في Sunday 6 December, 2020

بسبب الصراع المتفاقم في تيجراي..

كارثة إنسانية وصحية في انتظار إثيوبيا

كتب : زوايا عربية - متابعات

أعاقت الحرب التي شنها الجيش الإثيوبي منذ شهر ضد منطقة تيجراي الشمالية، الجهود المبذولة لمكافحة أحد أسوأ حالات تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في إفريقيا، حيث أدى القتال إلى نزوح ما يقرب من مليون شخص وإهلاك الخدمات الإنسانية المحلية إلى حد الانهيار.

ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، عبر عشرات الآلاف من الفارين من الصراع بين جبهة تحرير تيجراي والقوات الفيدرالية الإثيوبية إلى السودان، حيث ترتفع حالات الإصابة بفيروس كورونا على مستوى البلاد بصورة سريعة.

ويعيش الآن أكثر من 45000 لاجئ إثيوبي في أجزاء نائية من السودان، حيث اضطروا إلى العيش في مخيمات مزدحمة لا تتوفر فيها اختبارات فيروس كورونا أو قدرات العلاج.

وقال أحد اللاجئين ويدعى حليم، إن أكثر من 60 شخصًا كانوا متكسدين في وسيلة النقل التي وصلتهم من الحمديات، على الجانب السوداني من معبر حدودي رئيسي، إلى المخيمات، مضيفا أنه وسط فيروس كورونا، الوضع أصبح ليس مريحًا في هذه الحافلات.

وحسب الوكالة الأمريكية، يضطر العديد ممن يقيمون في المخيمات إلى تقاسم الملاجئ، والتكدس معًا في طوابير للحصول على الطعام والمال والتسجيل لدى وكالات الإغاثة المختلفة، كما أن هناك عدد قليل من أقنعة الوجه المتوافرة التي تكون متاحة للتوزيع.

وفي مخيم أم ركوبة، أخبر جافانشير حاجييف مع منظمة "ميرسي كروب" الإغاثية، الوكالة الأمريكية، أن عدد الإصابات المرتبطة بالصدر مرتفع، لكن العاملين في المجال الإنساني ليس لديهم مواد لاختبار فيروس كورونا.

وعلى الرغم من ذلك، ترى قلة من اللاجئين أن الوباء هو مصدر قلقهم الأول، بعد أن شهدوا هجمات مميتة أثناء فرارهم من إثيوبيا، كما يعيشون الآن في خوف شديد على أفراد أسرتهم الذين تركوهم وراءهم.

وقال أحدهم والذي يدعى جبر متين، "لقد هربت للتو من الحرب.. اعتقد أن الحرب أسوأ".

وأضاف أن تفشي الفيروس خطر لكن الظروف القاسية في مخيمات اللاجئين تجعل الناس ينسون مخاطره حيث يواجهون الجوع والحر والعطش.

لكن حالات الإصابة بفيروس كورونا المتزايدة في السودان أثارت مخاوف من احتمال فرض إغلاق جديد على مستوى البلاد - بما في ذلك اتخاذ إجراءات مشددة قد تمنع المزيد من اللاجئين من عبور الحدود.

من جانبه، تحدث المفوض العام للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي نهاية الأسبوع الماضي، بشأن صراع تيجراي قائلًا: "الأشخاص يفرون من الصراع والعنف خوفًا على حياتهم، إذن لدينا معضلة صعبة، لكن بالإجراءات الصحية الصحيحة، يمكن الحفاظ على سياسة فتح الحدود''.