في Saturday 1 May, 2021

الجيش الأفغاني يعلن بدء انسحاب القوات الأجنبية من بلاده

جنود أمريكيون عادوا إلى بلادهم بعد الخدمة في أفغانستان - الأرشيف
كتب : زوايا عربية - متابعات

إنهاء لأطول حرب للولايات المتحدة، أعلن قائد الجيش الأفغاني، السبت 1 مايو 2021، أنالقوات الأجنبيةبدأت عملية الانسحاب من بلاده.

جاء ذلك بعدما شدد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في أول كلمة سياسية مهمة له، أمس الجمعة 30 إبريل 2021، على أن بلاده على استعداد لصراع محتمل في المستقبل، لا يشبه كثيرا "الحروب القديمة" التي استهلكت وزارة الدفاع لفترة طويلة.

كما دعا إلى حشد التقدم التكنولوجي وتحسين دمجالعمليات العسكريةعلى الصعيد العالمي من أجل الفهم بشكل أسرع ، واتخاذ القرار بشكل أسرع، والعمل بشكل أسرع، وفق تعبيره.

الجدير ذكره أن الولايات المتحدة التي من المقرر انسحابها الكامل من أفغانستان السبت، كانت تدخلت عسكريا في هذا البلد عام 2001 على رأس تحالف دولي لطرد تنظيم القاعدة من معاقله بعد اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر الدامية.

ففي السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2001، أي بعد أقل من شهر من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر التي أسفرت عن نحو 3 آلاف قتيل، أطلق الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش عملية "الحرية الدائمة" في أفغانستان، بعدما رفض نظام طالبان تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وفي غضون أسابيع، أطاحت قوات دولية بقيادة الولايات المتحدة بحركة طالبان.

ونشرت أميركا حوالي ألف جندي على الأرض في تشرين الثاني/نوفمبر، قبل رفع عديدهم إلى عشرة آلاف في العام التالي.

وفي عام 2008، قرر الرئيس بوش إرسال تعزيزات لتنفيذ استراتيجية فعالة ضد تمرد طالبان، وأواخر عام 2009، خلال الأشهر الأولى من ولاية الرئيس باراك أوباما، ارتفع عدد الجنود الأميركيين في أفغانستان إلى نحو 68 الفا، أما في كانون الأول/ديسمبر، أرسل أوباما 30 ألف جندي إضافي وأكد أن القوات الأميركي ستبدأ بالانسحاب بعد 18 شهراً. والهدف كان وقف تمرد حركة طالبان وتعزيز المؤسسات الأفغانية.

إلى أن بلغ في منتصف 2011، عدد الجنود الأجانب في أفغانستان أكثر من 150 ألفا بينهم 100 ألف أميركي.

بعدها، قُتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، مدبر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 ليلة الأول إلى الثاني من أيار/مايو 2011 في عملية للقوات الأميركية الخاصة في باكستان حيث كان مختبئا.

وفي 31 كانون الأول/ديسمبر 2014، أنهى حلف شمال الأطلسي مهمته القتالية في أفغانستان، إلا أنه أبقى 12 ألفا و500 جندي أجنبي على أراضيها، بينهم 9800 أميركي في البلاد لتدريب القوات الأفغانية والقيام بعمليات مكافحة الإرهاب، وفقاً لوكالة رويترز.

فيما سجل الوضع الأمني تدهورا واضحا مع توسع تمرّد طالبان وقد أصبح تنظيم داعش أيضا ناشطاً في البلاد في مطلع العام 2015.

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في21 آب/اغسطس 2017، أن القوات الأميركية ستبقى في أفغانستان حتى إشعار آخر، وأرسل تعزيزات من آلاف الجنود.

كما ألقى الجيش الأميركي في نيسان/أبريل 2017، أكبر قنبلة غير نووية استخدمها على الإطلاق في عملياته القتالية تعرف بـ"أم القنابل"، مستهدفا مواقع لتنظيم داعش تضم شبكة من الأنفاق والكهوف في الشرق، ما أسفر عن مقتل 96 إرهابياً.

وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر من العام نفسه، وصل 3 آلاف جندي لدعم القوات المنتشرة في البلاد ليضافون الى 11 ألفا متواجدين في البلاد، إلا أن الهجمات الدامية تضاعفت خصوصاً تلك التي تستهدف القوات الأفغانية، كما وكثفت الولايات المتحدة من جهتها الضربات الجوية ضد المتمردين.

فقد بدأت في صيف 2018، واشنطن وممثلون عن طالبان محادثات سرية طالبت فيها الولايات المتحدة من طالبان منع استخدام البلد كملاذ آمن للجماعات الإرهابية بينها القاعدة، ثم توقفت المحادثات مرات عدى جراء هجمات استهدفت قوات أميركية.

وفي 29 شباط/فبراير 2020 وقعت الولايات المتحدة وحركة طالبان اتفاقا تاريخيا نص على الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية بحلول أيار/مايو 2021، مقابل ضمانات أمنية وتعهدات من طالبان باجراء مفاوضات مع حكومة كابول وخفض أعمال العنف.

إلى أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في 14 نيسان/ابريل 2021، انسحاب 2500 جندي أميركي لا يزالون في أفغانستان بحلول 11 أيلول/سبتمبر في الذكرى العشرين لاعتداءات أيلول/سبتمبر 2001، وفي 29 من الشهر نفسه، بدأ حلف الأطلسي انسحاباً منسقاً لوحدات مهمة "الدعم الحازم" التي يشارك فيها في المجمل 9600 جندياً و36 دولة.