في Saturday 31 August, 2019

أردوغان يهدد باجتياح سوريا إذا لم تسمح له واشنطن بـ "المنطقة الأمنة"

هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واشنطن بأن بلاده ستنفذ خطة عملياتها الخاصة بشأن المنطقة الآمنة شمالي سوريا إذا لم يسيطر الجيش التركي على المنطقة خلال بضعة أسابيع.

جاء ذلك في كلمة ألقاها، اليوم السيب، خلال مراسم حفل توزيع شهادات على المتخرجين من الأكاديمية العسكرية بجامعة الدفاع الوطني في إسطنبول.

وشدد إردوغان على أنه "لم يعد لدينا صبر حيال تأسيس المنطقة شرق الفرات الممتدة على طول الحدود السورية التركية".

وأكد أنه "إذا لم نبدأ بإقامة المنطقة الآمنة شرق الفرات فعليا عبر جنودنا وبشروطنا في غضون أسبوعين أو ثلاثة فليفكر الجانب الآخر في تبعات ذلك".

وأضاف: "سننفذ خطة عمليتنا الخاصة بنا إذا لم يسيطر جنودنا على المنطقة خلال بضعة أسابيع"، في تهديد واضح بإجتياح تركي للأراضي السورية.

وقال الرئيس التركي إن المشكلة في المنطقة ليست في تنظيم "داعش" بل "حرب مصالح لعدة قوى فلا يحاول أحد بالتذرع بهذا التنظيم لتمرير مشاريعه"، في محاولة أخرى للتقليل من خطورة التنظيم الإرهابي الذي تربطه علاقات مشبوهة بالنظام التركي وفقا لوثائق دولية خرجت للنور خلال الأعوام الخمسة الماضية.

وفيما يتعلق بالأوضاع في شرق الفرات، قال إردوغان: "الظلم الواقع على المواطنين المدنيين من الجماعات الإرهابية في شرق الفرات لم يعد من الممكن التستر عليه. ليس لدينا المزيد من الوقت والصبر من أجل إقامة المنطقة الآمنة في شمال شرق تركيا"، مهددًا بشن عملية عسكرية جديدة على شمال سوريا، في حال لم تتمكن تركيا من السيطرة على المنطقة الآمنة.

يبدو أن تصريحات إردوغان سببها عدم استقرار الجانب الأمريكي حول عمق المنطقة الأمنة حتى الآن، رغم ادعاءات أنقرة أن هناك اتفاق تم بين الجانبين مؤخرا.

وكشفت صحيفة "صباح" الموالية لسلطة رجب إردوغان، اليوم السبت، عن كواليس اجتماع عسكري جمع الجانبين التركي والأمريكي بشأن المنطقة الآمنة في سورية، مؤكدة طرح واشنطن مجددا أن يكون العمق ما بين 4 - 5 كيلو متر في مخالفة لما وعد به الرئيس دونالد ترامب أن يكون العمق 20 ميلا/ 32 كيلو متر".

إردوغان قال في وقت سابق، بشأن المنطقة الآمنة: "إن الرئيس ترامب أرسل فريقاً ليجتمع مع رجالنا وبعد المباحثات، قدموا في النهاية عرضًا أقل من 20 ميلًا، أي أنهم قلصوا العمق، بناءً على هذا قلت لوزير الدفاع خلوصي أكار وفريقه دعونا نبدأ بهذا الشكل وسيحدث ما نريد بعد ذلك واتخذنا خطواتنا، لكن بالطبع لم نتخل عن هدفنا، قواتنا مستعدة على طول الحدود".

بحسب ما نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية أمس الجمعة، فإن قوات الاحتلال التركية تستعد لغزو شمالي سورية مجددًا، للقيام بدوريات عسكرية في "المنطقة العازلة" التي تم التوصل إليها بموجب اتفاق بين مسؤولي حكومة إردوغان والمسؤولين الأمريكيين في تركيا خلال الأسابيع الماضية.

الاتفاق الأمريكي التركي والذي تطلق عليه أنقرة اسم اتفاق "المنطقة الآمنة" لم تتضح كامل تفاصيله الرسمية بعد، غير أن التسريبات التركية تشير إلى أنه ينص على إنشاء منطقة خالية من المسلحين الأكراد بمسافة 500 ميل على طول الحدود السورية التركية، وبعمق 3 أميال تشهد تواجدًا للجنود الأتراك، وفقًا لتقرير أوردته قناة "خبر تُرك" الإخبارية التركية.

كما يشير الاتفاق، بحسب "التايمز"، إلى إنشاء قطاع يبلغ طوله 7 أميال يتواجد فيه جنود أمريكيون يقومون بدوريات عسكرية، يليه قطاع تبلغ مسافته 2.5 ميل أخرى خالية من الأسلحة الثقيلة للأكراد. وسيكون القطاع الذي تقوم فيه تركيا بدوريات أضيق بكثير من مساحة الـ 20 ميلا التي طالب بها إردوغان أكثر من مرة.