في Sunday 28 July, 2019

الشرطة التركية تفض تظاهرة للسوريين بالقوة في إسطنبول وتعتقل عددا من المشاركين

ضمن مسلسل الأوضاع السيئة للاجئين السوريين في تركيا على عكس ما يروج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فضت قوات الأمن التركية بالقوة مظاهرة نظمها سوريون في مدينة إسطنبول، احتجاجا على قرار بلدية المدينة بترحيل غير المسجلين منهم فيها إلى مخيمات بعدد من المدن الأخرى، فضلا عن ترحيل آخرين إلى سوريا.

وحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، نظم سوريون مظاهرة في حي الفاتح الشهير بمدينة إسطنبول بعد علمهم بترحيل مواطنين لهم إلى سوريا، عقب إجبارهم على توقيع وثائق موافقة على ذلك مكتوبة باللغة التركية.

وشهدت المظاهرة مشادات ومشاجرات بين المتظاهرين ومجموعة تركية جاءت لدعمهم من جانب ومجموعة من الأتراك الرافضين لوجود السوريين في تركيا من جانب آخر، وفق الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة.

المجموعة الرافضة لوجود السوريين رفعوا لافتات مدون عليها "تركيا تركية وستظل تركية"، بينما رفعت المجموعات المؤيدة للسوريين لافتات تشبه الأتراك بالأنصار وتشبه السوريين بالمهاجرين، مدون عليها "كن أنت أنصاري للمهاجرين".

وتدخلت قوات الشرطة لفض المظاهرة بدعوى عدم حصولها على الإذن مسبقا، وقامت باعتقال عدد من المشاركين فيها.

والجمعة، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات التركية بإجبار السوريين على توقيع إقرارات برغبتهم في العودة إلى سوريا طواعية، ثم إعادتهم بعد ذلك قسرا إلى هناك.

المسؤول في المنظمة جيري سيمبسون قال إن تركيا "تزعم أنها تساعد السوريين على العودة طواعية إلى بلادهم، لكنها تهددهم بالحبس حتى يوافقوا على العودة".

في السياق ذاته، قالت صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية الخاصة، الجمعة، إن السلطات التركية بدأت بترحيل مئات اللاجئين السوريين إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا، التي تشهد الآن معارك طاحنة بين قوات الجيش السوري وإرهابيين.

وذكرت أن "الحكومة التركية ترحل مئات اللاجئين السوريين قسرا وأحيانا مكبلين بالأصفاد والحبال إلى إدلب، رغم خطورة الوضع الأمني في المحافظة السورية.

الصحيفة أوضحت أن "اللاجئين السوريين يعيشون في قلق وخوف كبير، فالشرطة تبحث بين صفوفهم عن الذين لا يملكون تصاريح إقامة في كل مكان في إسطنبول وغيرها من المدن".

وتابعت "من تعثر عليه الشرطة ترحله بشكل قسري إلى مناطق سورية لا تزال تشهد أوضاعا أمنية خطيرة وأبرزها إدلب".

وقال حميد هوكا، قائد سابق للمعارضة السورية في تركيا، لتاجس شبيجل عبر الهاتف "خلال الأسبوع الماضي رحلت تركيا 400 سوري قسرا إلى إدلب وحدها"، مضيفا "بعض المرحلين اقتيدوا إلى الحافلات مربوطي الأيدي".

وأوضح "عمليات الترحيل لإدلب بدأت بشكل مفاجئ"، مضيفا "الوضع خطير هناك، فالمحافظة تشهد وجودا واسعا للإرهابيين وتتعرض لغارات جوية بشكل يومي".

تاجس شبيجل بدورها نقلت عن مصادر تركية، لم تكشف عن هويتها، أن السلطات نفذت بالفعل خلال الأيام الماضية عمليات ترحيل قسري لسوريين باتجاه إدلب.

ووفق الصحيفة ذاتها، فإن العديد من السوريين يهربون من المدن الصغيرة المسجلين فيها في تركيا باتجاه المدن الكبيرة مثل إسطنبول، ويعملون مقابل أجور متدنية للغاية وفي ظروف عمل صعبة.

ويعيش في تركيا 3.5 مليون لاجئ سوري، يعاني كثير منهم ظروفا صعبة، وفق تاجس شبيجل.

يأتي ذلك بالتزامن مع ممارسة تركيا في الآونة الأخيرة ضغوطاً وتضييقاً على اللاجئين السوريين، وتقوم باعتقال الآلاف منهم، بذرائع مختلفة، ما دفع البعض إلى القول إن أزمة اللاجئين السوريين في تركيا مرشحة للتفاقم والتعقيد.

وكشف عن ذلك تصاعد الاحتقان ضدهم، وتزايد الدعوات لإعادة اللاجئين إلى أراضيهم، وقد بدأت هذه الحملات بصورة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي، ثم انتقلت إلى الشارع التركي بالتوازي مع خطاب إعلامي بات يرى في اللاجئين تهديداً أمنياً وعبئاً اقتصادياً.