في Monday 20 December, 2021

مفتي لبنان: الشعب يدفع ثمن صراعات ونزاعات إقليمية ودولية

مفتي لبنان
كتب : زوايا عربية - وكالات

أكد مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، اليوم الاثنين 20 ديسمبر 2021، أن الشعب اللبناني "يدفع ثمن صراعات ونزاعات إقليمية ودولية، تدور رحاها في منطقة الشرق الأوسط، وترتد بمفاعيلها السياسية والأمنية، والاقتصادية والمالية، والاجتماعية والمعيشية على لبنان وإنسانه، وكرامة عيشه واستقراره".

وشدد دريان ، خلال لقاء للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي يزور بيروت حاليا، مع قادة روحيين، التزام دار الفتوى بالشرعية الدولية والحرص على تنفيذ قراراتها باعتبارها الوظيفة الأساسية للأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الشعب اللبناني، يعيش اليوم مأساة إنسانية لا يستحقها.

وقال دريان إن "ما يؤسف له، أن مجلس الأمن، لم يقم بهذه الوظيفة، كما يجب"، مشيرا إلى أن قسطا كبيرا من معاناة لبنان يعود إلى عدم قيام الأمم المتحدة بدور فاعل على صعيد حل المشكلة الفلسطينية.

وأضاف :"لا يزال الشعب الفلسطيني يعاني، نتيجة ذلك، مأساة التهجير من أرضه، ولا تزال إسرائيل تزرع المستوطنات، وتدمر بيوت الفلسطينيين أصحاب الأرض، وتعتدي على المقدسات الإسلامية والمسيحية".

وأشار إلى أن إسرائيل "تنكر على فلسطينيي الشتات حق العودة المكرس بقرار مجلس الأمن رقم 194، وأفشلت كل المساعي الدولية والعربية، لإنشاء دولة فلسطينية على أرض فلسطين، كما أفشلت قرار مجلس جامعة الدول العربية، الذي اتخذ في اجتماع القمة، الذي انعقد في بيروت سنة 2002 تحت شعار (الأرض مقابل السلام) ".

وأعلن أن الشعب الفلسطيني لا يزال "يعاني مأساة إنسانية منذ سنة 1948 دون أمل بأي حل، وهو ما انعكس على حالة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها، ومنها على وجه الخصوص لبنان".

وقال دريان :"تلفت دار الفتوى نظر الأمم المتحدة، وخصوصاً أمينها العام جوتيريش، أن قسطا كبيرا مما عاناه لبنان ويعانيه اليوم من مآس وآلام وانهيار اقتصادي ومالي، واضطرابات أمنية وسياسية، دون نكران لمسؤولية الدولة اللبنانية، يعود إلى عدم قيام الأمم المتحدة بدور فاعل على صعيد حل المشكلة الفلسطينية، وإيجاد حلول للصراعات الإقليمية والدولية، التي تفتك بالأمن والسلم الدوليين".

وقال "إن دار الفتوى الإسلامية، تقدر كل التقدير، الدور الذي تضطلع به الأمم المتحدة، في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين في العالم".

وشكر مفتي لبنان الأمين العام للأمم المتحدة " على مبادرته المسؤولة، اللقاء مع المرجعيات الدينية في لبنان، للاستماع إلى آرائهم، والاطلاع منهم على ما يعانيه لبنان من مشاكل اقتصادية ومالية واجتماعية، وما يتعرض له من مخاطر وتحديات على أمنه وسلامة استقراره".

وأكّد تمسك دار الفتوى " بالعيش المشترك الإسلامي-المسيحي، الذي تعتبره جوهر وجود لبنان، وحجر الزاوية في الاجتماع السياسي اللبناني، وفي بناء الحياة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين".

وأعلن دريان أن دار الفتوى يهمها " أن تؤكد أن مبدأ العيش المشترك، ووحدة لبنان، وموضوع سيادة لبنان وحريته واستقلاله، واستقلال القضاء، والنظام البرلماني الديمقراطي، ومبدأ الفصل بين السلطات، وإبعاد لبنان عن سياسات المحاور، وعدم إقحامه في النزاعات والصراعات الإقليمية والدولية، هي محل إجماع رؤساء المرجعيات الدينية، كما هي محل إجماع اللبنانيين جميعا".