في Sunday 4 April, 2021

«تحركات مشبوهة».. ماذا حدث في الأردن؟

كتب : زوايا عربية - وكالات

سيطرت حالة من الغموض على المشهد الساخن الذي شهده الأردن خلال الـ24 ساعة الماضية، بعد اعتقال 20 شخصية بارزة وفرض الإقامة الجبرية على الأمير حمزة بن الحسين ولي العهد السابق والأخ غير الشقيق للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

وبعد انتشار الأنباء على مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" خبرًا مقتضبًا على لسان مصدر وصفته بـ"المطلع" يفيد بأنه "اعتقل كلاً من الشريف حسن بن زيد، ورئيس الديوان الملكي السابق باسم إبراهيم عوض الله وآخرين، لأسباب أمنية" دون مزيد من التفاصيل.

ومع تسارع الأنباء عن حملة الاعتقال والحديث عن "محاولة انقلاب" نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أمس السبت، تقريرًا عن محاولة لزعزعة استقرار الأردن قبل الاحتفال بمئويته في 11 أبريل الجاري.

ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن مصادر في المخابرات الأردنية قولها، إنه اعتقل عددًا من الشخصيات البارزة بينهم الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني. ووصفت المصادر الحدث بأنه "مؤامرة معقدة بعيدة المدى" تضم على الأقل أحد أفراد العائلة الملكية وزعماء قبائل فضلاً عن دعم أجنبي لتلك المؤامرة.
وأشاروا إلى أن المحاولة استهدفت استقرار البلاد وزعزعة الأمن بالمملكة.

بينما سارع الأمير حمزة بن الحسين ولي العهد السابق، الذي وضع قيد الإقامة الجبرية، إلى تبرئة نفسه من تلك "المؤامرة" بمقطع فيديو أرسله محاميه إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وقال خلاله: "إنه قيد الإقامة الجبرية وليس له علاقة بتلك المؤامرة".
الرد الرسمي
وفي أول رد رسمي على تلك المحاولة، صرح نائب رئيس الوزراء الأردني أيمن الصفدي، اليوم الأحد 4 أبريل 2021 ، في مؤتمر صحفي، أن ما جرى بالأمس من توقيف للأمير حمزة واعتقال لشخصيات بارزة كانت نتيجة تحقيقات شمولية مشتركة على مدى فترة طويلة حول نشاطات وتحركات الأمير حمزة بن الحسين والشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وأشخاص آخرين تستهدف أمن الوطن واستقراره.

وتابع الصفدي في مؤتمره الصحفي، قائلاً: "رصدت اتصالات مع جهات خارجية لاختيار الوقت الأنسب لزعزعة أمن الوطن" مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية رصدت تواصل شخص له ارتباطات بأجهزة أمنية أجنبية مع زوجة الأمير حمزة، وعرض عليها تأمين طائرة فورًا للخروج من الأردن إلى بلد أجنبي.

وعن مقطع الفيديو الذي بثه الأمير، قال الصفدي، إنها محاولة جديدة منه لتشويه الحقائق واستثارة التعاطف المحلي والأجنبي. وشدد في نهاية المؤتمر على أنه تمت السيطرة على تلك التحركات ومحاصرتها وتمكنت أجهزة الدولة من وأدها في مهدها.

بدء التحقيقات
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء اليوم الأحد، عن مصدرين وصفتهما بـ"المطعلين" قولهما إن قوات الأمن وصلت إلى منزل الأمير حمزة، وبدأت في تحقيقات رسمية معه بشأن الأحداث التي وقعت.

وذكر مسؤول أمريكي لـ"رويترز" أنه مطلع على الأحداث في الأردن، مؤكدًا أن الأحداث كانت لا تهدف إلى انقلاب فعلي في المملكة.

محاولة انقلاب أم زعزعة الاستقرار؟
وأوضح المسؤول الأمريكي المطلع على الأحداث وفقًا لـ"رويترز" أن المعتقلين كانوا يخططون لتنظيم احتجاجات كبيرة بدعم من القبائل لتظهر في شكل انتفاضة شعبية، متابعًا أن التحقيقات الأردنية الحالية تهدف لمعرفة ما إذا كانت الخطط حظت بدعم خارجي أم لا.

وأكد مسؤولون أخرون، استياء العاهل الأردني، من الأمير حمزة، بسبب تجمع عددًا من الشخصيات المعارضة بالمملكة حوله.

ورغم سخونة المشهد في المملكة، رأى المحلل السياسي الأردني عامر سبعل، أنه لا توجد مؤامرة من الأساس، واعتبر الأحداث الجارية في الأردن، محاولة لتغطية على مناورة سياسية أخرى.

وقال المحلل الأردني في تصريحات لـ"نيويورك تايمز" اليوم الأحد، إن الجميع في الأردن يطالب بإصلاحات وليس إسقاط للحكومة والنظام، متابعًا أن ما حدث يجعل الحكومة تكسب تعاطف شعبي وتظهر كأنها تتعرض لضغوطات أكبر.

وبشأن التطورات في الأحداث، صرح مسؤول إسرائيلي لـ"نيويورك تايمز" أن بلاده تتابع التطورات في الأردن عن كثب، مضيفًا أن الإعلام بالغ في حديثه عن خطورة الوضع في المملكة.

وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، إن ما حدث لم يكن محاولة انقلاب.

قالت الصحفية الأردنية رنا صويص لـ"بي بي سي" إن التوترات داخل العائلة المالكة كانت واضحة لبعض الوقت، مضيفة أنه ينظر للأمير حمزة، على أنه يتمتع بشعبية كبيرة وشبيه بوالده الملك حسين، ويحظى بشعبية كبيرة بين القبائل وزعمائها.

ونقلت "بي بي سي" عن محلل سياسي أردني رفض الكشف عن هويته، قوله، إن الأمير حمزة قام مؤخرًا "أكثر من مرة بمضاعفة انتقاداته لما وصفه بفساد السلطة أمام عدد من أصدقائه".

وتابع، أن قرار العاهل الأردني بتنحية الأمير حمزة عن ولاية العهد في 2005، سبب استياء الأمير، مضيفًا أنه رغم مرور 17 عامًا على فقدان لقب ولي العهد إلا أنه لو يستوعب ذلك.

ونقلت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، عن المحلل الأردني لبيب القمحاوي قوله، إن الأمير حمزة تجاوز "خطًا أحمرًا" بإشارته إلى أنه قد يكون بديلاً للعاهل الأردني، مضيفًا أن هذا شيء لا يقبله الملك ولا يتسامح معه.