في Monday 16 December, 2019

السجل الأسود لإيران في مظاهرات العراق.. قمع واختطاف واغتيالات

تعيش العراق، الذي يشهد احتجاجات شعبية منذ شهرين تطالب بتغيير العملية السياسية وإنهاء النفوذ الإيراني، فوق صفيح ساخن بسبب الدور الإيراني المشبوه والممتد داخل مفاصل الدولة، اسفر عناغتيالات مكثفة وعمليات اختطاف طالت حتى الآن عشرات النشطاء والصحفيين والإعلاميين وسط صمت من قبل الحكومة وأجهزتها الأمنية.


وشهد العراق، الأحد، أربع عمليات اغتيال نفذتها فرق الموت التابعة لمليشيات الحشد الشعبي ضد ناشطين في مقدمتها عملية اغتيال الناشط حقي إسماعيل العزاوي بمنطقة الشعب في بغداد، حيث اُغتيل برشاشات الكلاشينكوف أثناء قيادة سيارته.

كما اغتال مسلحون الناشط المدني محمد جاسم الدجيلي بشارع فلسطين في بغداد خلال عودته إلى منزله من ساحة التحرير، حيث أطلقت مجموعة مسلحة النار عليه وعلى اثنين من أصدقائه المتظاهرين، فقتل الدجيلي وأصيب آخر بجروح فيما نجا الثالث.

وتزامنا مع هاتين العمليتين تعرض الناشطان ثائر كريم وعلي المدني لعملية اغتيال فاشلة، إثر انفجار عبوة لاصقة بالسيارة التي كانت تقلهما في محافظة الديوانية جنوب العراق، وأسفر الانفجار عن إصابتهما بجروح، لكن مصادر طبية في الديوانية أكدت لـ"العين الإخبارية" أن إصابة المدني بليغة.

ومنذ انطلاقة المظاهرات في الأول من أكتوبر/تشرين الأول حتى الآن زادت مليشيات الحشد الشعبي من عملياتها الإرهابية ضد العراقيين، فلا يمر يوم إلا يتعرض فيه العديد من النشطاء والإعلاميين والمتظاهرين لعمليات اختطاف واغتيالات، وتمارس هذه المليشيات الموالية للنظام الإيراني القمع ضد المتظاهرين وتكمم الأفواه، وتنشر العديد من مجاميعها الاستخباراتية في بغداد والمدن العراقية الأخرى، لجمع المعلومات عن المناهضين لإيران كي تنفذ فيما بعد فرق الموت عمليات تصفيتهم.

وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق تصاعدا خطيرا في جرائم اغتيال النشطاء والإعلاميين في بغداد والمحافظات.

وقال علي أكرم عضو المفوضية لحقوق الإنسان "إن الأجهزة الأمنية باختلاف مسمياتها هي المسؤولة عن أمن المواطن سواء كان ناشطا أو إعلاميا أو أيا كان، والتصاعد الملحوظ في الاغتيالات وحوادث الخطف والاعتداءات التي تستهدف المشاركين في المظاهرات أمر مقلق، ويبين وجود ضعف في هذه الأجهزة"، مشددا على أنه لا يمكن السكوت عما يحدث من جرائم.

وطالب أكرم الحكومة العراقية بتنفيذ خطوات حقيقية لكشف هذه العصابات التي تنفذ هذه الجرائم ضد العراقيين ومحاسبتهم وتحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم وحماية أرواح المواطنين.

في غضون ذلك، كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان والمركز العراقي لتوثيق الجرائم (منظمتان مختصتان بتوثيق جرائم الحروب والنزاعات المسلحة ودعم ضحايا الحروب والنزاعات) أن مجموعات مسلحة اختطفت ٣٠٠ محتج عراقي على الأقل في الآونة الأخيرة من ساحة التحرير أو بالقرب منها أثناء مشاركتهم في الاحتجاجات المستمرة في بغداد، وأودعتهم تعسفا في سجن سري بمنطقة زراعية أطراف بغداد.

ونقل "الأورومتوسطي والمركز العراقي" عن أحد المختطفين المفرج عنهم قوله: "إن المجموعات المسلحة التي اختطفته مع عدد من أقرانه المحتجين في ٧ نوفمبر/تشرين الثاني تابعة لأمن مليشيات الحشد الشعبي، وهي من تدير السجن السري الذي يقع قرب منطقة زراعية معروفة باسم (سريع الدورة ـ بغداد)، وكانت مقرا قديما لأحد المليشيات".

وبحسب إفادة المختطف المفرج عنه، يعيش المختطفون في هذا السجن أوضاعا مأساوية في ظل ظروف لا تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة.

من جانبه أكد ضابط برتبة عقيد في جهاز الاستخبارات العراقي المعلومات التي أدلى بها المختفي المفرج عنه، وأضاف لـ"العين الإخبارية"، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن مديرية أمن الحشد الذي يشرف عليها القيادي في حزب الله أبو زينب اللامي هي التي تنفذ عمليات الاختطاف في كل أنحاء العراق، ولديها سجون سرية في بغداد والموصل وتكريت وديالى والكوت وبابل والأنبار ومدن جنوب العراق، ويشرف مسلحون من مليشيات الحشد وضباط من فيلق القدس جناح الحرس الثوري الخارجي على هذه السجون والتحقيقات فيها، وسجن (سريع الدورة) واحد من هذه السجون التي يتخذها اللامي ومدير استخبارات الحشد أبو إيمان البهادلي مقرا لهما.

وأضاف أن هذه السجون تشهد عمليات تعذيب وإعدامات، كاشفا أن فرق الموت التي شكلها الإرهابي قاسم سليماني من عناصر مليشيات "عصائب أهل الحق وحزب الله وكتائب الإمام علي وسرايا الخراساني وكتائب سيد الشهداء والنجباء وبدر وأنصار العقيدة وسرايا عاشوراء" هي التي تنفذ عمليات الاغتيال بأوامر مباشرة من سليماني.

وبحسب معلومات دقيقة من مصادرها، أصدر سليماني أوامر إلى مليشيات الحشد لتنفيذ أكبر عدد من عمليات الاغتيال للضغط على الشارع العراقي وإخافة المتظاهرين، كي يقبلوا بمرشح إيران محمد شياع السوداني رئيسا للوزراء خلفا لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي وينهوا احتجاجاتهم.