في Monday 19 April, 2021

رئيس الوزراء اللبناني يبحث دعماً قطرياً لمواجهة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة

حسان دياب في قطر
كتب : زوايا عربية - متابعات

بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، مع وزيري الدفاع والخارجية القطريين، تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وآخر مستجدات الأوضاع في لبنان الذي يواجه أزمات متفاقمة.

جاء ذلك خلال اجتماعين منفصلين عقدهما دياب مساء الأحد 18 إبريل 2021، مع وزير الدفاع خالد بن محمد العطية، ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، على هامش زيارة رسمية غير محددة المدة، يجريها الأول للدوحة.

وغادر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بيروت الأحد إلى قطر في أول زيارة رسمية له إلى الخارج هذا العام، تستمر حتى الثلاثاء بحثا عن دعم قطري للحدّ من الأزمة الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

وبحث دياب مع وزير الخارجية القطري “تعزيز علاقات التعاون الثنائي وآخر المستجدات على الساحة اللبنانية وفي المنطقة”. كما تناول اللقاء مع وزير الدفاع القطري “استعراض العلاقات الثنائية بين بيروت والدوحة وسبل تعزيزها”.

وتسعى حكومة تصريف الأعمال للحصول علىمساعدات مالية واقتصادية لمواجهة الأزمات التي تعصف بالبلاد، لكنّ الجهات المانحة اشترطت تشكيل حكومة وإجراء إصلاحات اقتصادية من بينها التدقيق المالي لمصرف لبنان المركزي مقابل أية مساعدات.

ويشهد لبنان منذ صيف 2019 أسوأ أزماته الاقتصادية التي أدت إلى خسارة العملة المحلية أكثر من ثمانين في المئة من قيمتها مقابل الدولار، وفاقمت معدلات التضخم وتسبّبت في خسارة عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم.

وتسعى قطر لدخول لبنان بقوة من بوابة ضخ الأموال والاستثمارات مستفيدة من ضوء أخضر لأغلب المتدخلين الإقليميين والفاعلين المحليين، خاصة حزب الله الذي سيجد نفسه مستفيدا من أي دور قطري مدعوم من إيران.

وفي 18 فبراير الماضي، زار رئيس الحكومة اللبنانية المُكلف سعد الحريري الدوحة، عقب زيارة مماثلة أجراها وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن لبيروت مطلع الشهر ذاته.

ودعت قطر مرارا إلى الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية المتعثرة، جراء خلاف بين الحريري والرئيس اللبناني ميشال عون، بشأن طبيعة التشكيلة الحكومية منذ تكليف الأول بها في 22 نوفمبر الماضي.

وأبدى وزير الخارجية القطري، الأسبوع الماضي، خلال زيارته بيروت استعداد بلاده لدعم لبنان عبر مشاريع اقتصادية شرط تشكيل حكومة تحُول الانقسامات السياسية الحادة دون ولادتها منذ أشهر. كما سعى إلى طمأنة الفرنسيين بأن الدور القطري لن يكون على حساب المبادرة الفرنسية.

وقال لا نسعى لنسف المبادرة الفرنسية، بل نعمل على استكمال المساعي الدولية لتشكيل حكومة لبنانية. لكنه لم يخف رغبة الدوحة في احتضان مفاوضات لبنانية – لبنانية شبيهة بحوارات 2008.

وكانت الدوحة لعبت دورا أساسيا في العام 2008 حينما احتضنت حوارا بين الفرقاء اللبنانيين انتهى بالتوصل إلى تسوية لأزمة سياسية حادة تخللتها أحداث عنف واستمرت لنحو 18 شهرا.

كما نجحت على مدى العقود الماضية في نسج علاقات مع جميع مكونات المشهد السياسي في لبنان بما في ذلك حزب الله الذي يبسط اليوم سيطرته على مفاصل القرار ويحمله الشارع الجزء الكبير من المسؤولية عمّا آل إليه وضع البلد.

واستقالت حكومة دياب إثر انفجار بيروت في الرابع من أغسطس 2020 الذي دمر قطاعات واسعة من العاصمة بيروت. وجرى تكليف الحريري برئاسة الوزراء في أكتوبر الماضي لكنه لم ينجح بعد في تشكيل حكومة جديدة بسبب أزمة سياسية مع الرئيس ميشال عون.

ورغم الضغوط الدولية التي تقودها فرنسا لا تزال القوى السياسية عاجزة منذ انفجار المرفأ عن تشكيل حكومة تنكب على تنفيذ إصلاحات يشترطها المجتمع الدولي لمساعدة لبنان.

ويريد الحريري تشكيل حكومة “تكنوقراط” (شخصيات غير حزبية)، ويتهم عون بمحاولة الحصول لفريقه “التيار الوطني الحر” وحلفاؤه وبينهم “حزب الله” على “الثلث المعطل”، وهو ما ينفيه الرئيس.

و”الثلث المعطل” يعني حصول فصيل سياسي على ثلث عدد الحقائب الوزارية، ما يسمح له بالتحكم في قرارتها وتعطيل انعقاد اجتماعاتها.