في Thursday 8 July, 2021

وسط رفض حزبي.. انطلاق مشاورات تشكيل الحكومة التونسية

المشيشي
كتب : زوايا عربية - متابعات

بدأت حركة النهضة رسميا مشاوراتها لتشكيل حكومة سياسية بقيادة رئيس الحكومة هشام المشيشي، وسط اعتراض قوى وفعاليات سياسية واسعة لهذا التوجه.

وأكد مصدر، فضل عدم كشف هويته، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن المشاورات لتشكيل حكومة سياسية لا تزال في بدايتها، معربا عن أمله في أن تنجح في حل الأزمة والتوصل لتهدئة شاملة، في ظل ما وصفها بـ“الأوضاع الحرجة“ التي تعيشها البلاد، خصوصا على المستوى الصحي.

وقال المصدر إن ”حركة النهضة ستعرض في الأيام القليلة المقبلة على المشيشي قيادة الحكومة الجديدة، قبل أن تتجّه إلى مفاوضات مع قوى سياسية من خارج الائتلاف الداعم للحكومة، بهدف توسيع الحكومة؛ ما من شأنه أن يجعلها قادرة على تحمل أعباء المسؤولية والخروج من الأزمة الحالية.
وتزامن انطلاق المشاورات مع رفض حزبي واسع لتشكيل حكومة سياسية بقيادة المشيشي.

حيال ذلك، رأى المحلل السياسي الصغيّر القيزاني أن إصرار حركة النهضة على تشكيل حكومة سياسية دون التشاور مع رئيس الدولة واتحاد الشغل والأحزاب السياسية، يعد خطوة تصعيدية من حركة النهضة، من شأنها تعميق الأزمة واستمرار احتدامها وليس حلها.

وقال القيزاني، إن مختلف القوى السياسية تعتبر أن الخلافات بين كل الأحزاب والتيارات تمنع تشكيل أي حكومة سياسية، وتعتبر أيضا أن حصيلة هشام المشيشي كانت فاشلة، لكن النهضة تصر على خيار الحكومة السياسية، بحثا عن توريط الجميع في الحكم للتنصل من المسؤولية، حسب تعبيره.

ويرى القيزاني أن حركة النهضة تسعى لتمرير خياراتها في الحكومة والبرلمان بالمغالبة، معتبرا أن محاولة مرورها في البرلمان بالقوة بخصوص عدة قوانين أهمها الاتفاقية القطرية لاقى صدى كبيرا، وأن محاولة فرضها للحكومة السياسية رغم الاعتراضات ستطيل أمد الأزمة السياسية في البلاد.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي محمد صالح العبيدي، أن تمسك النهضة بتوجه تشكيل حكومة سياسية برئاسة هشام المشيشي، يعد قفزا على فكرة الحوار التي اقترحها الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية)، والتي تعد الإطار الأمثل للتشاور حول بقاء المشيشي من عدمه، وحول طبيعة البرنامج الذي ستنفذه الحكومة الجديدة.

وقال العبيدي لـ "إرم نيوز" إن إبقاء النهضة على المشيشي رئيسا للحكومة مناورة تحاول من خلالها حركة النهضة تحسين شروط التفاوض مع القوى الراغبة في رحيله، على غرار رئيس الدولة وحزبي التيار الديمقراطي وحركة الشعب، مضيفا أن نتائج هذه المناورة ستكون عكسية، بعد أن خبر الجميع أساليب حركة النهضة.

ويرى العبيدي أن من تغازلهم حركة النهضة لمشاركتها الحكم في الحكومة الجديدة، سبق لهم أن خاضوا التجربة في حكومة الياس الفخفاخ، وأيقنوا أن النهضة تضع قدما في الحكم وأخرى في المعارضة، وتسعى لتوريط شركائها وحلفائها في كل مرّة، حسب تعبيره.

من جهته، يرى المحلل السياسي (رياض حيدوري)، أن حركة النهضة تخطط من وراء الحكومة السياسية لتحقيق هدفين، يتعلق الأول بقطع الطريق على أي محاولة لتغيير النظام السياسي الذي يضمن بقاءها في الحكم، والثاني- استبعاد كتلتي ”الإصلاح“ و“تحيا تونس“ من الداعمين للحكومة بسبب مواقفهما ضدها.