في Saturday 24 April, 2021

«حزب الله» والمخدرات.. خطر عابر للحدود

كتب : زوايا عربية - متابعات

أعاد ضبط السعودية كميات من الأقراص المخدرة بشحنة رمان واردة من لبنان، فتح ملف تجارة حزب الله في المخدرات والتي تناولتها تقارير دولية.

واتخذت السعودية، أمس الجمعة 23 إبريل 2021، قرارا بمنع دخول الفواكه والخضراوات اللبنانية، أعقبها إعلان اليونان ضبط 4 أطنان من مخدر الحشيش في آلات لصنع الحلوى متجهة من لبنان لسلوفاكيا.

وكانت تقارير أجنبية تناولت مصانع مخدر الكبتاجون الخاصة بحزب الله، والتي سبق أن تحدث عنها لبنانيون في مناطق تابعة للحزب وعلى الحدود السورية اللبنانية.

وحمّلت أصوات لبنانية حزب الله بشكل تلقائي مسؤولية شحنات المخدرات في السعودية، انطلاقا من معلومات تشير إلى امتلاكه مصانع الكبتاجون في لبنان وسوريا وتجارته بالمخدرات في عدد من دول العالم، إضافة إلى سيطرته على المرافق العامة في لبنان من المرفأ للمطار وغيرها.

وهنا؛ يقول النائب في حزب القوات اللبنانية، وهبي قاطيشا لـ"العين الإخبارية"، إن "حزب الله يتحمل بشكل مباشر وغير مباشر ما حدث في شحنات المخدرات ومن خلفه حلفاؤه والمسؤولون في الدولة (اللبنانية)".

وأوضح أن "حزب الله يسيطر على كل شيء في لبنان، ويعمل على نهب مؤسسات البلاد"، لافتا إلى أنه مع تراجع الدعم الإيراني للحزب، بدأ يعمل على تأمين موارده عبر التهريب وتجارة المخدرات في العالم.

وأمام قرار السعودية الأخير يعتبر قاطيشا أن موسم لبنان الزراعي أصيب بانتكاسة كبيرة، محملا حزب الله وحلفاءه المسؤولية، قائلا: "ماذا يمكن أن ننتظر بعدما ضربوا الزراعة والتي تعتبر قطاع الفقراء؟، وماذا ننتظر من هذه الدولة اللبنانية التي لم يتجرأ منها مسؤول من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف إلى وزير الزراعة المحسوب على حزب الله، بالإعلان عن موقف واضح تجاه هذه المشكلة؟، معتبرا أنه لم يعد في لبنان من حل إلا بسقوط هذه المنظومة التي أثبتت فشلها.

من جانبه، قال منسق "التجمع من أجل السيادة" اللبناني نوفل ضو، عبر حسابه على "تويتر": "ألا يستحق قرار المملكة العربية السعودية وقف استيراد المنتجات الزراعية من لبنان تحركاً بحجم دعوة مجلس الدفاع الأعلى لاجتماع طارئ؟ ألا يستدعي التدبير قراراً بحجم نشر الجيش على الحدود وضبط المرافئ والمطار لمنع التهريب على انواعه والقضاء على اقتصاد حزب الله الموازي؟".

وأضاف ضو: "من يهرّب الكبتاجون هو من يهرّب الأموال والبضائع المدعومة من لبنان! ومن يسرق صحة الناس بتهريب المخدرات لتمويل حروبه وأنشطته، هو من يسرق أموال المودعين! ومن يغطي ويدير هذه العمليات التي يجابهها العالم بتدابير الحظر على لبنان هو سبب الانهيار".

بدوره كتب رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب المستقيل سامي الجميّل عبر حسابه على تويتر: "بعد ضرب كل القطاعات المنتجة القادرة على جذب عملة صعبة، ها هو الفلتان الحاصل على الحدود وتهريب البضائع والمخدرات يؤدي الى ضرب المزارع اللبناني جرّاء مغامرات أمراء الكبتاجون. شكراً لتحالف المافيا/المليشيا"، وأكد "المحاسبة آتية".

كذلك كتب النائب في حزب "القوات" اللبنانية زياد حواط عبر حسابه على تويتر: "لقد حذرنا وناشدنا.. ولكن من دون جدوى. التهريب مستمر وعواقبه تزداد وبسببه تُغلق منافذنا على الخارج. ملايين الدولارات تُهرب شهرياً. بالأمس مواد مدعومة واليوم مخدرات.. دولة تحكمها المافيا والدويلة"، في إشارة إلى "دويلة حزب الله".

مخدرات عابرة للحدود
والشهر الماضي، ذكرت صحيفة "إندبندنت" في تقرير عبر نسختها الفارسية، أن شخصيات بارزة تابعة لحزب الله ومليشيات إيرانية أخرى تقوم بتصنيع وتجارة المخدرات داخل الأراضي السورية.

ونقلت "إندبندنت" عن مصادر لم تسمها، قولها إن قيادات بمليشيا حزب الله مسؤولة عن إنتاج كميات كبيرة وعالية الجودة من حبوب الكبتاجون بهدف تصديرها إلى بلدان مجاورة.

وأكد التقرير أن إنتاج المخدرات وتوزيعها في جميع أنحاء الأراضي السورية يتم بواسطة حزب الله، مشيرا إلى أن هذه المليشيا تدير عدد من مصانع الأدوية التي توقفت عن العمل بسبب ظروف الحرب، لإنتاج آلاف الأقراص المخدرة.

وقالت الصحيفة أن المعدات اللازمة لتصنيع الكبتاجون نقلت من لبنان بواسطة عناصر حزب الله وأغلبها (المعدات) مملوكة لشخص يدعى نوح زعيتر، المعروف بأنه تاجر مخدرات كبير، ما أدى لتوسع عملية الإنتاج والتهريب في سوريا.

وفي لبنان ورغم العمليات المحدودة التي تستهدف هذه المناطق والتي تعتبر خارجة عن القانون، أعلنت قيادة الجيش في شهر يناير الماضي أن دورية من مديرية المخابرات دهمت مصنعا لحبوب الكبتاجون والمخدرات في بلدة بوداي - البقاع، (خاضعة لسيطرة الحزب) وأوقفت عددا من الأشخاص وضبطت كمية كبيرة من المخدرات وآلات تصنيع حبوب الكبتاجون، من دون أن تعلن عن الجهة المسؤولة عنها.

وجاء ذلك، بعد أسابيع عن كشف السلطات الإيطالية أنها تمكنت من ضبط نحو 15 طنا من الكبتاجون، تبين أن حزب الله اللبناني وراءها، بحسب ما أفادت وكالة "نوفا" الإيطالية.

وقبل ذلك في شهر ديسمبر الماضي كانت قد تحدثت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية عن نقل تنظيم حزب الله وبيع المخدرات في الخارج لصالح عصابات الكوكايين، وخاصة في كولومبيا، ما يدر عليه دخلا بلغ حوالي 200 مليون دولار شهريًا.

مع العلم أنه في 30 أبريل/نيسان الماضي، قررت الداخلية الألمانية حظر جميع أنشطة حزب الله بشكل كامل على أراضيها، مبررة ذلك بأن الحزب استغل أراضيها لسنوات في جمع التبرعات وغسيل الأموال، والتجارة المشبوهة.

وطور خلال السنوات الماضية شبكة إجرامية قوية تستغل الأراضي الألمانية في تهريب المخدرات وغسيل الأموال، وفق ما نقلته "لصحيفة ذود دويتشه تسايتونغ الألمانية عن مصادر أمنية".

وأوضحت الصحيفة: "توثق السلطات الألمانية عمليات حزب الله لتهريب المخدرات بشكل جيد، حيث تصل شحنات المخدرات إلى ألمانيا قادمة من أمريكا الجنوبية عبر القارة الأفريقية، في مسارات محددة رسمها حزب الله".

وتابعت: "وبجانب ميناء هامبورغ الألماني، تصل المخدرات عادة إلى موانئ روتردام في هولندا وأنتويرب في بلجيكا، ويستخدم الحزب الأموال التي يجنيها من هذه التجارة في شراء الأسلحة وتمويل عملياته".

نقلاً عن " العين" الإخبارية