في Wednesday 5 February, 2020

التفاصيل الكاملة لرحلة تجنيد المرتزقة على يد الأتراك وإرسالهم إلى ليبيا

نشرتصحيفة "لكسبريس" الفرنسية، الثلاثاء، تحقيق استقصائي معمق كشف معلومات جديدة حول المرتزقة السوريين الذين جندهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لغزو ليبيا، ناقلابعض شهادات وعملية تجنيد وشحن المرتزقة السوريين.

وتحت عنوان: "من هم مرتزقة أردوغان الذين يخدمون تركيا؟"، أشارت المجلة الفرنسية إلى أنها تريد فتح الملف الأسود للرئيس التركي في ليبيا بنشر شهادات هؤلاء المرتزقة وكيفية تجنيدهم.

وأوضحت أن أنقرة جندت أكثر من 3 آلاف مرتزق سوري من قبل المخابرات التركية لتحقيق الأغراض السياسية للنظام التركي في ليبيا.

وقالت إنه "على الرغم من الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على توريد السلاح إلى ليبيا، فإن السفن التركية تفرغ شحنات الأسلحة والإرهابيين، في بلد غير مستقر بالفعل وعلى شفا حرب أهلية جديدة".

ودللت "لكسبريس" على ذلك بأنه في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، قامت سفينة تحت حراسة تركية في ميناء طرابلس بتفريغ شحنة من العربات المدرعة التابعة للجيش التركي، ورصدتها حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول، التي كانت تقوم بدورية تفقدية في الخارج.

وأضافت: "لقد تسارعت المناورات العسكرية والدبلوماسية الكبرى في ليبيا بعد قرار تركيا بنشر قواتها هناك بموجب الاتفاق العسكري المبرم مع فايز السراج، رئيس ما يسمى حكومة الوفاق، التي منحت أردوغان الحق في غزو ليبيا والاستيلاء على ثروات شرق المتوسط".

وتابعت: "جند أردوغان الآلاف من المرتزقة السوريين، الذين أصبحوا الجناح المسلح الجديد لتوسّعه الإقليمي، وذلك بنشر أكثر من 3 آلاف مرتزق سوري".

وقالت "لكسبريس" في تحقيقها: "على الخط الأمامي، خارج طرابلس، يعد هؤلاء الإرهابيون أسلحتهم في انتظار هجوم كبير محتمل"، مضيفة: "في الوقت الحالي، يتدربون تحت سلطة ضباط من الجيش والاستخبارات التركية".

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن أحد المرتزقة ويدعى عدنان (40 عاما) قائد ما يسمى "لواء الحمزة" قوله: "تتم معاملتنا مثل الجنود من الجيش التركي"، موضحاً: "لدينا نفس الطعام ونفس الزي الرسمي ونفس المعدات".

وتابع أن "دخول المرتزقة غير قانوني، ولكن كثيرين ليست لديهم هوية، وبالتالي تستطيع تركيا طمس آثارهم بسهولة والتنكر بوجودهم".

وأضاف عدنان: "إلى متى سنبقى دون قتال؟ نحن نطلق النار أقل من حفل زفاف في سوريا!".

وحول كيفية الدخول إلى ليبيا، روى عدنان: "في 10 يناير/كانون الثاني الماضي، هبطت في طرابلس مع نحو 30 رجلاً تم تجنيدهم من شمال سوريا، قمنا جميعا برحلة منتظمة من غازي عنتاب في جنوب تركيا".

وتابع: "كان هناك مضيفون وصواني وجبات، وكانت أول مرة أطير فيها بالمنطاد، كان الأمر مرعباً!".

واستطرد: "قبل ركوب الطائرة، لم يكن قائدها وطاقمها يعرفون حقا كيفية تحديد موقع ليبيا على الخريطة"، موضحاً أن "طاقم الطائرة أيضاً كانوا الإرهابيين المنشقين في سوريا الذين جاءوا لمحاربة قوات الرئيس السوري بشار الأسد بمساعدة تركيا ولكنهم لم يعرفوا شيئاً عن الصراع".

وقال: "تركيا أعادت تدريب هؤلاء المسلحين لاستخدامهم مرة أخرى ضد عدوها الجديد في ليبيا؛ الجيش الوطني الليبي".

وحول آلية تجنيد المرتزقة، نقلت الصحيفة الفرنسية عن مسلح آخر يدعى "محمد" ضمن مليشيا يطلق عليها "جيش الإسلام"، قوله: "في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، استدعت القوات التركية القادة الرئيسيين لما يسموا الجيش الوطني السوري لحضور اجتماع روتيني في غازي عنتاب بتركيا".

وأضاف: "تم استخدام هذا الجيش المتباين من المرتزقة والإرهابيين منذ عام 2016 كمساعد في العمليات العسكرية التركية ضد الأكراد في شمال سوريا".

وقال: "لقد كان الاجتماع هذة المرة لايدور عن سوريا، إنما طرابلس الليبية".

وتابع: "جميع القادة الإرهابيين الذين كانوا في الاجتماع كانوا يشعرون بالذهول، إذ إن الأوامر التركية هذه المرة ليست بمقاتلة الجيش السوري في إدلب، إنما الجيش الليبي في طرابلس".

وأوضح: "نظمت أجهزة الاستخبارات التركية عدة اجتماعات مع زعماء القبائل والعسكريين في سوريا لإقناعهم بإرسال أبنائهم إلى ليبيا".

وأوضح محمد أن حملة التجنيد التي أطلقها الأتراك أدت إلى انقسامات داخل المعارضة السورية، ففي إدلب، ندد بعض المتظاهرين "بخيانة الثورة السورية" من جانب أنقرة.

وتابعت صحيفة "لكسبريس" في تحقيقها: "لكن كثيرا من الفصائل استجابت لدعوة الأتراك التي من بينها: فصيل آل حمزة، ومجموعة عدنان، وكتائب المعتصم أو صقور الشام، أما فرقة السلطان مراد، فكانت أول من أرسل قواته إلى ليبيا، وهي غالبيتها من التركمان السوريين".

وأضاف محمد أنه تم إرسال "لجنة اعتراف" مؤلفة من 3 ضباط، هم: فهيم عيسى، ومحمد شيخلي وعلي اليرموك، إلى ليبيا لتقييم الاحتياجات البشرية والمادية.

وأوضح: "منذ ذلك الحين، تنتشر مجموعة متواصلة من الطائرات المدنية والشحن بين تركيا وليبيا لنقل المرتزقة المتطوعين"، موضحاً أنه "هو ورجاله انتهى بهم الأمر للاستسلام والامتثال للأوامر التركية بالانضمام إلى طرابلس لضمان استمرار الحصول على الدعم التركي".

ووفقاً للمرتزقة الذين تحدثت معهم الصحيفة الفرنسية، فإن الموالين لأردوغان يوقعون لمدة 3 أشهر أو 6 أشهر أو 12 شهراً عقوداً مع الجانب التركي مقابل ألفي يورو شهرياً، كما يتم منح المرتزق عطلة لمدة شهر ومكافأة مالية في حالة الإصابة تقدر بـ3 آلاف يورو، وحال الوفاة يحصل على نحو 9 آلاف يورو، بالإضافة إلى منزل للعائلة.

وعاد المرتزق الذي يدعى محمد ضمن تنظيم "جيش الإسلام"، قائلاً: "طلبوا مني أن أقترح عليهم مزيدا من الأسماء، لقد وصل 50 من رجالي الأسبوع الماضي، وقتل منهم ما لا يقل عن 10 مقاتلين في مناوشات في بنغازي شرق ليبيا".