في Sunday 20 October, 2019

النهضة تصر على رئاسة تونس.. "سنترأس الحكومة"

أعلن رئيس مجلس شورى حركة النهضة، عبد الكريم الهاروني، أن "النهضة مستعدة للحكم باعتبارها الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية، وستترأس الحكومة القادمة، وستشكل تركيبتها بالشراكة مع أحزاب ومنظمات انطلقت في مشاورات أولية معها".

وأجرى رئيس الحركة، راشد الغنوشي، اتصالات أولية مع أحزاب التيار الديمقراطي وحركة الشعب وتحيا تونس وائتلاف الكرامة والاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري.

وقال الهاروني إن "الحركة ستنطلق في مشاورات رسمية لتشكيل الحكومة". وذكر أن "الحركة ستتحمل مسؤوليتها في الحكم وهي جادة في تشكيل حكومة على أساس مبدأ الشراكة".

وأوضح أن الحركة "بدأت في حوار داخلي حول الشخصية الأقدر على تسيير دواليب الدولة".

قلب تونس: "لا نتعامل مع مستقبل البلاد بمنطق الغنيمة"

وإلى ذلك، أفاد حزب "قلب تونس"، بزعامة رجل الأعمال نبيل القروي أنّ كتلة نوّاب الشعب المنتمين للحزب، كاملة متماسكة ومتمسّكة بانتمائها الحزبيّ ومتشبّثة ببرامجه ومواقفه، وذلك ردا على ما تمّ تداوله في بعض المنابر الإعلاميّة وشبكات التواصل الاجتماعي من معطيات اعتبرها الحزب "إشاعات ومزاعم تتعلّق باستقالة مجموعة من نوّاب الشعب المنتمين إلى كتلة قلب تونس والتحاقهم بكتل تابعة لأحزاب أخرى، وردا على تصريحات بعض الأطراف التي لم تتوانَ عن التهجم المجاني على حزب قلب تونس وقياداته".

واعتبر الحزب في بيان أصدره، الأحد، أنّ "هذه الإشاعات ليست غير مواصلة لأشكال التشويه التي طالت الحزب على امتداد شهور" مشيرا إلى أنها جزء من الحرب النفسيّة التي تعوّدها الحزب من خصوم قال "إنهم ساهموا في تسميم الأوضاع في الساحة السياسيّة وجعلوا من السياحة الحزبية وتفكيك الأحزاب مشروعهم الوحيد وكانوا وراء عزوف نسبة كبيرة من شعبنا عن العمل الحزبيّ والانخراط في الشّأن العامّ".

وأضاف أنّ "تصاعد وتيرة الإشاعات الآن بالذّات مرتبط أساسا بمأزق تشكيل الحكومة وترتيب التحالفات"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن حزب "قلب تونس" غير معنيّ بالمحاصصات الحزبيّة، وأنّه لا يتعامل أبدا مع مستقبل البلاد بمنطق الغنيمة، وفي المقابل فإنّه لن يخضع لأيّ شكل من أشكال الضغط وأنّه متمسّك بأنّ الشرط الرّئيسيّ للمشاركة في أيّ تشكيل للحكومة هو مدى تناسبه مع برنامج الحزب وأولويّاته ومبادئه.

واعتبر الحزب أنّ تونس تعيش حاليا فترة دقيقة من تاريخها تتطلب خطابا مسؤولا وتغليب العقل والحكمة والابتعاد عن التشنج والعنف والقطع مع ما عرفته الساحة السياسية في السنوات الأخيرة، داعيا الأطراف المتدخلة في الشأن السياسي إلى احترام مبادئ اللعبة الديمقراطية والأخلاق السياسية.

وحلّت حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية أولى في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 6 تشرين الأول/أكتوبر ونالت 52 مقعدا من أصل 217 يتألف منها مجلس نواب الشعب، بحسب نتائج رسمية أعلنتها الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات.

ماذا سيفعل رئيس تونس؟

وبعد الانتهاء من مراسم التنصيب سيكون أمام الرئيس التونسي الجديد، قيس سعيّد، مهلة أسبوع لتكليف زعيم حركة النهضة، الغنوشي، بتشكيل حكومة.

وبحسب مجلس نواب الشعب التونسي، فإن سعيّد سيؤدي اليمين الدستورية في 23 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

وسعيّد أستاذ جامعي متقاعد، يبلغ 61 عاما، كان مغمورا إلى حد كبير على الساحة السياسية، لكنّه انتخب رئيسا للبلاد بنسبة 72,71 بالمئة من الأصوات في الدورة الحاسمة التي واجه فيها مرشّح حزب "قلب تونس" المثير للجدل، القروي.

وسيكون أمام حركة النهضة مهلة شهر لتشكيل حكومة قادرة على نيل ثقة غالبية النواب، وهي مهمة بالغة الصعوبة في مجلس مشتت.

وحل حزب "قلب تونس" الذي تأسس في حزيران/يونيو الماضي ثانيا في الانتخابات التشريعية ونال 38 مقعدا في مجلس نواب الشعب.