في Thursday 3 October, 2019

بغداد.. حصيلة اليوم الثاني للتظاهرات الشعبية ضد النفوذ الإيراني في العراق

في اليوم الثاني للتظاهرات العراقية يبدو الوضع ساخنا في العاصمة بغداد وبعض المحافظات العراقية الأخرى.

وردت الحكومة العراقية على التظاهرات المطالبة بخروج إيران ومليشياتها من العراق، بحجب كامل لشبكات الإنترنت.

وأسفر اليوم الثاني من المظاهرات الشعبية في العراق عن اعتقالات عشوائية ومقتل ٩ متظاهرين وإصابة العشرات بجروح، وحرق مباني 3 محافظات وعدد من الأحزاب والمليشيات التابعة لطهران


القوات الأمنية العراقية بدأت منذ فجر الأربعاء بالانتشار المكثف في شوارع بغداد وعزلتها عن باقي مدن العراق، وقطعت الجسر الجمهوري المؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة التي تحتضن المقرات الحكومية والبعثات الدبلوماسية، ومنعت المتظاهرين من الدخول إلى ساحة التحرير مستخدمة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

ونددت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق باستخدام القوات الأمنية العنف لتفريق المتظاهرين السلميين في بغداد والمحافظات الأخرى، للمطالبة بالإصلاح والخدمات.

وشهدت مدن بغداد والناصرية والنجف والكوت والديوانية والبصرة وديالى وكركوك وبابل مظاهرات شعبية واسعة، طالب من خلالها المتظاهرون بالإصلاح وخروج إيران ومليشياتها من العراق، وتغيير النظام وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية لحين إجراء الانتخابات التشريعية.

وتصاعدت وتيرة العنف والاشتباكات بين المتظاهرين مع حلول الظهر، حيث استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي بكثافة لإنهاء المظاهرات في كافة المدن العراقية المنتفضة.

وفقدت القوات الأمنية العراقية سيطرتها على الوضع، ما مهد الطريق أمام المتظاهرين الذين اقتحموا مباني محافظات بابل والنجف وذي قار ومقرات الأحزاب والمليشيات التابعة لإيران، وفي مقدمتها مقرات حزب الدعوة وتيار الحكمة في النجف، ومقر مليشيا بدر في الناصرية.

وأعلنت القوات الأمنية حالة الطوارئ وفرضت حظر التجوال ليلا في ٦ محافظات منتفضة لإنهاء الاحتجاجات، فيما أعلنت الحكومة فرض حظر التجول في العاصمة بغداد من فجر الخميس وحتى إشعار آخر.

ولم يتمكن المتظاهرون من دخول مطار بغداد الدولي، إذ منعتهم القوات الأمنية بإطلاق الرصاص الحي، لكنهم عادوا ليحتشدوا أمام بوابة المطار، فيما أغلقت الحكومة المنطقة الخضراء بكتل الكونكريت مجددا، بعد أن فتحته في يونيو/حزيران الماضي.

وأكدت مصادر أمنية عراقية خشيتها من اقتحام المتظاهرين المنطقة الخضراء، التي تحتضن مقر الحكومة والوزارات والبعثات الدبلوماسية في العراق، مبينة أن الجهات الأمنية نشرت العشرات من عناصرها في محيط البعثات الدبلوماسية.

ورغم مطالبات من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتهدئة ومطالبة الحكومة العراقية بضبط النفس وعدم الاعتداء على المتظاهرين، إلا أن مسؤولين عراقيين أشاروا، الأربعاء، إلى أن عدد قتلى الاحتجاجات التي اندلعت بعدد من محافظات البلاد بلغ ٩ بينهم شرطي، بينما فاقت أعداد المصابين ٥٠٠ مصاب، واعتقلت القوات الأمنية العشرات من المتظاهرين في مدن البلاد المختلفة.

وقال الدكتور ثامر خليل، الطبيب بالمديرية العامة لصحة محافظة ذي قار "إن ٥ قتلوا وأصيب أكثر من ٨٠ آخرين، إثر تعرضهم لإطلاق نار من قبل مسلحي مليشيات بدر وقوات التدخل السريع و"سوات" بمدينة الناصرية".

فيما أكد عبدالحسين الجابري، مدير عام دائرة الصحة في محافظة ذي قار، أن شرطيا كان بين القتلى، ما يرفع حصيلة القتلى خلال اليومين الماضيين من المظاهرات لـ١١ قتيلا.

وبعد فشل محاولاتهم لدخول ساحة التحرير اختار المتظاهرون ساحة الطيران للتظاهر فيه، لكن القوات الأمنية واجهتهم بالرصاص والغاز المسيل للدموع.

وأوضح الناشط المدني فهد عباس أن الخط الأول للمتظاهرين في ساحة الطيران كان يتكون من النساء، وقد تعرضن للاعتداء من قبل قوات مكافحة الشغب وقوة أخرى، كان عناصرها ملثمين، حيث ضربوا النساء المتظاهرات بالهراوات والغاز المسيل للدموع، الأمر الذي تسبب بإصابة ٦ نساء بجروح".

وفي البصرة اعتقلت قوات الأمن العراقية، الأربعاء، عشرات الأشخاص تظاهروا طلبا لتغيير النظام.

وقال الناشط البصري أمجد المالكي إن "القوات الأمنية العراقية تشن حملة اعتقالات واسعة بين صفوف المتظاهرين المجتمعين في منطقة العشار وسط المدينة".

وأكد المالكي أن الحملة أسفرت حتى الآن عن اعتقال العشرات منهم، لافتا إلى أن الحكومة حجبت كافة مواقع التواصل الاجتماعي وقطعت الإنترنت في عموم أنحاء المدينة.

وخرج الآلاف من سكان البصرة عصر اليوم في مظاهرات واسعة، طالبوا خلالها بالإصلاحات وتغيير النظام في العراق، وتوفير الخدمات الرئيسية لمواطنيه.


أما في مدينة النجف، فأكدت مصادر أمنية عراقية، أن المتظاهرين فرضوا سيطرة شبه كاملة على مدينة النجف، جنوب غربي البلاد.

وأشار الملازم صفاء الحسيني الضابط بقيادة شرطة النجف، إن المتظاهرين أضرموا النار في مقري حزب الدعوة بقيادة نوري المالكي وتيار الحكمة بقيادة عمار الحكيم.

وأضاف "أن المتظاهرين يتوجهون حاليا باتجاه مطار النجف، بعد أن فرضوا سيطرة شبه كاملة على المدينة".

في غضون ذلك بيّن الناشط المدني العراقي صادق السهل أن قوات مكافحة الشغب مع قوة أخرى ترتدي زيا غير معروف تواصل شن حملة اعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين، مضيفا أن المعتقلين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب.

وتابع "انطلقت مظاهرات واسعة مساء الأربعاء في قضاء الشطرة التابع لمحافظة ذي قار، أزال خلالها المتظاهرون اللافتات عن عدد من مقرات الأحزاب ومكاتب بعض النواب، ومن ثم احتشدوا أمام مبنى المجلس البلدي مطالبين بالإصلاحات وتغيير النظام".

وأشار السهل إلى أن المقرات التي اقتحمها المتظاهرون في الشطرة تمثلت بمقرات مليشيات بدر وعصائب أهل الحق، ومكتب النائب عبدالأمير آل تعيبان الدبي، ومنزل أمين عام رئاسة الوزراء حميد الغزي، ومنزل النائبة زينب السهلاني، ومقرات حزب الدعوة والحزب الشيوعي.