في Friday 25 October, 2019

مظاهرات حاشدة ببغداد والعراقيون يهتفون: إيران برا

هتف المتظاهرون العراقيون، فجر الجمعة، في ساحة التحرير بوسط العاصمة العراقية بغداد هتافات "إيران برا برا.. بغداد حرة حرة"، مؤكدين أن احتجاجات العراق ولبنان كشفت إرهاب النظام الإيراني الذي تسبب في نشر الفوضى والخراب لنهب ثورات البلاد، حتى يستطيع دعم مليشياته الإرهابية.

وندد متظاهرون عراقيون، الجمعة، بتدخل إيران عبر مليشياتها في شؤون البلاد وسيادتها، مطالبين بوضع حد لتدخلات النظام الإيراني وسياساته التخريبية.

ورفع المتظاهرون شعارات تطالب إيران بالخروج من العراق، وأخرى كتب عليها بـ"خامنئي عدونا الأول"، فيما ردد آخرون هتافات مناهضة للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بمليشيا الحرس الثوري الإيراني.

وبدأ المتظاهرون العراقيون، فجر الجمعة، في الاحتشاد والنزول للشوارع، حيث قامت قوات الأمن بتفريقهم عند مدخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، باستخدام الرصاص الحي وخراطيم المياه، حسب شهود عيان.

التعامل الأمني الذي أوقع إصابة واحدة، دفع المتظاهرين إلى التوافد على ساحات التحرير والحبوبي وسط الناصرية وأمام مبنى محافظة ميسان، وفي محافظة واسط جنوب العراق، مرددين شعارات طالبت بإنهاء العملية السياسية والنفوذ الإيراني في العراق.

كما انتشرت مساء الخميس أعدادا كبيرة من المليشيات والقوات الأمنية العراقية في شوارع البصرة كافة، استعدادا للمظاهرات التي ستنطلق من المحافظة.

وأوضح الناشط المدني العراقي أمجد المالكي، أن الاستعدادات الشعبية متواصلة لانطلاقة مظاهرات واسعة أمام مبنى محافظة البصرة عصر الجمعة، حاليا الوضع هادئ في البصرة، لكن هناك انتشار أمني مكثف للجيش في شوارع المدينة.

وباشرت القوات الأمنية والمليشيات بقطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى ساحة التحرير، وقطعت الجسر الجمهوري لإيقاف توافد المتظاهرين على ساحات المظاهرات بعد ازدياد أعداد المتظاهرين، لكن المتظاهرين تمكنوا من اجتياز الحواجز الأمنية التي وضعتها القوات على الجسر الجمهوري متجهين نحو المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد.

ومنذ أيام، اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن المظاهرات التي اندلعت ضد الفساد ونقص الإصلاحات الاقتصادية في العراق ولبنان تكشف عن فشل النظام الإيراني في ممارسة نفوذه بالمنطقة.

وأوضحت أنه منذ بداية الثورة الإيرانية كانت لدى حكومة طهران ومليشيا الحرس الثوري سياسة تفصيلية واضحة طويلة الأمد، حول كيفية تصدير أفكارها الإرهابية المتطرفة إلى المنطقة، لا سيما في الدول ذات الأغلبية الطائفية. لكن في خطتها لأربعة عقود، تجاهلت نقطة مهمة وهي الرؤية الاجتماعية الاقتصادية للحفاظ على قاعدة دعمها.

وشهد العراق هذا الشهر اندلاع مظاهرات في بغداد ومناطق أخرى ذات الأغلبية الطائفية بالجنوب ضد فشل الطبقة السياسية في تقديم الخدمات الأساسية، وتقليص معدلات البطالة والفساد، وقد قوبلت المظاهرات بحملات قمعية ووحشية أسفرت عن مقتل أكثر من 100 متظاهر، حسب بيانات حكومية.

ويعتبر دور إيران في الرد على المظاهرات في العراق وفشل الحكومة في حماية مواطنيها، مؤشرا كبيرا على نفوذ طهران داخل البلاد؛ إذ إن كثيرا من قادة المليشيات المدعومة من إيران هم الآن أعضاء في البرلمان والحكومة، ويعملون على تحقيق أجندة طهران، ويخلقون بدائل اقتصادية لها في ظل العقوبات الأمريكية.