في Saturday 19 October, 2019

بيروت تنتفض.. فوضى ومواجهات عنيفة ومحاولات رسمية لاحتواء التظاهرات

عمت الفوضى العديد من ميادين وشوارع العاصمة بيروت بالتزامن مع عمليات سرقة ونهب لمصارف ومتاجر، وتصاعدت حدة المواجهات وأعمال العنف المصاحبة للاحتجاجات اللبنانية، مساء الجمعة.


وواصل المحتجون الاعتصامات والمظاهرات في العديد من المدن، رغم كلمة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري التي منح خلالها نفسه والقوى السياسية في البلاد مهلة 72 ساعة للوصول لحل للأزمة التي اندلعت مساء الخميس، عقب فرض رسوم مالية على الاتصالات عبر تطبيقات الهاتف الخلوي، حيث أشعل القرار الذي سحبته الحكومة، شرارة لتحركات واسعة وصلت إلى حد المطالبة بإسقاط الحكومة.

وتحولت منطقة وسط بيروت إلى ساحة مواجهة بين المتظاهرين والقوى الأمنية، وأوقفالجيش عددا من المحتجين، ويستقدم تعزيزات عسكرية إلى ساحة رياض الصلح بعد احتدام المواجهات.

وتلاحققوات الأمن ومكافحة الشغب عناصر تقوم بأعمال تخريب وسرقة لبعض المصارف والمحال التجارية.

وقالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان إن عددا من المتظاهرين في ساحة رياض الصلح قاموا برمي المفرقعات النارية الكبيرة ومواد صلبة، على عناصر قوى الأمن الداخلي، ما أسفر عن سقوط 17 جريحا.

أعلنت قوى الأمن الداخلي في لبنان، مساء الجمعة، إصابة 24 من عناصرها 17 منهم خلال اشتباكات مع المواطنين في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت.

وأضافت أن حالات إغماء وقعت في صفوف المتظاهرين نتيجة استخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بساحة رياض الصلح.

وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن المتظاهرين يحطمون بأعمدة حديدية واجهات أحد المصارف في شارع المصارف ببيروت.

وأضافت أن عشرات الدراجات نارية يستقلها متظاهرون تجوب وسط بيروت، وتقوم بأعمال كسر وتحطيم في شارع ستاركو - مقابل أسواق بيروت، كما يعملون على إزالة إشارات المرور وحرق العوائق البلاستيكية.

ورغم مرور يومين فقط على بدء الاحتجاجات، تسارعت وتيرة الأحداث في لبنان وقطع محتجون العديد من الطرق بواسطة إطارات السيارات المشتعلة، ومن أبرزها "الطريق الدولية" التي تربط البقاع بالجنوب، و"الأوتوستراد الساحلي"، و"الطريق الدولية" بعلبك-حمص.

وقالت "الوكالة الوطنية للإعلام" إن المتظاهرين قطعوا طريق البلدية بالسواتر الترابية.

وأوضحت أن الطريق الدولية عند دوار بلدة دورس المؤدية إلى مدخل بعلبك الجنوبي ما زالت مغلقة بالسواتر الترابية على المسلكين، حيث يتجمع هناك مئات المحتجين.

وأفادت بأن المتظاهرين ما زالوا مستمرين في اعتصامهم بأعداد على "أوتوستراد" جونيه المقطوع من الجهتين.

من جانبها، طالبت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بأن تكون جميع المظاهرات "سلمية"، كما ينادي معظم المتظاهرين، وناشدتهم الابتعاد عن الفوضى والشغب وعدم الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة وعلى العناصر، حفاظاً على السلامة العامة وهي لن تتردد في ملاحقة وتوقيف كل مخلّ بالأمن وإحالته إلى القضاء.

وسياسيا استقبل الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، مساء الجمعة، وفدا من المتظاهرين، عقب وصولهم إلى محيط القصر، ومطالبتهم بدخولهم.

وتوجه عون للوفد قائلا: "أشعر معكم، وجعكم هو وجعي، وسوف أعمل جهدي للتخفيف من معاناتكم.. بدأنا سلسلة إجراءات للحد ممّا تشكون منه، وسنواصل العمل في هذا الاتجاه".

وانقسمالمتظاهرين الذين يواصلون احتجاجاتهم أمام القصر الرئاسي بين من يصر على البقاء والاستمرار بتحركهم ومن يدعو إلى التراجع.

ووفقاً لوسائل إعلام لبنانية، وصل المتظاهرون، مساء الجمعة، من ساحة رياض الصلح بوسط العاصمة بيروت إلى محيط القصر الجمهوري، وهم يستقلون العربات ويطلقون الشعارات، ويؤكدون أنهم سيتقدمون نحو "قصر الشعب".