في Thursday 8 July, 2021

تقرير: الجزائر فقدت دورها في ليبيا

كتب : زوايا عربية - متابعات

اعتبر تقرير نشره موقع ”أوريون 21“ الفرنسي، أن الجزائر ”فقدت دورها“ في ليبيا، وباتت خارج اللعبة السياسية هناك، لا سيما بعد فقدان نفوذها في إقليم فزان، وفي معاقل الطوارق التي كانت _تقليديا_ جزءا من منطقة نفوذها.

وأشار التقرير إلى أن ”من مظاهر تهميش الدور الجزائري في ليبيا، أن عبدالحميد الدبيبة، الرئيس الجديد للحكومة الليبية، بدأ فور تنصيبه، جولة دبلوماسية في العديد من العواصم، واستقبل رؤساء حكومات من دول قريبة، مثل: تونس، ومصر، وإيطاليا، أو أبعد، مثل: اليونان، لكنه انتظر شهرين ونصف الشهر قبل أن يذهب إلى الجزائر في الـ 29 من أيار/ مايو، وكانت مجرد محطة توقف في طريقه إلى أوروبا“.

وأضاف التقرير ”كما أن المفاوضات بين المتحاربين الليبيين، في تشرين الأول 2020، والتي أسفرت عن اتفاق الحكومة الحالي، أجريت ،بشكل أساس، في تونس والصخيرات (المغرب)، إذ تضاعف تنقل الممثلين الليبيين بين هذين البلدين“.

وتابع ”ولفترة طويلة لم يعد لدى هؤلاء الفاعلين الليبيين (المؤيدين أو المعادين للجزائر) أي أوهام حول قدرتها على ممارسة نفوذها على الساحة الليبية“، وفق قوله.

وبحسب تقرير موقع ”أوريون 21“ فإن الجزائر ”همشت نفسها في البداية مع دعمها القوي لمعمر القذافي خوفا من عدوى ما سمي الربيع العربي، ثم ذهبت إلى أبعد من ذلك، إذ رحبت بأسرته بأكملها في المنفى، وانتهى الأمر بفقدان نفوذها حتى في فزان ومنطقة الطوارق التي كانت -تقليديا- جزءا من منطقة نفوذها“.

ولفت التقرير إلى أنه ”في فبراير 2019، عندما حاول المشير خليفة حفتر السيطرة على إقليم فزان كمقدمة لهجومه على طرابلس، اقتصر الوجود الفعلي لقواته على سبها، عاصمة الإقليم.. وبينما منح الطوارق -مثل معظم المجتمعات الأخرى- ولاءهم لخليفة حفتر، ووضعوا تحت حكمه حقل الفيل النفطي الذي يسيطرون عليه، أصر المشير بشكل استثنائي على جعل قواته تسير في موكب، مع إقامة مؤقتة في غات، وهي واحة قريبة من الحدود الجزائرية“.

وأشار إلى أنه ”في عام 2017 أعلنت الجزائر _بضجة كبيرة_ عن زيارة وزير خارجيتها إلى جنوب ليبيا، إذ ثمة روابط قوية مع الجزائر منسوجة منذ نهاية القرن التاسع عشر والاستعمار الفرنسي، لكن زيارة الوزير انتهت بسرعة، وبعد توقف قصير في غات، طار إلى طرابلس متجاهلا مدن إقليم فزان الأخرى، ولا سيما عاصمته سبها، ما اعتبر دلالة أخرى على إضعاف قوة الجزائر في ليبيا“.

وختم الموقع الفرنسي تقريره بالقول إن ”الجزائر فقدت آخر أمل لها في التشبث بليبيا، من خلال معارضة تعيين علي قنا، رئيسا لمنطقة فزان العسكرية، بسبب عدم ثقة متبادل بينه وبين أقلية عرقية تمتد داخل الجزائر، وكرد فعل على بداية تحالف بين الطوارق والأمازيغ في جبل نفوسة، الأمر الذي تعارضه الجزائر“.