في Sunday 22 November, 2020

إخواني بتمويل قطري.. أبوعبيدة العنابي رأس القاعدة الجديد بالمغرب

الإرهابي أبوعبيدة يوسف العنابي
كتب : زوايا عربية - متابعات

أعلن التنظيم الإرهابي المسمى "القاعدة في بلاد المغرب" عن تعيين زعيم جديد له عقب مقتل السابق عبدالمالك درودكال منذ 5 أشهر.

وبث التنظيم الإرهابي مقطع فيديو أعلن فيه عن تعيين إرهابي آخر يحمل الجنسية الجزائرية وهو "أبوعبيدة يوسف العنابي" ، الذي يعد من أخطر عناصر تنظيم القاعدة وأحد المطلوبين من قبل السلطات الأمنية الجزائرية، وكان لعدة سنوات الرقم الثاني في تنظيم القاعدة بمنطقة المغرب والساحل.

والإرهابي "أبوعبيدة" يرأس أيضا ما يسمى بـ"مجلس الأعيان"، وهو بمثابة "لجنة توجيهية" للتنظيم الإرهابي الذي بات ينشط في منطقة الساحل، ونفذ عدة عمليات إرهابية ضد الجيش المالي والمدنيين في شمالي البلاد.

وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية مقتل زعيم ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" الجزائري عبدالمالك درودكال بمنطقة "تساليت" الواقعة شمالي مالي.

وذكرت وزارة الدفاع أن العملية العسكرية نفذتها قوات فرنسية بالتنسيق مع قوات من دول المنطقة، وتمت في 3 يونيو/حزيران، فيما تم التأكد من هويته بعد يومين.

وجاء الإعلان عن تعيين زعيم لتنظيم القاعدة بالتوازي مع نشره رسالة أكد فيها "إعدام سيدة من أصول سويسرية" كانت محتجزة لدى التنظيم الإرهابي بمنطقة كيدال شمالي مالي، تدعى بياتريس ستوكلي.

وكان التنظيم بث في 16 يونيو/حزيران الماضي شريط فيديو صوره في مايو/أيار، وكان يعتبر دليلا على أن الرهينة السويسرية التي اختطفها في مالي في يناير/كانون الثاني بياتريس ستوكلي، والمحتجزة لديه لا تزال على قيد الحياة.

ونشر المركز الأمريكي لرصد المواقع المتطرفة على الإنترنت "سايت" رابطا لشريط الفيديو الذي بث أيضا على موقعي "تويتر" و"تلغرام"، وفي هذا الشريط ومدته دقيقتان و50 ثانية، تظهر امرأة محجبة شقراء تتكلم الفرنسية بصوت خافت، وتعرف عن نفسها باسم بياتريس ستوكلي.

من هو الإرهابي "أبوعبيدة العنابي"؟

أبوعبيدة يوسف العنابي، واحد من أكثر الإرهابيين دموية في منطقة المغرب العربي والساحل، واسمه الحقيقي مبارك يزيد ويكنى بـ "أبوعبيدة يوسف العنابي" ، وهو واحد من مؤسسي التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بالجزائر عام 2004 مع الإرهابي عبدالمالك درودكال، والتي ارتكبت عدة عمليات إرهابية ضد مدنيين وقوى الأمن خصوصاً بالمناطق الشرقية من الجزائر.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2009، نجى الإرهابي أبوعبيدة العنابي من الموت بعد أن تمكن الجيش الجزائري من إصابته بجروح بليغة إثر كمين عسكري بمنطقة "امسوحان" التابعة لمحافظة لولاية تيزيوزو شرقي البلاد، وهي العملية التي قضى فيها الجيش الجزائري على 3 إرهابيين من قادة التنظيم.

علاقته بالإخوان
غير أن التحاقه بالجماعات الإرهابية كان قبل ذلك بأكثر من 10 سنوات، إذ كان واحداً من الإرهابيين الذي تلقوا تدريبهم في أفغانستان أوائل التسعينيات، قبل أن يلتحق بما كان يسمى "الجيش الإرهابي للإنقاذ" بالجزائر عام 1993 مع الإرهابي درودكال، والذي كان يمثل الجناح العسكري للجبهة الإرهابية للإنقاذ الإخوانية المحظورة.

كان الإرهابي "العنابي" ظل الزعيم السابق للتنظيم الإرهابي درودكال، وبعد مبايعته لتنظيم القاعدة الإرهابي في 24 يناير/كانون الثاني عام 2007، تغير اسم التنظيم إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب"، والذي كان ينشط في المرتفعات الجبلية الوسطى والشرقية في الجزائر.

ونتيجة للضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم الإرهابي من قبل الجيش الجزائري، وتمكن خلالها من قتل واعتقال عدد كبير من أمرائه وقيادييه، تمكن الإرهابي أبوعبيدة يوسف العنابي من الفرار من الجزائر عبر تونس ثم إلى مالي، ليتحلق بالجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل.

وفي فبراير/شباط 2017 أصدر القضاء الجزائري حكماً بالإعدام غيابياً على الإرهابي عبد المالك درودكال المكنى بـ"أبو مصعب عبد الودود" مع 24 إرهابياً يتواجدون في حالة فرار خارج الجزائر بينهم الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة مبارك يزيد، وصدرت بحقهم مذكرات اعتقال دولية، حيث تعتبرهم الجزائر "رؤوس الإرهاب في الجزائر ومنطقة الساحل".

وفي 10 سبتمبر/أيلول 2015، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية الإرهابي أبو عبيدة يوسف العنابي على قائمتها السوداء للإرهاب، ووصفته بـ"الإرهابي العالمي المصنف في شكل خاص".

وبعد عام من ذلك، أدرجته الأمم المتحدة على لوائح الإرهابي في 29 فبراير/شباط 2016 لارتباطه بتنظيم القاعدة الإرهابي، ومشاركته في تمويل أعمال وأنشطة ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" والتخطيط لها أو تيسير القيام بها أو ارتكابها والمشاركة فيها.

وكان الإرهابي أبو عبيدة العنابي واحدا من المؤسسين للتنظيم الإرهابي "نصرة الإسلام والمسلمين" في شمال مالي، وهو التنظيم الذي ضم الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة الأم في المغرب العربي والساحل.

سجل دموي وتمويل قطري
وشارك الإرهابي أبو عبيدة العنابي في تنفيذ عدة عمليات إرهابية دموية بالجزائر، كان من أبرزها استهداف محيط قصر الحكومة ومركزين للشرطة وآخر للدرك بمنطقة باب الزوار بالعاصمة الجزائرية في 2007، ونجم عن الهجمات الإرهابية مقتل 30 شخصاً وإصابة أكثر من 220 آخرين.

وكذلك محاولة اغتيال الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة عام 2007، بعملية انتحارية استهدفت حشداً شعبياً كان في انتظاره بوسط محافظة باتنة (شرق) أسفرت عن مقتل 20 شخصاً وجرح 107 آخرين.

أما أكبر وأخطر عملية إرهابية نفذها تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بتخطيط من الإرهابي أبو عبيدة يوسف العنابي، كانت الهجوم على المنشأة الغازية "تيقنتورين" الواقعة بمنطقة "عين أميناس" جنوبي الجزائر.

وهي العملية التي نفذها 32 إرهابياً دخلوا إلى الجزائر عبر الأراضي الليبية، ومولتها قطر بـ10 ملايين دولار، حيث رفضت الجزائر التفاوض مع الإرهابيين، قبل أن تقتحم قوة خاصة المنشأة الغازية وتتمكن من تحرير الرهائن الذين فاق عددهم 600 شخص، وتقضي على المجموعة الإرهابية، فيما قتل 23 رهينة خلال العملية.

وتحدثت عدة مصادر إعلامية غربية عن وجود خلاف بين الإرهابيين العنابي ودرودكال نتيجة ما قالت "تهميش مجلس الأعيان" الذي يقوده العنابي، فيما أشارت مصادر أخرى إلى معارضة الأخير لنهج درودكال.

تمهيد للعودة
وعاد ظهور اسم الإرهابي مبارك يزيد عبر وسائل الإعلام العالمية، بالتزامن مع الحراك الشعبي بالجزائر في فبراير/شباط 2019 الذي خرج مطالباً برحيل نظام عبدالعزيز بوتفليقة.

حيث سعى الإرهابي لاستغلال الأوضاع السياسية واستقطاب الحراك لصالحه بهدف تجنيد عناصر جديدة في تنظيمه الإرهابي، بعد الضربات العميقة التي تلقاها في العقد الأخير، وشلت نشاطه على الأراضي الجزائرية.

وزعم الإرهابي في تسجيلاته الصوتية التي كان يبثها للتأثير على المتظاهرين بأنه "يحارب النظام الجزائري مثل المتظاهرين"، معتبرا أن نظام الجزائر "عدو مشترك بينهما".

وزعم الإرهابي أبو عبيدة العنابي بأن المظاهرات الشعبية في الجزائر والسودان "خطوة للخلاص من الحكم الجبري" على حد زعمه.

ورغم سعيه لتقديم خطاب "أقل تطرفاً" لكسب المتظاهرين الغاضبين من نظام بوتفليقة، إلا أن الجيش الجزائري كشف عن إحباطه عمليات إرهابية كانت تستهدف المتظاهرين من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي في 2019، كان يحضر لها الإرهابي "العنابي".

وتمكن الجيش الجزائري من اعتقال 5 إرهابيين خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية باستعمال عبوات ناسفة ضد المتظاهرين في عدد من محافظات البلاد في أغسطس/آب 2019، كانوا على تواصل مع الإرهابيين عبد المالك درودكال ومبارك يزيد.

وفي 2019، أكدت دراسة بريطانية أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب" سعى لـ"الاستفادة من الحراك الشعبي بالجزائر".

ونشر المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" دراسة في أغسطس/آب 2019، عن استراتيجية التنظيم الإرهابي، كشف فيها عن تكتيك جديد للتنظيم الإرهابي، يعتمد على "الرسائل اللطيفة".

وذكرت الدراسة أن التنظيم الإرهابي عمل على توجيه رسائل من هذا النوع للشعب الجزائري خصوصاً المتظاهرين منهم، حرص فيها على تجنب استعمال عبارات إرهابية بينها "الكفار" و"المرتدون".

وأكدت الدراسة أيضا على أن هدف ذلك النوع من الرسائل كان محاولة "التسلل داخل صفوف المتظاهرين، والاستمرار في بناء نفسه لكن بهدوء وصمت"، بعد فشل استراتيجيته القديمة التي اعتمدت على تنفيذ العمليات الإرهابية بشكل مباشر.

نقلاً عن " العين الإخبارية"