في Thursday 23 January, 2020

الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من التصعيد الحوثي الأخير وتندد بمقتل الأبرياء

أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث عن قلقه العميق إزاءَ التصعيد الأخير في مستوى العنف باليمن، والهجمات الحوثية التي أسفرت عن مقتل الكثير من المدنيين الأبرياء.


وذكر بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي أن جريفيث كرر في اتصالاته المستمرة مع الأطراف المعنية دعوته لخفض التصعيد.

ودعا جريفيث جميع الأطراف المعنية إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتهدئة الأنشطةِ العسكريةِ، بما يتضمن حركة القوات، والغارات والهجمات الجوية، وهجمات الطائرات المسيرة، والهجمات الصاروخية.

كما دعا المبعوث الأممي الأطراف للالتزام بتنفيذ المبادرات التي اتخذوها سابقا للتهدئة وتعزيزها.

وقال إن لخفض التصعيد دورا حاسما في استدامة التقدم الذي تم إحرازه فيما يخص التهدئة، مضيفا "يجب أن نعمل جميعا على دفع عملية السلام إلى الأمام، وليس إعادتها إلى الوراء. لقد عانى اليمن بما فيه الكفاية".

وجاء بيان المبعوث الأممي في أعقاب هجمات دامية تعرضت لها مدينة مأرب اليمنية من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية.

وقتل 79 مجندا في مجزرة استهدفت مسجدا تابعا لمعسكر الاستقبال في مأرب، فيما قتل امرأة و2 من أطفالها بصاروخ حوثي استهدف مساء الأربعاء منزلا في حي سكني بذات المدينة.

وعاشت مدينة مأرب اليمنية، منذ السبت الماضي، أياما عصيبة، جراء تصاعد الهجمات الإرهابية الحوثية، حيث تحولت المحافظة النفطية شرقي البلاد إلى فريسة سهلة للانقلابيين جراء تراخي الحكومة الشرعية.


وبدأت مأساة مدينة مأرب بهجوم دام ومجزرة مروعة ارتكبتها المليشيات الانقلابية بحق عشرات المجندين الجدد الذين تم حشدهم إلى معسكر الاستقبال شمال غربي مأرب، دون وجود أي تأمينات دفاعية تذكر.

وأزهق الحوثيون بصاروخ باليستي أرواح 79 مجندا كانوا في مسجد المعسكر، فيما تقول مصادر طبية: "إن الرقم قد تجاوز المئة قتيل و81 جريحا".

وعلى الرغم من التنديد بالمجزرة الحوثية البشعة من قبل الرأي العام اليمني، فإن عشرات الأصوات ألقت باللوم على قيادة القوات الشرعية وحمّلتها جزءا من المسؤولية.

وطالب عبدالملك المخلافي، وهو مستشار الرئيس اليمني ووزير خارجية سابق، بمحاسبة المقصرين في حدوث المجزرة، وألا يمر الحادث كما مرت حوادث سابقة.

ويقول مراقبون إن قيادة الجيش في الحكومة الشرعية تحشد العشرات من المجندين إلى محارق الموت وتقدمهم لقمة سائغة للانقلابيين، وذلك حال الزج بهم إلى معسكرات تدريب تقع في مرمى نيران صواريخ الانقلابيين، ودون وجود أي وسائل دفاعية.

واكتفت الحكومة الشرعية بالتنديد بالهجوم وحصر أعداد الضحايا، وهو ما فتح شهية المليشيا الحوثية لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الأبرياء من المدنيين في مأرب.

وكانت أحدث العمليات الإرهابية الحوثية وقعت، مساء الأربعاء، حين سقط صاروخ من طراز كاتيوشا تم إطلاقه من مديرية "صرواح"، إلى قلب المدينة السكنية.

الصاروخ طال منزل برلماني في حي "الروضة" بمدينة مأرب، وأسفر عن مقتل امرأة و2 من أبنائها، فيما أصيب 4 آخرين.

ولم تكتفِ المليشيا الحوثية بذلك، بل وجهت عددا من الطائرات المفخخة فوق سماء مأرب، وهو ما جعل سكانها ينامون ويصحون على أصوات الانفجارات والإرهاب الحوثي القادم من "صرواح".

و"صرواح" هي آخر مديريات مأرب التي لا تزال في قبضة الانقلابيين الحوثيين، ويُنظر إليها بأنها مفتاح تحرير العاصمة صنعاء.

ومنذ يناير/كانون الثاني 2017، تقاعست الحكومة الشرعية عن تحرير صرواح، رغم التقدمات الكبيرة التي أحرزتها قوات التحالف العربي والإسناد الجوي المكثف، لتجعل سكان مدينة مأرب رهائن للمقذوفات والصواريخ الحوثية منذ نحو 3 أعوام.