في Wednesday 28 August, 2019

سباق الرئاسة في تونس.. سلاح الإعلام يشعل المعركة

مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في منتصف الشهر القادم (سبتمبر)، اشتعلت الحرب الإعلامية في تونس بين المرشحين المتنافسين في الانتخابات، وتصاعد التوظيف السياسي لوسائل الإعلام، تزامنا مع ارتفاع منسوب الجدل والتوتر في المشهد السياسي، وسط مخاوف من تأثيرات هذه المعركة الإعلامية المفتوحة على نتائج ونزاهة الانتخابات.

"نسمة" تهاجم الشاهد

وألهبت قضية إيقاف وسجن المرشح الرئاسي نبيل القروي، تلك الحرب الإعلامية، حيث شنّت قناة "نسمة" الخاصة التي يعد القروي أحد مالكيها، حملة شرسة على الحكومة ورئيسها يوسف الشاهد واتهمته باستغلال مؤسسات الدولة وتدبير القضية من أجل التخلص من منافس قوي في السباق الرئاسي، وخصصت لهذا الغرض جميع برامجها وحواراتها لتجميل القروي والهجوم على الشاهد وتشويهه، قوبلت بهجوم مضادّ من بعض وسائل الإعلام المحسوبة والمقربة من الشاهد، على غرار قناة "التاسعة" الخاصة، التي قامت بتسخير بعض برامجها لتبرير ومباركة عملية إيقاف القروي، والدعاية لمواقف وخيارات الشاهد وحزبه "تحيا تونس".

منابر لخدمة المرشحين

وفي الوقت الذي اتجه فيه الإعلام الرسمي لمزيد من الحيادية في تناول أخبار المرشحين، غرقت وسائل الإعلام الخاصة في قلب الصراع السياسي بين المرشحين المتنافسين على منصب الرئاسة، وتحوّلت إلى منابر لخدمة مرشح بعينه، وذلك رغم تحذيرات الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (هيئة رقابية) من توظيف وسائل الإعلام في الانتخابات، ودعواتها إلى ضرورة الالتزام بمعايير التغطية المهنية، والوقوف على نفس المسافة من كل المتنافسين.