في Saturday 16 March, 2019

خادم مسجد و بطل أحداث نيوزيلندا " أنا لست بطلاً إنه أمر يتعلق بالأنسانية "

إحدى وقفات الحداد حول العالم

لا تخلو الهجمات الإرهابية من مواقف "أبطال" مستعدين للتضحية بأنفسهم لإنقاذ الآخرين، وهو ما حدث في الهجوم الذي نفذه "سفاح نيوزيلندا" على مسجد لينوود في مدينة كرايس تشيرتش.

وفي مقابلة لـ"سكاي نيوز"، صرح خادم المسجد، الذي يدعى عبد العزيز ويبلغ من العمر 48 عاما، إنه سمع صوت طلقات نارية أثناء صلاة الجمعة، فترك أسرته بمن فيهم 4 أبناء، داخل مركز لينوود الإسلامي وركض خارجا لمواجهة الإرهابي ترينتون تارانت في موقف السيارات.

وأضاف أن أولاده طلبوا منه البقاء في داخل المركز وعدم الخروج، فرد عليهم بالقول: "اذهبوا أنتم يا أصدقائي إلى الداخل. سوف أكون على ما يرام".

وبشجاعة كبيرة، انطلق عبد العزيز، والتقط أثناء خروجه من المركز الجهاز الخاص بإجراء عمليات الدفع ببطاقات الائتمان، الذي كان أمامه على الطاولة، ليستخدمه كسلاح، قبل أن يشاهد جثتين بالقرب من الممر.

وأثناء ذلك شاهد عبد العزيز الأرهابى وهو يتجه نحو سيارته ليحصل على سلاح رشاش آخر، فألقى عليه قارئ البطاقات، إلا أن الأرهابى تمكن من الحصول على سلاح آخر وبدأ بإطلاق النار باتجاهه، قبل أن يتمكن من الاحتماء بين السيارات.

وفي تلك اللحظة، التقط عبد العزيز السلاح الرشاش الذي تركه القاتل، ثم طارده بينما كان المهاجم يعود إلى سيارته للمرة الثانية ليجلب سلاح آخر.

وأكمل عبد العزيز في حواره مع "سكاي نيوز": "كنت أصرخ على المهاجم وأقول له تعال أنا هنا تعال أنا هنا"، محاولاً أن يلفت انتباهه إليه.. واستكمل لم أرغب في أن يتوجه إلى داخل المسجد".

وبعدما عاد الرجل المسلح إلى سيارته، ألقى عبد العزيز السلاح باتجاه الإرهابي فحطم نافذة السيارة.

وتسبب ذلك لتارانت بـ"صدمة" على حد وصف عبد العزيز، مشيرا إلى أنه "سبه وانطلق مغادراً".

وعندما عاد عبد العزيز إلى المسجد، تبين له أن العديد من زملائه وأصدقائه أصيبوا من إطلاق النار عليهم.

وبنظر الكثيرين، أصبح عبد العزيز بطلاً لمواجهته الشجاعة للرجل المسلح، حيث قال الإمام المؤقت للمسجد لطيف علبي: "لحق عبد العزيز به (المسلح).. وهكذا تمكنا من النجاة، ولولا ذلك، ولو تمكن من الدخول إلى المسجد، لربما كنا قتلنا جميعا".

من جانبه، رفض عبد العزيز أن يوصف بالـ"بطل" خلال المقابلة قائلاً: "لا أعتقد أنني بطل لأنه لو لم أكن هناك، فربما قام شخص آخر بما قمت به.. هذا أمر يمس و يتعلق بالإنسانية.. مساعدة الناس بعضهم بعضا".

و يذكر أن قتل في المسجد التابع لمركز لينوود الإسلامي، وهو أحد المسجدين اللذين تعرضا للهجوم في كرايس تشيرتش، 7 أشخاص، وأصيب آخرون بجروح.