في Friday 18 March, 2022

«نيويورك تايمز»: الجيش الإثيوبى يقتل أفرادًا من «أطباء بلا حدود»

عناصر من الجيش الإثيوبي
كتب : زوايا عربية - متابعات

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فى تقرير لها، أن السلطات الإثيوبية أصدرت أوامر قتل ٣ أطباء من منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية فى إقليم تيغراي، خلال يونيو من العام الماضي، قبل أيام قليلة من هروب الجيش الإثيوبى من شمال إثيوبيا.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنها أجرت مقابلات مع مسئولين كبار وجنود من إثيوبيا لتأكيد مقتل عمال الإغاثة الثلاثة على يد القوات الحكومية الإثيوبية المنسحبة بناء على أوامر من قائد كان غاضبا لرؤيتهم فى منطقة قتال نشطة.

وقال النقيب «يتنبيرك تسفاى»، الضابط من الفرقة ٣١ التابعة لقوات الدفاع الوطنى الإثيوبية، إنه شهد مقتل ثلاثة عمال إغاثة من قبل الجيش الإثيوبى فى منطقة تيغراي، وطبقا لجندى آخر شهد مقتلهم، فإن عمال الإغاثة كانوا يرفعون أيديهم فوق رؤوسهم وقت إطلاق النار عليهم.

ونوهت الصحفة الأمريكية إلى أن الفظائع لا تتوقف فى تيجراي، ففى الآونة الأخيرة، أظهر مقطع فيديو ضباط الأمن الإثيوبيين وهم يحرقون ثلاثة رجال من تيغراى أحياء فى المنطقة الغربية لبنى شنقول- جوموز، ومع ذلك، فإن مقتل أعضاء منظمة أطباء بلا حدود الثلاثة سلط الضوء على المخاطر التى يواجها عمال الإغاثة فى إثيوبيا، وهناك الملايين فى خطر الجوع والنزوح، ويبدو أن الحكومة تنظر إلى عناصر مجموعات المساعدة على أنهم أعداء وليسوا حلفاء.

وتسابق ثلاثة من عمال الإغاثة التابعين لمنظمة أطباء بلا حدود عبر ساحة المعركة بحثًا عن ضحايا مع اشتداد القتال فى شمال إثيوبيا فى يونيو الماضي، واختفوا بعد ساعات، ولم يرد عمال الإغاثة على الهاتف الذى يعمل بالأقمار الصناعية، وقام جهاز التتبع بتسجيل سيارتهم وهى تقوم بالدوران بشكل مفاجئ قبل التوقف تم تفتيشهم بشكل محموم من قبل الزملاء.

وفى اليوم التالي، تم العثور على جثثهم مثقوبة بالرصاص ممددة على جانب طريق مغبر بالقرب من سيارتهم المحترقة، والثلاثة هم الطبيبة الإسبانية ماريا هيرنانديز، ٣٥ عاما، عثر عليها مرتدية ملابس بيضاء ملطخة بالدماء عليها شعار أطباء بلا حدود؛ والثانى يوهانس هاليفوم، طبيب إثيوبى يبلغ من العمر ٣٢ عاما، وعثر عليه ووجهه لأسفل فى التراب، وسائقهم الإثيوبى تيدروس جبريماريام، ٣١ عاما ، ملقى على الطريق على بعد حوالى ٣٠٠ ياردة.

وشجبت منظمة أطباء بلا حدود، على الفور عمليات القتل ووصفتها بأنها «قتل وحشي»، لكنها لم تحدد هوية الجاني.

وفى السياق نفسه، قال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إنه حتى فى ظل اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية فإن إقليم تيغراى يظل أخطر مكان على وجه الأرض.

ودعا «أدهانوم»، فى تصريحاته بمؤتمر صحفى بمدينة جنيف الأسبوع الماضي، لعدم نسيان الأزمة الإنسانية فى تيجراي، حيث لا يوجد مكان على وجه الأرض تتعرض فيه صحة الملايين من البشر للتهديد أكثر مما تتعرض له فى تيجراى، المعزولة فى شمال إثيوبيا.

وكانت صحيفة «الجارديان» البريطانية، نقلت تصريحات لبعض العاملين فى أكبر مستشفى فى تيغراى فى وقت سابق من شهر مارس الجاري، أكدوا فيها أن المرضى يموتون بسبب نقص الإمدادات الطبية، وهو ما أكده مدير الصحة العالمية قائلا :إنه لا يوجد علاج متاح لـ٤٦ ألف شخص مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز»، كما لا يتم علاج المصابين بالسل وارتفاع ضغط الدم والسكرى والسرطان، وربما يكونون قد ماتوا.

وأضاف مدير الصحة العالمية، أنا من تيجراي، وهذه الأزمة تؤثر على وعلى عائلتى وأصدقائى بشكل شخصى للغاية، ولكن بصفتى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، فإن من واجبى حماية وتعزيز الصحة أينما كانت مهددة، ولا يوجد مكان على وجه الأرض تتعرض فيه صحة الملايين من البشر للتهديد أكثر مما تتعرض له فى تيجراى.

وفى إشارة إلى الغزو الروسى لأوكرانيا، قال: مثلما نواصل دعوة روسيا لإحلال السلام فى أوكرانيا، نواصل دعوة إثيوبيا وإريتريا لإنهاء الحصار والسماح بوصول آمن للمساعدات الإنسانية، والإمدادات والعاملين لإنقاذ الأرواح.

ودائما ما تثير تصريحات مدير الصحة العالمية المنتمى لعرقية تيجراي، غضب الحكومة الإثيوبية، حيث اتهمها من قبل بوضع المنطقة تحت حصار فعلى، واتهمته حكومة رئيس الوزراء آبى أحمد بالتحيز ونشر معلومات مضللة.

ولم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال الإمدادات الغذائية الطارئة إلى تيجراى منذ منتصف ديسمبر الماضى، وبينما بدأت الإمدادات الطبية فى التدفق فى الأسابيع الأخيرة، بعد توقف دام ستة أشهر، وقالت منظمة الصحة العالمية والأطباء على الأرض إن الكمية الواصلة ليست قريبة بما يكفى لتلبية احتياجات السكان، وفى كثير من الأحيان لا يوجد وقود كاف لإيصال الإمدادات إلى حيث يحتاجون.