن القرارات، أكدت "على المشاركة الفعلية للأطراف المعنية الحقيقية، في هذا النزاع الإقليمي، ورسخت بشكل لا رجعة فيه، الحل السياسي، الذي يقوم على الواقعية والتوافق، وهو ما ينسجم مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تحظى بدعم مجلس الأمن، والقوى الكبرى، باعتبارها الخيار الطبيعي الوحيد لتسوية هذا النزاع".

ويشهد إقليم الصحراء منذ 1975 نزاعا بين المغرب وجبهة "البوليساريو" ، وذلك بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.

وتحول النزاع إلى مواجهة مسلحة بين الجانبين، توقفت عام 1991، بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار، برعاية من الأمم المتحدة.

وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر وتدفع باتجاهه.