في Monday 26 August, 2019

لماذا استهدفت إسرائيل مراكز القيادة الشعبية في البقاع؟

هزّت 3 انفجارات البقاع الأوسط في لبنان بعيد منتصف الليل، سرعان ما تبيّن أنها ناجمة عن 3 غارات إسرائيلية استهدفت سلسلة جبال لبنان الشرقية المقابلة لجرود بلدة قوسايا، غرب ميدنة زحلة، حيث مواقع عسكرية للجبهة الشعبية الفلسطينية- القيادة العامة، بقيادة أحمد جبريل.

وأوضح نائب رئيس بلدية قوسايا داود كعدي لـ"العربية.نت" "أن الطيران الإسرائيلي استهدف عبر صواريخ وعلى مراحل مراكز عدة للجبهة الشعبية في جرود السلسلة الشرقية قبل أن يردّ عناصر الجبهة بالمضادات".

يأتي هذا التطور بعد أقل من 24 ساعة على ما وصف بأنه خرق إسرائيلي للسيادة اللبنانية بطائرتين مسيّرتين استهدفتا المركز الإعلامي التابع لـحزب الله في الضاحية الجنوبية.

"أضرار مادية"

كذلك أشار كعدي إلى أنه اتّصل بقيادة الجبهة الشعبية في قوسايا، وأكدت له القيادة أن لا خسائر بشرية، وإنما أضرار مادية نتيجة القصف المتتالي على المراكز العسكرية.

أيضا لفت إلى "أن الغارات الإسرائيلية أتت رداً على إطلاق عناصر الجبهة في قطاع غزة صواريخ في اتّجاه إسرائيل".

كما نوّه إلى "أن مراكز الجبهة منتشرة على طول السلسة الشرقية من أوّل بلدة كفرزبد وحتى آخر بلدة ماسا (وهي بلدة تابعة إدارياً لقضاء زحلة)، يسمحون لأهالي قوسايا بتفقّد أراضيهم وممتلكاتهم باستثناء بعض الأراضي المُلغّمة"، موضحاً "أنه لا انتشار للجيش اللبناني في البلدة بعد القصف الإسرائيلي، علماً أن لديه مراكز عسكرية في المنطقة".

إسرائيل تنوي إشعال المنطقة

من جهته، أوضح النائب عن مدينة زحلة جورج عقيص لـ"العربية.نت" "أنها ليست المرّة الأولى التي تغير فيها إسرائيل على مراكز الجبهة الشعبية في قوسايا، لكن المُثير للاستغراب والقلق هو هذا الضغط الذي تمارسه تل أبيب في أمكنة عديدة بنيّة إشعال المنطقة استباقاً لأمر ما ربما مُرتبط بالانتخابات التشريعية لديها".

كذلك تمنّى عقيص وهو نائب من كتلة حزب "القوات اللبنانية" ألا تنجرّ بلاده إلى ما تُخططه له إسرائيل، وأن تخرج من هذه الأجواء بما يُحقق المصلحة اللبنانية العليا وإنقاذ لبنان من آتون أي حرب مقبلة قد يكون لها آثارها المدمّرة على الاقتصاد اللبناني، بحسب تعبيره.

إسرائيل لن تخضع لتهديد حزب الله

كما اعتبر أن الاستهداف الإسرائيلي لمراكز القيادة الشعبية يعود إلى قرب توجه القيادة السياسي مع سياسات إيران وحزب الله، وربما تأكيدا من إسرائيل أنها لا تهتم لخطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وأنها تُنفّذ أجندتها الحربية المرسومة سلفاً دون الخضوع لتهديدات الحزب.

تزامن هذا الخرق الإسرائيلي الثاني للأجواء اللبنانية في أقل من 24 ساعة مع تلقّي رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، نقل إليه رغبة واشنطن في إبقاء حالة الاستقرار سائدة في لبنان، وأن الإدارة الأميركية تبلغت من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنّ إسرائيل ليست في صدد التصعيد مع لبنان.

فيما طالب النائب جورج عقيص الأميركيين بدل الاتصال بالطرف اللبناني الرسمي والطلب منه الالتزام بضبط النفس، الضغط على إسرائيل كي تمتنع عن الاستمرار في خروقاتها المستمرة للقرار الدولي 1701 وللسيادة اللبنانية".

كذلك أسف عقيص لأن الساحة اللبنانية لا تعرف الراحة، فبدل أن تقدم كل يلزم لتهدئة الأوضاع ولملمة الأمور تمهيدا للمباشرة بورشة الإنقاذ الاقتصادي، حتى فُتحت في وجهها جبهة الصراع الإقليمي، وهذا لا يُبشّر بالخير، بحسب تعبيره.

سوريا وأنفاق لتهريب السلاح

يذكر أن جماعة جبريل تنشط بشكل أساسي في منطقة قوسايا وضواحيها في منطقة البقاع على الحدود اللبنانية السورية خلف حدود بلدة كفرزبد، ضمن منطقة جبلية وعرة تتداخل فيها الحدود بين لبنان وسوريا بشكل معقّد، وتتوزّع قواعدها بين مواقع في البقاعين الأوسط والغربي في مناطق قوسايا وعين البيضا ودير زنون والمعيصرة ووادي حشمش ولوسي وجبيلة والسلطان يعقوب والفاعور.