في Saturday 26 December, 2020

أوروبا تستعد لحملات التطعيم وسط انتشار سلالة كورونا الجديدة

كتب : زوايا عربية - متابعات

بدأ الاتحاد الأوروبي، اليوم السبت 26 ديسمبر 2020، تسلّم أولى جرعات لقاح «كوفيد - 19»، عشية بدء حملات التطعيم، في وقت أُجبرت دول عدة في التكتل على فرض تدابير إغلاق جرّاء ظهور سلالة جديدة من «كورونا» تواصل تفشيها من بريطانيا، ويُعتقد أنها معدية أكثر.

وأودى الوباء بحياة أكثر من 1.7 مليون شخص ولا يزال يتفشى في معظم أنحاء العالم، لكن إطلاق حملات التطعيم مؤخراً عزز الآمال بأن تخف وطأة «كوفيد» في عام 2021.

وفي حين وصلت أولى جرعات لقاح «فايزر - بايونتيك» إلى باريس اليوم، أكدت وزارة الصحة الفرنسية في وقت متأخر، أمس، اكتشاف أول إصابة في البلاد بسلالة الفيروس الجديدة لدى مواطن عاد من بريطانيا.

وسجّلت عدة دول إصابات بالسلالة الجديدة، ما يثير قلق الهيئات الصحية التي تعاني أساساً من الضغط.

وغابت مظاهر الازدحام المعهودة في الأسواق بمناسبة «بوكسينغ داي» (اليوم الذي يلي عيد الميلاد ويشهد تنزيلات) عن شوارع سيدني، اليوم (السبت)، إذ التزم معظم السكان بدعوات رئيس الوزراء ملازمة منازلهم، في ظل اكتشاف مجموعة إصابات جديدة.

وبينما تترقب بعض الدول الأوروبية العودة إلى تطبيق القيود الصارمة بعد عيد الميلاد، أصدرت قيادة الصين بياناً أشادت فيه بـ«العظمة الاستثنائية للغاية» التي تعاملت من خلالها مع أزمة الفيروس الذي ظهر أول مرة في مقاطعة هوباي في البلاد، العام الماضي، وفق ما أفادت به «وكالة أنباء الصين الجديدة».

وفي أنحاء العالم، دعي السكان لاحترام إرشادات التباعد الاجتماعي بينما حضّت «منظمة الصحة العالمية» على عدم «إضاعة»، ما وصفتها بـ«التضحيات المؤلمة» التي تم تقديمها لإنقاذ حياة الناس.

واكتُشفت أول إصابة في فرنسا بسلالة فيروس «كورونا» المستجد المتحوّرة لدى مواطن مقيم في بريطانيا وصل من لندن في 19 ديسمبر، بحسب وزارة الصحة الفرنسية.

ولم تظهر عليه أي أعراض بينما عزل نفسه في منزله في تور (وسط فرنسا)، في حين تمت عملية تعقب للموظفين الصحيين الذين خالطوه.

ودفعت السلالة الجديدة من الفيروس، التي يخشى الخبراء من أنها تنتقل بشكل أسرع، أكثر من 50 بلداً إلى فرض قيود على السفر من المملكة المتحدة حيث ظهرت لأول مرة.

لكن لا تزال تسجّل إصابات بالسلالة الجديدة في أنحاء العالم. وأكدت اليابان أمس تسجيل خمس إصابات بها لدى ركاب قدموا من المملكة المتحدة، بينما سجّلت حالات كذلك في الدنمارك ولبنان وألمانيا وأستراليا وهولندا.

كما اكتشفت جنوب أفريقيا طفرة مماثلة لدى بعض المصابين، لكنها نفت التصريحات الصادرة من بريطانيا التي أفادت بأن سلاسلتها أخطر ومعدية أكثر من تلك المكتشفة في المملكة المتحدة.

وتسبب إغلاق الحدود بين المملكة المتحدة وفرنسا باختناقات مرورية إذ توقفت ما يقارب من 10 آلاف شاحنة في جنوب شرقي انكلترا حيث علق سائقوها لأيام في فترة الأعياد.

لكن رئيس الهيئة المشغلة لميناء كإليه قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «المسألة ستحل بالكامل» بعد بقاء المنفذ مفتوحا خلال عيد الميلاد.

وأعادت دول خففت القيود بعض الشيء خلال عيد الميلاد، فرضها من جديد. فعلى سبيل المثال، ستفرض النمسا حظرا للتجول اعتبارا من السبت وحتى 24 يناير (كانون الثاني) .

وتأثر الملايين في المملكة المتحدة بتشديد القيود، بحسب «بي بي سي» إذ أن التدابير الأشد المفروضة في انكلترا تشمل 40 في المائة من سكانها. وتشمل الإجراءات إغلاق جميع الأعمال التجارية غير الأساسية والحد من العلاقات الاجتماعية.

كما تدخل تدابير إغلاق جديدة حيّز التنفيذ في اسكوتلندا وآيرلندا الشمالية اليوم، بينما أعادت ويلز كذلك فرض القيود بعدما خففتها خلال عيد الميلاد.

وتم تسجيل أكثر من 25 مليون إصابة في أوروبا، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

من المقرر أن تبدأ حملات التطعيم في جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الأحد، بعدما أقرّت الجهات المنظمة لقاح فايزر - بايونتيك في 21 ديسمبر.

وفي وقت يبدأ إطلاق اللقاحات في أنحاء العالم، حذّر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من أن «اللقاحات توفر مخرجا للعالم من هذه المأساة. لكن تطعيم العالم بأسره سيستغرق وقتا».

كما تطرّق البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة عيد الميلاد إلى الأمر داعيا إلى تأمين «لقاحات للجميع، وخاصة للفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً في جميع مناطق الأرض» مشيراً إلى أن «قوانين السوق وبراءات الاختراع» يجب ألا تكون «فوق قوانين الحب والصحة والبشريّة».