في Saturday 18 January, 2020

لبنان تشتعل.. 165 مصابا.. الحريري وعون يعلقان.. والسنيورة لحزب الله: اعترف بالخطأ

عاد الهدوء الى وسط بيروت مساء اليوم، بعد مواجهات عنيفة شهدتها المنطقة بين محتجين وعناصر مكافحة الشغب أشعلت العاصمة اللبنانية.

وشهد وسط بيروت -مساء اليوم السبت- مواجهات عنيفة بين المحتجين وعناصر مكافحة الشغب في الأمن اللبناني، أوقعت عشرات الجرحى من الطرفين، فيما لا تزال القوى السياسية عاجزة عن تشكيل حكومة تهدئ غضب الشارع.

وكانت بدأت المواجهات بعد قيام محتجين برمي عوائق حديدية وحجارة ومفرقعات على قوى مكافحة الشغب عند أحد مداخل مجلس النواب في وسط بيروت، حيث قامت القوى الأمنية بدورها برش المحتجين بخراطيم المياه لتتطور الامور الى مواجهات وصلت الى محيط مسجد محمد الأمين والمناطق المجاورة في وسط بيروت.

وقد أعلن الصليب الأحمر أنه نقل اكثر من ٨٠ جريحا إلى مستشفيات المنطقة اثر المواجهات كما تم إسعاف اكثر من ١٤٠ مصاب ميدانيا وهم من المعتصمين وعناصر قوى الأمن الداخلي.

وكان الرئيس ميشال عون طلب من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الامنية المعنية المحافظة على امن المتظاهرين السلميين ومنع اعمال الشغب وتأمين سلامة الاملاك العامة والخاصة وفرض الامن في الوسط التجاري.

كما غرد الرئيس سعد الحريري قائلا:"مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب. لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية."

وأضاف:"لن يحترق حلم رفيق الحريري بعاصمة موحدة لكل اللبنانيين بنيران الخارجين على القانون وسلمية التحركات. ولن نسمح لأي كان اعادة بيروت مساحة للدمار والخراب وخطوط التماس، والقوى العسكرية والامنية مدعوة الى حماية العاصمة ودورها وكبح جماح العابثين والمندسين."

وقالت قوات مكافحة الشغب إن المحتجين يتعرضون لها بشكل عنيف، بينما نقل مراسل الجزيرة أن القوات استخدمت خراطيم المياه لتفريق المحتجين الذين رشقوها بالحجارة.


وعالجت فرق الصليب الأحمر اللبناني -وفق إحصاءات رسمية- أكثر من 165 مصابا على الأقل من المحتجين وقوى الأمن.

وكانت ثلاث مسيرات قد جابت شوارع عدة في بيروت، شارك فيها مئات الناشطين معلنين رفضهم تشكيل حكومة من الطبقة السياسية الحاكمة.

وجدد المحتجون مطالباتهم باستقلالية القضاء ومحاسبة الفاسدين وتشكيل حكومة من الاختصاصيين مستقلة عن الأحزاب السياسية، مع استبعاد الوجوه الوزارية القديمة التي يتهمونها بالفساد والافتقار للكفاءة.

كما انطلقت مسيرات احتجاجية نحو مقري جمعية المصارف والمصرف المركزي اللبناني بالعاصمة، في وقت يعاني فيه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990، كما شارك محتجون في مسيرات بمدينة طرابلس شمالا ومدينتي صور والنبطية جنوبا.

وفي سياق متصل طالب فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان الأسبق، من حزب الله الاعتراف بأخطائه واحترام إرادة الشعب اللبناني، موضحًا أن هناك أيادي سياسة خفيفة تعبث فيما يجرى في لبنان وهي ليست بعيدة عن الأدوات التي يعتمدها حزب الله.

وأضاف السنيورة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي»، المذاع على قناة «صدى البلد» أن الحراك اللبناني والانتفاضة في الداخل مستمرة منذ 90 يوما، موضحا أن كل ما حدث خلال تلك الفترة هي الاستقالة التي تقدم بها سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية.

وكشف فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان الأسبق أن الحراك الشعبي طالب بتأليف حكومة من الاختصاصيين المستقلين عن الأحزاب، خاصة أنه على مدار السنوات الست الماضية في لبنان تم إدارة الدولة بأدء سيئ.

وأضاف رئيس وزراء لبنان الأسبق أن العنف الذي شهدته العاصمة اللبنانية أمر يجب أن يتم علاجه، موضحا أن هناك عناصر حاولت الدخول إلى الحراك السلمي في لبنان وتحويله إلى مواجهة عصابات، موضحا أن الشعب اللبناني هو الذي يدفع ثمن الصراعات في البلاد خاصة أن لبنان يمر بظروف صعبة بسبب الظروف الاقتصادية.

وقال فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان الأسبق، لابد من تشكيل الحكومة سريعا من أجل القيام بالإصلاحات الاقتصادية، مع ضرورة أن يتم إجراء معالجات سياسية من أجل هدوء الأوضاع في لبنان مع إجراء اصلاح للسياسة الخارجية للبنان لكونها تعد جزءًا من الوطن