في Monday 22 July, 2019

موقع أمريكي: تركيا تستعد لشن عملية عسكرية ضخمة شمال سوريا تستخدم فيها S-400

كشف موقع المونيتور الأمريكي في تقرير له نشر أول أمس الجمعة، عن النوايا التركية، من عملية شراء المنظومة الروسية، واستغلالها لغزو سورية، وأكد في تقرير نشره اليوم الجمعة، أن الأزمة بين تركيا والولايات المتحدة على خلفية شراء أنقرة لمنظومة (S-400)، قد تدفع تركيا لتوغل عسكري في شمال سورية، وشن عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية، حيث تعتبر أنقرة أن الحكم الذاتي للأكراد يمثل خطرا أمنيا على حدودها في الوقت الذي تتعاطف فيه واشنطن مع وحدات حماية الشعب الكردية بعد دورها المؤثر في محاربة داعش في سورية، ما يؤكد أن النية التركية لغزو الشمال السوري مبيتة منذ فترة.

المخطط التركي، سبق وكشفته مجلة "شتيرن" الألمانية، في أبريل الماضي، مؤكدة أن استخدام S-400 في سورية، تسبب بفقدان الناتو السيطرة على المجال الجوي لهذا البلد، لأن كل طلعة قتالية لطائراته عبارة عن عملية لا يمكن التكهن بنتائجها.

تقرير المونيتور أفاد بأن التكهنات التي تربط بدء عمليات تسليم منظومة (S-400) لتركيا الأسبوع الماضي، بالشروع في عملية عسكرية تركية داخل سورية عبر الحدود شرق الفرات، تتزايد بشدة.

يقول التقرير: إن تركيا تعزز وجودها العسكري على طول الحدود السورية، ما أدى لظهور تكهنات جديدة حول عملية تركية وشيكة في سورية، كما أن هناك إلحاح من الجانب التركي بعد أن استجابت بريطانيا وفرنسا بشكل إيجابي لدعوة الرئيس دونالد ترامب لإرسال قوات إلى الأراضي التي تخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب بدعم من الولايات المتحدة.

وتعتبر أنقرة الحكم الذاتي للأكراد السوريين تهديدًا وجوديًا لأمنها. رغم ذلك، تتعاطف واشنطن مع الوحدات الكردية بعد أن ساعدت في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ(داعش) في شمال سورية، بدعم أمريكي كما وضعت واشنطن الوحدات تحت حمايتها.

وهدد ترامب في يناير "بتدمير تركيا اقتصاديًا إذا استهدفت الأكراد" في شمال سورية. وخلال إحاطة الصحافيين بما جاء خلال لقائه مع إردوغان، على هامش قمة مجموعة العشرين الأخيرة في اليابان، تباهى ترامب مرة أخرى حول كيفية منع نظيره التركي من "القضاء على الأكراد".

تتزايد أيضا التكهنات التي تربط بدء عمليات تسليم منظومة (S-400) لتركيا الأسبوع الماضي، بالشروع في عملية عسكرية تركية عبر الحدود شرق الفرات. يقول بولنت أيديمير، مدير مكتب صحيفة هابرتورك بأنقرة: "إنه سيتم تنشيط منظومة (S-400) في فترة تتراوح ما بين شهر وشهر ونصف وستوفر الأمن للعملية العسكرية لتركيا في سورية التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى".

واعتبر أن العقوبات الأمريكية لن تحول دون انطلاق عملية تركية باستخدام منظومة (S-400) ضد وحدات حماية الشعب الكردية. لكن إردوغان صرح قبل 4 أيام إنه لن يتم نشر منظومة الدفاع الصاروخي الروسية بالكامل قبل أبريل 2020.

يعتقد اللواء المتقاعد نعيم بابور أوغلو أن العقوبات الأمريكية القوية على خلفية شراء أنقرة للمنظومة الروسية، قد تزيد من التكهنات حول توغل تركي جديد في شمال سورية. وأكد أنه في حال كانت العقوبات قوية، فإن تركيا ستصرح بضرورة الحفاظ على مصالحها وأمنها القومي والقضاء على ما تسميه "التهديدات الإرهابية لأمنها" في سورية، وتشرع في عملية عسكرية.

النتيجة الطبيعية لذلك -حسب بابور أوغلو- هي أنه إذا أرجأ ترامب العقوبات، كما يأمل إردوغان ويتوقع، فإن هذا قد يؤخر أيضًا العملية التركية. رغم ذلك، ففي حال أمر إردوغان بشن هجوم عسكري شرق الفرات بغض النظر عن مخاطره، فإن ذلك من شأنه تقويض العلاقة المتأزمة بين البلدين بشكل فعلي.

وتعهد إردوغان بشكل علني بالقضاء على وجود وحدات حماية الشعب في شمال سورية على الرغم من الوجود العسكري الأمريكي هناك. وكانت أنقرة وواشنطن تتفاوضان منذ شهور، دون جدوى، حول إقامة "منطقة آمنة" في شمال سورية تريد أنقرة تأمينها منفردة.

وأفاد ريان براون مراسل شبكة (سي إن إن) الأمريكية في تغريدة الأسبوع الماضي بأن الجيش الأمريكي يراقب عن كثب الحدود السورية - التركية نظرا لتزايد المخاوف من أن تتعرض القوات الأمريكية المتمركزة شمال شرقي سورية للحصار مع انطلاق أية عملية عسكرية تستهدف الأكراد في الأيام المقبلة.

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم البنتاجون شون روبرتسون في تصريحات لقناة (24) الكردية "إن أي عمل عسكري أحادي الجانب باتجاه شمال شرق سورية، يشكل مصدر قلق بالغ وغير مقبول".

شكلت احتمالية اندلاع مواجهة بين القوات التركية والأمريكية، حال حدوث توغل تركي، مصدر قلق لبعض الوقت. لقد أوضح إردوغان أن ذلك لن يردع تركيا، رغم أنه أشار أيضًا إلى أنه لا يتوقع مثل هذه المواجهة.

يعتقد بابور أوغلو أن الولايات المتحدة ستمتنع عن أي مواجهات مباشرة مع القوات التركية، مفضلًا بدلاً من ذلك تقديم الدعم إلى وحدات حماية الشعب لمحاربة الجيش التركي وحليفه الجيش السوري الحر.

ومع ذلك، لم يستبعد آخرون احتمالات وقوع مواجهة بين تواجه تركيا والولايات المتحدة أو قوات أخرى من التحالف الذي تقوده واشنطن في سورية، ويرون أنه في حال حدوثه، فسيكون بمثابة تغيير فوري في اللعبة بالنسبة لتركيا، ليس فقط في سورية بل في شرق البحر المتوسط أيضًا.

المونيتور، تقول: إن أنقرة تستعرض عضلاتها العسكرية حاليًا ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في شرق البحر المتوسط والذي يدعم قبرص في مواجهة المطالبات التركية بحقوق التنقيب عن الطاقة.

وفي اتصال هاتفي بين وزيري الدفاع الأمريكي بالإنابة مارك إسبر والتركي خلوصي أكار الجمعة الماضية، تم التطرق لمسألة منظومة (S-400). وأكد أكار خلال الاتصال عزم أنقرة على التحرك العسكري ضد وحدات حماية الشعب، التي تعتبر أنقرة أفرادها إرهابيين، وإنشاء منطقة آمنة في شمال سورية.

بيد أن هذه التحذيرات المتكررة من أنقرة على مدار الأشهر كانت جوفاء لأن تركيا لم تكن قادرة على التوغل عسكريا شرق الفرات. ومع إحباط وسائل الإعلام الموالية للحكومة من نهج أنقرة في تلك القضية، بدأت حث أنقرة على الشروع في عملية عسكرية دون مزيد من التأخير.

وقال إبراهيم كاراجول رئيس تحرير صحيفة (يني شفق) "إن شرق الفرات كان ولا يزال يشكل مسألة وجودية لتركيا وفي حال تدخلت في المنطقة الآن، فإنها لن تتعرض للحصار في شرق المتوسط".

ورغم أن واشنطن قبلت من حيث المبدأ مسألة إنشاء منطقة آمنة شمال سورية، فإنها لا تتفق مع أنقرة فيما يتعلق بماهية القوات التي ستؤمن تلك المنطقة، بمعنى أنها ترفض سيطرة تركيا بمفردها على تلك المنطقة، لكنها على استعداد في أحسن الأحوال للسماح بمشاركة تركية تحت قيادتها.

من وجهة نظر أنقرة، فإن ما يقدمه الجانب الأمريكي ليس إجراء لتوفير الأمن لتركيا، بل لحماية وحدات حماية الشعب ضد تركيا. من شأن شن تلك العملية أن توحد البلاد تحت قيادة إردوغان، الأمر الذي يحتاجه سياسيا أن خسر حزبه الحاكم (العدالة والتنمية) في الانتخابات البلدية الأخيرة.

لكن يعتمد ذلك على عملية عسكرية تحقق الأهداف التركية، وهو أمر غير مضمون. ففي حال فشل إردوغان، قد يؤدي ذلك لأزمة سياسية له داخليا ويضعف من قبضة تركيا على سورية بشكل كبير.

وقال دبلوماسي غربي للمونيتور اشترط عدم الكشف عن هويته: "إن إردوغان لم ينفذ تهديداته حتى الآن، وعلى الأرجح سيستمر الموقف هكذا بالنظر إلى المخاطر السياسية والعسكرية التي تنطوي عليها تلك التهديدات".

أيضا، لم يتضح الموقف الروسي في هذه المعادلة، فقد أوضحت موسكو سابقا أنه يتعين على أنقرة أن تسلم الأراضي التي استولت عليها في العمليات السابقة في شمال سورية ضد تنظيم ما يُسمى الدولة الإسلامية (داعش) ومن وحدات حماية الشعب الكردية إلى نظام الأسد. وتخوض تركيا وروسيا أيضًا حربًا بالوكالة في إدلب على الرغم من تنامي العلاقات العسكرية بين البلدين مؤخرا. ستمثل الكيفية التي سيدير بها إردوغان الموقع المعقد في سورية أهمية حاسمة للمصالح الأمنية طويلة الأمد لبلاده.