في Sunday 20 December, 2020

مساكن ملغومة.. إرهاب حوثي يعرقل عودة النازحين اليمنيين

كتب : زوايا عربية - متابعات

دأبت مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، على تلغيم المساكن بنهج إجرامي يخالف قواعد الحرب لإعاقة عودة النازحين اليمنيين إلى ديارهم.

وتهدد الألغام الفردية المحرمة دوليا والعبوات الناسفة التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء والتي يزرعها الحوثيون بتعمد في مساكن مدنية، العودة الآمنة لآلاف المشردين داخليا إلى ديارهم في القرى التابعة لبلدة "موزع" غربي محافظة تعز ، جنوبي اليمن.

ويتخوف "سليمان ناصر" النازح إلى جوار أكثر من 3 آلاف أسرة تعيش في ظروف قاهرة محفوفة بالمخاطر وتستوطن 4 مخيمات بالمخا الساحلية، من العودة مع أسرته وأطفاله إلى منزله في بلدة موزع بعد 3 سنوات من دحر الإرهاب الحوثي وتحريرها.

يؤكد ناصر لـ"العين الإخبارية" أن العودة إلى الديار مرهونة بنزع الألغام والعبوات الفتاكة وتطهير قرى البلدة التي تعد واحدة من 8 مديريات ساحلية بين محافظتي الحديدة وتعز، تصنف باعتبارها موبوءة بأكبر حقل ألغام في العالم.

وحسب ناصر، فإن الألغام والعبوات حرمت آلاف المزارعين من قدرة الوصول إلى حقولهم ومزارعهم، وتعمد الإرهاب الحوثي إلى دفن الألغام ولصق عبوات ناسفة في زوايا البيوت، كما أن الطريق إلى المدارس وإلى آبار المياه والرعي والجبال مفخخة بهذا الوباء المميت أيضا.

وفي الساحل الغربي لليمن المنكوب بالألغام تترامى أطراف حقول الهلاك المحقق، ويتشابه مع "ناصر" المصير ذاته لدى الآلاف.

ويرى المواطن اليمني أن العودة إلى مساكن مغلومة أمر محفوف بالمخاطر، خصوصا في البلدات التي تخضع مساحات كبيرة فيها لقيود تحرك إجبارية، يكون العيش فيها هاجسا مقلقا على قسوة التشرد.

وأعلن المشروع السعودي "مسام" عثور فرقه الهندسية على ألغام فردية وأرضية داخل مساكن مواطنين في موزع غربي تعز زرعتها مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا بشكل يتنافى مع أخلاق الحرب.

وذكر أن الفرق الهندسية تمكنت من نزع العديد من العبوات الناسفة التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، والتي تنفجر بمجرد مرور أي جسم من أمام عدستها وألغام فردية وأرضية من مساكن مدنية.

تعز الأكثر تضررا

وتصنف تعز اليمنية بأنها الأكثر تضررا من التلغيم الحوثي للمساكن، والأكثر تعرضا لسياسة تفجير المنازل الحوثية باعتبارها وسيلة المليشيات الإرهابية للانتقام من الخصوم، وتخويف وترهيب السكان وإيجاد تغيير ديمغرافي.

وتصدرت تعز المحافظات اليمنية في سجلات التقرير الحقوقي للهيئة المدنية اليمنية لضحايا تفجير المنازل، الصادر اليومين الماضيين بعدد 151 منزلا سكنيا، فيما بلغ العدد الإجمالي 816 منزلا طاله التفجير ما تسبب بتشريد الآلاف إلى مناطق مختلفة.

وطبقا للتقرير، فإن مليشيا الحوثي عمدت في بعض المناطق اليمنية المناهضة للانقلاب إلى تفجير مساكن جماعية كبلدة "حجور" التابعة لمحافظة حجة الواقعة في فناء معقل المتمردين بصعدة.

وقدمت الهيئة دعوى قضائية لدى القضاء اليمني لمحاكمة قيادات مليشيات الحوثي، إثر جرائم تلغيم المساكن وتفجير المنازل، التي تعد بمثابة تاريخ إرهابي متأصل في سلوك الانقلابيين وانتهاك جسيم لحقوق الإنسان واعتداء صارخ لأهم مبادئ القانون الدولي.

والسبت، عرض ضحايا تفجير المنازل شهادات صادمة عن التشرد والتداعيات النفسية والاقتصادية التي يصعب نسيانها عقب تهجير قسري من ديارهم وذلك خلال جلسة استماع عقدتها الهيئة اليمنية.

وانتهجت المليشيات جرائم التفجير والتلغيم للمساكن كواحدة من الوسائل الإرهابية ضد كل من يعارضها أو ينتقد سلوكياتها، لابتزازهم وإجبارهم على تجنيد أطفالهم للقتال في صفوفها مقابل الإبقاء على منازلهم، وفقا للضحايا.

إرهاب لإخضاع القبائل

ويقول الناشط اليمني، فيصل فاضل، الذي واكب رصد تلغيم المساكن بالساحل الغربي، إنها سياسة حوثية للانتقام سقط إثرها آلاف القتلى والجرحى بعدما أتاحت القوات المشتركة عودتهم إلى منازلهم في المديريات المحررة، غير أن المليشيا وضعت أدوات الموت في فناء مساكنهم.

ويضيف في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن حوادث مميتة تكررت نتيجة زرع المليشيات للألغام والعبوات خلف أبواب المنازل وفي حجرات المساكن بطريقة مموه يصعب على المدنيين اكتشافها. شاهدنا أكثر هذه الحوادث إجراما في مديرية موزع.

وأوضح فاضل أن جرائم المليشيات التابعة لإيران فيما يتعلق بزراعة الألغام في المنازل أودت بنحو 1200 ضحية، 40% منهم من الأطفال عادوا مع آبائهم إلى مساكن زرع الموت في أفنيتها.

وأشار الناشط اليمني إلى أن زراعة الألغام المحرمة دوليا تعدت من تفخيخ الحقول والمزارع والطرقات إلى تلغيم مساكن المواطنين وأحواش ومداخل منازلهم بطريقة إجرامية مخالفة لقواعد الحرب.

ويعد تفجير المنازل وتلغيم المساكن تكتيكا حوثيا قديما ظهر منذ حروبها مع القبائل، خصوصا في محافظة حجة، وتعمد المليشيا إلى زراع الألغام داخل المنازل وخلف أبواب المراحيض وداخل أجهزة التبريد لإرهاب القبائل والمدنيين وحملهم للنزوح بطريقة إجرامية تخالف كافة القوانين.

نقلاً عن " العين الإخبارية"