في Tuesday 19 November, 2019

الإخوان" تشعل الفتنة في بورتوسودان والحكومة تتدخل

في إطار مساعي احتواء الأزمة وصل وفد رفيع من الحكومة السودانية وقوى الحرية والتغيير، الثلاثاء، إلى مدينة بورتوسودان شرقي البلاد للقضاء على الفتنة الإخوانية بين قبيلتي بني عامر والبيجا.

حيث اتهمت قوى سياسية سودانية النظام الإخواني المعزول بالوقوف وراء الاشتباكات التي اندلعت بين القبيلتين في مدينة بورتسودان، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 24 آخرين.

وكانت الحكومة المحلية بمدينة بورتسودان أعلنت، الإثنين، حظر التجول، إثر المواجهات التي اندلعت بين قبيلتي بني عامر والبيجا، بعد حالة احتقان أعقبت وصول الأمين داؤود رئيس الجبهة الشعبية المتحدة إلى المدينة.

وبحسب شهود عيان تحدثوا فإن الهدوء عاد إلى مدينة بورتسودان، الثلاثاء، بعد أن فرضت حكومة الولاية حظرا للتجوال من الساعة 5 مساء إلى الخامسة صباحا".

وحذر "مؤتمر البجا" المعارض في السودان من سيناريو فتنة يحيكها النظام المعزول بين مكونات شرق السودان الاجتماعية.

وقال الأمين العام لمؤتمر البجا المعارض أسامة سعيد، في بيان، إن "ما جرى من أحداث عنف في بورتسودان هو نتاج حالة الاستقطاب القبلي الحاد الذي استثمر فيه أعوان نظام الإخوان البائد وفلوله".

ودعا السودانيين في المدينة الساحلية من قبائل "بني عامر والهدندوة والأمرار" وبقية مكونات البجا، إلى "ضبط النفس وتفويت الفرصة على مروجي الفتنة الساعين لخرق النسيج الاجتماعي، وإشاعة الفوضى لإعادة البلاد لعهود الفساد والاستبداد"، حسب قوله.

وطالب سعيد الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الحكومة والوزراء بالتوجه فورا إلى بورتسودان للوقوف على الأوضاع والعمل على إعادة الحياة لطبيعتها ومحاسبة كل من قصر وتورط في إشعال هذه الفتنة، بجانب دعوته لقادة الإدارة الأهلية للتدخل الفوري للمحافظة على السلم الاجتماعي.

إلى ذلك دعت الجبهة الثورية - تحالف يضم الحركات المسلحة - السودانيين في شرق السودان للهدوء والكف عن التقاتل القبلي فيما بينهم، وتفويت الفرصة على فلول النظام الإخوان السابق الذين يريدون الصيد في الماء العكر لأجل إثارة الفتن القبلية.

وأكدت الجبهة الثورية في بيان باسم رئيسها الهادي إدريس يحيى التزامها باتفاقية إعلان جوبا لإجراءات بناء الثقة مع الحكومة السودانية، وصولا لتنزيل معاني السلام دون تمييز بين مكونات الشعب.

وخلال بيان أصدره، الثلاثاء، قال: "تأسف رئيس الجبهة الثورية السودانية للأحداث الدموية في بورتسودان"، مضيفا: "الجبهة ليست طرفا في هذه الصراعات، بل تقف مع كل المكونات الاجتماعية لشرق السودان والسودان عموما".

وتابع "ندين كل أشكال العنف، وكل من يريد جر البلاد إلى دوامة العنف القبلي، وندعو أهلنا في شرق السودان للتحلي بالهدوء والكف عن التقاتل القبلي العبثي فيما بينهم وندعوهم إلى تفويت الفرصة على فلول النظام السابق الذين يريدون الصيد في الماء العكر وإثارة الفتن القبلية ليس في شرق السودان وإنما في كل أرجاء البلاد".

من جهته، ناشد حزب الأمة القومي الأطراف في البحر الأحمر بضبط النفس والاستجابة لصوت الحكمة وتفويت الفرصة على المتربصين، ووقف مسلسل العنف والتفتيت والتشرذم القبلي.

ودعا إلى إجراء تحقيقٍ في الأحداث بواسطة لجنةٍ قضائيةٍ، فنيةٍ مستقلة لتحديد الجناة ومحاسبتهم وتعويض المتضررين.

وكان والي البحر الأحمر المكلف حافظ التاج مكي حمل القيادي بالجبهة الثورية الأمين داؤود مسؤولية الانفلات الأمني قائلا: "إنه أخل باتفاق أبرماه معا بتأجيل الحشد الجماهيري إلى حين إكمال الترتيبات الأمنية".

ووصل وفد رفيع من الحكومة السودانية وقوى الحرية والتغيير، الثلاثاء، إلى مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر شرقي البلاد، لاحتواء توترات أمنية بالمنطقة ناجمة عن اشتباكات دامية بين قبيلتي بني عامر والبيجا يوم الإثنين الماضي.

ويضم الوفد الحكومي، عضو المجلس السيادي حسن شيخ إدريس، ووزير الداخلية عادل بشاير، ووزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، وأعضاء قوى الحرية والتغيير إبراهيم الشيخ، وفيصل شبو، ووجدي صالح، للوقوف على الأوضاع بالمدينة، والاستماع إلى وجهات نظر وتطلعات إنسان شرق السودان.

ومن المنتظر أن يلحق بالوفد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، الخميس المقبل، الذي أعلن جولة لولايات شرق السودان، تشمل كسلا وبورتسودان، للاطلاع على الأوضاع هناك.

ولدى عودته أدلى الأمين وهو من قبيلة البني عامر بتصريحات وصف فيها البجا بأنهم أقلية، ما أثار حفيظة القبيلة.

وسبق أن شهدت مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر (675 كيلومترا شمال شرق العاصمة الخرطوم) خلال يونيو وأغسطس الماضيين أحداث عنف بين قبيلتي "البني عامر والنوبة"، أسفرت عن سقوط أكثر من سبعين قتيلا.