في Thursday 28 January, 2021

«نيويورك تايمز»: تركيا «مستباحة» من قبل عملاء نظام طهران

كتب : زوايا عربية - متابعات

تحولت تركيا الى جحيم حقيقي للمنشقين عن نظام طهران، وباتتالمدن التركية مستباحة من قبل عملاء النظام الإيراني، وهو الأمر الذي سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء عليه وكشفت تفاصيل دقيقة عن خطورة الأوضاع في تركيا.

وتحدثت الصحيفة في تقرير مطول عن قصة أميركي وإيرانية يعيشان معًا في بلدة ساحلية صغيرة في تركيا. ومع ذلك، فإن ما كانوا يأملون في أن يكون شاعريا أصبح كابوساً حقيقيا. وأبلغ الزوجان عن رسائل تهديد ومضايقات يتعرضان لها من قبل رجال يعتقدون أنهم عملاء للنظام الإيراني، وزادت مخاوفهم بسبب خطف وقتل معارضين إيرانيين في تركيا في الأشهر الأخيرة.

وقالت خوشرو ، التي فرت من إيران بعد أن سُجنت وتعرضت للضرب لمشاركتها في احتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود: "نحن خائفون حقًا. نذهب فقط إلى أقرب سوبرماركت ونعود. هناك بعض الرجال الذين يغطون وجوههم ويدخلون المبنى ويقرعون بابنا".

وبحسب التقرير، لطالما كانت تركيا الملاذ الأول للعديد من الإيرانيين الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني أو يستخدمون برامج الزيارة المفتوحة.

ووصل الآلاف كلاجئين منذ الحملة القمعية ضد الاحتجاجات عام 2009. وقد سجلت منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ما يقرب من 40 ألف إيراني يسعون للحصول على الحماية الدولية في تركيا بحلول عام 2017. وفي الأشهر الأخيرة، يبدو أن بعض المعارضين الإيرانيين مستهدفون من قبل الحكومة الإيرانية.

وقال مسؤول تركي بارز الأسبوع الماضي، إنالشخصية المعارضة الإيرانية البارزة، حبيب جبر، خُطِف وأُعيد قسراً من تركيا إلى إيران في أكتوبر. وخلص المحققون إلى أنه تم استدراجه من منزله في السويد إلى تركيا من قبل عملاء المخابرات الإيرانية ثم قاموا بتخديره وتهريبه عبر الحدود من قبل مجموعة لتهريب المخدرات، حسب ما قال المسؤول، الذي لم يكشف عن هويته.

وناشط آخر أرسلان رضائي تعرض للطعن حتى الموت في اسطنبول في ديسمبر على الرغم من عدم وضوح الجهة التي تقف وراء مقتله، يقول النشطاء الذين عرفوه، إنه كان يتلقى تهديدات من عملاء الحكومة الإيرانية.

ويشعر النشطاء بالقلق بشكل خاص مما قد يحدث لإعادة المعارضين إلى إيران. واستدرجت إيران روح الله زم، الذي كان يدير قناة معارضة شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي من منفاه في فرنسا، إلى العراق حيث تم اختطافه وإعادته إلى إيران، وقد تم إعدامه شنقا في الشهر الماضي.

ووصف علي رضا مريوسفي، الوزير ورئيس المكتب الإعلامي في البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، فكرة أن الإيرانيين خائفون من حكومتهم بأنها "غير معقولة".

وكتب في بيان عبر البريد الإلكتروني: "الإيرانيون - أينما كانوا في العالم - يحبون وطنهم والغالبية العظمى منهم على علاقة جيدة مع حكومتهم". وقال إن مزاعم القتل خارج نطاق القضاء لا أساس لها من الصحة، لكن إيران طلبت بالفعل تسليم أشخاص أدانتهم محكمة إيرانية.

من جانبها تركيا، التي سعت في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان للحفاظ على علاقات جيدة مع طهران، لديها اتفاق تسليم مطلوبين مع إيران، وقامت بشكل عام بترحيل الإيرانيين الذين عبروا الحدود بشكل غير قانوني أو ليس لديهم تصاريح إقامة.

وقال ليفينت بيسكين، المحامي التركي، إن هناك مؤشرات تظهر أن تركيا تتصرف بمزيد من الحذر منذ اختطاف حبيب.

ومن الأمثلة على ذلك مصير صحافي إيراني قُبض عليه في شرق تركيا في 18 يناير بعد عبوره الحدود بشكل غير قانوني من إيران لتجنب السجن. ودعت لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك تركيا إلى عدم ترحيل الصحافي محمد مساعد. وفي نوفمبر، حصل على جائزة المنظمة الدولية لحرية الصحافة بعد أن فر من بلاده إثر تلقيه أوامر بالذهاب إلى السجن.

وأكد مسؤول تركي رفيع أن مساعد احتُجز وأُدخل المستشفى بسبب اعتلال صحته. وقال إن مساعد عرّف عن نفسه بأنه صحافي وتقدم بطلب للحصول على الحماية الدولية واستبعد ترحيله.

وعلى الرغم من تأكيدات تركيا، يقول النشطاء والمعارضون الإيرانيون في البلاد، إنهم قلقون على مستقبلهم.

وتقول سمية راموز، 38 عاما، ناشطة إيرانية ومختبئة في تركيا، إنها تلقت تهديدات من عملاء المخابرات الإيرانية. وتعمل مصففة شعر في بلدة عبدان الجنوبية وكانت جزءًا من مجموعة سرية تدعم عودة الملكية الدستورية في إيران التي نظمت احتجاجات في عام 2017 وهربت إلى تركيا قبل ثلاثة أشهر.

وأكد محاميها أنها احتُجزت العام الماضي في إيران لمدة ثلاثة أشهر، وتعرضت لضرب مبرح أثناء الاستجواب لدرجة أنها أصيبت في كبدها، ثم قالت إن أحد الحراس اعتدى عليها جنسيا وتصف وضعها "تراودني كوابيس ليلا ونهارا.. أستيقظ أصرخ وحدي".

وأظهرت وثائق المحكمة أنه تم الإفراج عنها بكفالة في 31 يوليو. وقالت سمية إنها كانت تعيش في بلدة صغيرة على الساحل الشمالي لتركيا وتلقت تهديدات متعددة.

من جانبها، قالت سنام وكيل، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معهد الأبحاث البريطاني تشاتام هاوس، إن من بين المعارضين الذين يعيشون في الخارج، يتم استهداف الرعايا ذات الأصول إيرانية بشكل خاص. وقالت: "يتعرض مزدوجو الجنسية بلا شك لضغوط من أجل التأثير على الدول الغربية".