في Friday 1 November, 2019

دويتش فيلة: النفوذ الإيراني يحتضر في لبنان والعراق

بعد التصريحات المثيرة للمرشدالإيراني علي خامنئي التي وصف فيهااحتجاجات العراق ولبنان بـ"أعمال شغب" ممولة من استخبارات أجنبية، وهدد صراحة المحتجين بالبلدين، أكدت شبكة دويتشه فيله الألمانية أن إيران فقدت نفوذها تدريجيا في العراق ولبنان، بعد المظاهرات الشعبية العارمة التي اجتاحت البلدين، تنديداً بتدخلات نظام طهران في شؤونهما الداخلية.


وقالت الشبكة الألمانية في تقرير عبر نسختها الفارسية، الخميس، إن النظام الإيراني ينظر بقلق في الوقت الراهن إلى مكانة مليشيا حزب الله الأوسع نفوذا في لبنان، والتي تلعب دورا مؤثرا في سياسات طهران إقليميا.

واستند تقرير "دويتش فيله" إلى معارضة حسن نصر الله زعيم مليشيا حزب الله استقالة الحكومة اللبنانية، ورفضه الانتخابات البرلمانية المبكرة، مهددا بإشعال حرب داخلية إذا تواصلت الاحتجاجات.

وبعد يوم واحد من استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري هاجمت عناصر من مليشيا حزب الله المحتجين في ميداني الشهداء ورياض الصلح وسط العاصمة بيروت، حيث اقتلعت خيام المعتصمين، حسب التقرير.

وأضافت دويتشه فيله أن المحتجين اللبنانيين رفعوا شعارات غير مسبوقة ضد النظام الإيراني، ومليشيا حزب الله الموالية له على مدار الأسابيع الأخيرة، في تحول يعكس نظرة الداخل الجديدة تجاه طهران.

وزعم محمود واعظي مدير مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، أن بعض الدول التي لم يسمها تسعى إلى إضعاف حكومتي بغداد وبيروت اللتين تسيطر عليهما عناصر تابعة لنظام طهران، حسب التقرير.

وأوضح أيهم كمال، محلل شؤون الشرق الأوسط في مجموعة "أوراسيا" للاستشارات، أن احتجاجات العراق ولبنان تشير إلى فشل سياسات إيران بعد أن فشل حلفاؤها في إدارة شؤون بلدانهم.

وأكد كمال أن جذور الاحتجاجات العراقية واللبنانية نابعة بالأساس من مشكلات داخلية، تبعا لسياسات المسؤولين الحكوميين الفاسدين الذين فشلوا في فعل أي شيء لتحسين حياة الناس، وفق دويتشه فيله.

وهاجم المرشد الإيراني علي خامنئي مجددا الاحتجاجات الدائرة في العراق ولبنان، واصفا إياها بأعمال شغب تمولها أجهزة استخبارات أجنبية.

وقال خامنئي في كلمة له على هامش مراسم عسكرية عقدت في العاصمة طهران، أمس الأربعاء، إن "الضرر الأكبر الذي يمكن أن يسدده الأعداء لبلد ما هو سلب أمنه، مثلما يفعلون اليوم في بعض دول المنطقة"، حسب زعمه.

واعتبر المرشد الإيراني ضمنيا أن مصير الاحتجاجات في بغداد وبيروت سينتهي على غرار قمع الأجهزة الأمنية في بلاده لآلاف المتظاهرين في نحو 120 مدينة، اعتراضا على سياسات نظام طهران في يناير/كانون الثاني 2018.

وفي تحريض صريح على الفوضى، طالب ممثل خامنئي بصحيفة كيهان الأصولية حسين شريعتمداري المحتجين العراقيين باقتحام السفارة الأمريكية لدى بغداد.

وأشار المرشد الإيراني، دون توضيح مزيد من التفاصيل، إلى أن القوات المسلحة الإيرانية يجب أن تتجهز في مهمة خاصة، لما نعتها بالفتنة التي هي أشد من القتل.

ويرى مراقبون، حسب إذاعة فردا الناطقة بالفارسية من التشيك، أن إشارة خامنئي تعكس مخاوف الأخير من تكرار احتجاجات شعبية عارمة مثلما حدث عام 2009، والتي دأب النظام الإيراني على نعتها بالفتنة حتى اليوم.