في Friday 24 January, 2020

أردوغان يعترف: نرسل عسكريين إلى ليبيا.. وأهالي طرابلس يستغيثون من ميليشياته

اعترفالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن أنقرة ترسل عسكريين إلى ليبيا، مؤكداأن هؤلاء عسكريين أتراك يقومون بدعم وتدريب القوات الموالية لحكومة فايز السراج.

وتحدث أردوغان في إسطنبول بعد مباحثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وذلك بعد أيام من استضافة برلين اجتماعا بشأن الأزمة في ليبيا.
وتدعم أنقرة حكومة السراج التي تعتمد على الميليشيات، وأبرمت معها مذكرتي تفاهم بخصوص ترسيم الحدود والتعاون العسكري، الأمر الذي أثار إدانات إقليمية ودولية، وأثار المخاوف من تدخل عسكري تركي يزيد الأوضاع سوءا في ليبيا.

وتقول تركيا إن لديها مستشارين في ليبيا، لكن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، يؤكد أن هؤلاء الضباط يديرون المعارك ويشرفون على المرتزقة السوريين الذين جلبهم أردوغان للبلاد.
وكشف مصادر سورية في وقت سابق، أن تركيا تواصل إرسال مرتزقة إلى ليبيا عبر رحلات جوية، ليصل عدد من وصلوا إلى طرابلس حتى الآن إلى نحو 2600.

ومع تدفق الأعداد الكبيرة من المرتزقة السوريين للقتال في صفوف مليشيات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج ضد الجيش الوطني، أصبحت تعاني العاصمة طرابلس من عمليات عنف ممنهجة ضد المدنيين.


وقالت مصادر ليبية إن الأسبوع الماضي شهد أكثر من 25 حالة قتل، و14 خطف في الأماكن التي يسيطر عليها مرتزقة السراج في حي أبوسليم وصلاح الدين بوسط العاصمة.

أحد المخطوفين السابقين أكد في تصريحات صحفية أنه كان محتجزا لدى مجموعة من المرتزقة السوريين، وتعرف عليهم من لهجتهم.

وتابع أنه كان قرب حي أبوسليم عندما استوقفه عناصر من المليشيات واعتدوا عليه وسرقوه ثم أحرقوا سيارته، قبل اقتياده لجهة مجهولة، قبل نجاحه في الهروب منهم.

وتسود العاصمة طرابلس حالة من الرعب بين السكان الذين أصبحوا يخشون الاحتكاك بالمرتزقة، خشية التنكيل بهم، أو تعرضهم لما هو أسوأ.

وقال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي: إن المرتزقة السوريين يقومون بإنشاء كمائن ليلية متغيرة في طرابلس.

وأضاف أن المرتزقة تفتش الليبيين وتسرق أموالهم وهواتفهم المحمولة، ومن يحاول الدفاع عن نفسه يتعرض للاعتداء بالضرب أو الاختطاف.

وتابع أن هذه الممارسات دفعت أحد أفراد مليشيا غنيوة الككلي التابعة للوفاق للاصطدام بالمرتزقة السوريين.

ومن جانبه، قال المحلل الليبي محمد الترهوني: "إن سكان العاصمة الليبية لا يقبلون بحكم العصابات الإرهابية، وسينتفضون ضدهم، ويطردونهم من المناطق الذين يتمركزون فيها".

وأضاف أن "المرتزقة التابعين للسراج يفسدون طرابلس، ويتعمدون إهانة الليبيين، ويستخدمون ألفاظا نابية في شوارع المدينة".

ودعا الترهوني شباب طرابلس للتصدي للممارسات القمعية والمهينة للمرتزقة، خاصة أن هذه الانتهاكات بحق السكان تتنوع بين القتل والإصابة والاختطاف والعنف والتشريد وهدر الكرامة.

وشهدت الأيام الماضية توافد أعداد كبيرة من المرتزقة السوريين، حيث كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع أعدادهم لتصل لنحو 3660.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: "إن رحلة تسلل هؤلاء المرتزقة تبدأ بتجميعهم جنوب تركيا، ونقلهم برحلات داخلية لمطاري أتاتورك وصبيحة بإسطنبول ومنهما إلى طرابلس عن طريق طائرات ليبية".

وافتتحت تركيا المزيد من مراكز التجنيد، فضلا عن المراكز الـ4 الموجودة في عفرين السورية، وشهدت إقبالا كبيرا من الراغبين في الحصول على المال، مقابل القتال في ليبيا.


وفي وقت سابق من يناير الجاري، أعلن الجيش الوطني الليبي وقفا لإطلاق النار في المنطقة الغربية من ليبيا، حيث توجد طرابلس التي تسيطر عليها ميليشيات موالية لفايز السراج.

وقال الجيش إن الميليشيات خرقت وقف إطلاق النار مرارا، وكان آخرها، عندما استخدمت مطار معيتيقة الدولي، المطار الوحيد الذي يعمل في طرابلس، لأهداف عسكرية، عندما أقلعت طائرة عسكرية تركية من دون طيار من المطار، تمكّن الجيش من إسقاطها.
وجاء الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد جهود بذلتها القوى الدولية من أجل وقف القتال في ليبيا، تمهيدا للوصول إلى حل سياسي.
وعقب وقف إطلاق النار، شاركت الأطراف الدولية في مؤتمر برلين بشأن ليبيا، من بينها تركيا، وتوصلت إلى اتفاق على احترام حظر إرسال الأسلحة إلى هناك، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.