في Saturday 14 May, 2022

انتخابات لبنان.. منافسات قوية في استحقاق«مصيري»

كتب : زوايا عربية - وكالات

يوم واحد يفصل لبنان عن موعد الانتخابات النيابية، المزمعة الأحد، داخل البلاد، بعد تصويت المغتربين اللبنانيين في 58 بلدا، بذلك الاستحقاق الذي يعده مراقبون مصيريا ويتنافس فيه 718 مرشحا.

وتتنافس في الانتخابات، التي تجرى كل 4 سنوات، 103 قوائم انتخابية تضم 718 مرشحا موزعين على 15 دائرة انتخابية لاختيار 128 نائبا في البرلمان.

وتتوزع المقاعد الـ 128 على النحو الآتي: 28 للسنة، و28 للشيعة، و8 للدروز، و34 للموارنة، و14 للأرثوذكس، و8 للكاثوليك، و5 للأرمن، ومقعدان للعلويين، ومقعد واحد للأقليات داخل الطائفة المسيحية.

ويبلغ مجموع الناخبين اللبنانيين 3.9 ملايين ناخبا، بينهم 225 ألف ناخب في الخارج.
وفي 6 و8 مايو/أيار الجاري، اقترع المغتربون اللبنانيون في 58 بلدا، حيث بلغت نسبة مشاركتهم 63 بالمئة، وفق أرقام رسمية.

الصمت الانتخابي
منتصف ليلة الجمعة/ السبت، دخل لبنان مرحلة الصمت الانتخابي، إلى حين إقفال صناديق الاقتراع، مساء الأحد المقبل.

وإلى حين ذلك، لا يحق لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وجميع المرشحين والجهات السياسية، من الاستمرار في الدعاية الانتخابية.

وتبدأ النتائج الأولية للانتخابات في الظهور بدايةً من الإثنين تدريجيا إلى حين إعلانها رسميا من قبل وزارة الداخلية لاحقا، إثر الانتهاء من عملية فرز صناديق الاقتراع.

صناديق الاقتراع
بدأ صباح السبت، توزيع صناديق الاقتراع في مختلف مناطق البلاد، بإشراف السلطات المحلية في كل منطقة.
في مدينة طرابلس (شمال)، توزعت الصناديق على مراكز الاقتراع بإشراف محافظ الشمال رمزي نهرا.
وصرح نهرا لوكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، بأن "التحضيرات الإدارية واللوجستية والأمنية قد أنجزت للعملية الانتخابية يوم غد الأحد".
كما جرى توزيع صناديق الاقتراع في المحافظة الجنوبية ومحافظة البقاع (شرق)، استعدادا لانتخابات الأحد.

جهوزية تامة
وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، إن "الحكومة أنجزت كل الترتيبات لإجراء الانتخابات النيابية بكل حرية وديموقراطية"، وفق بيان صادر عن مكتبه الجمعة.
وأضاف: "يبقى أن يقبل اللبنانيون على الاقتراع بكثافة لإيصال صوتهم واختيار من يريدونه من المرشحين".

فيما ذكر وزير الدفاع اللبناني موريس سليم، في بيان، أن "الجيش بجاهزية كاملة للحفاظ على أمن الانتخابات على كامل الأراضي اللبنانية".

وتابع: "الجيش يحرص على عدم حصول أي أعمال شغب وضمان سلامة وحرية المواطنين في ممارسة حقهم الدستوري في هذه العملية الديمقراطية البالغة الأهمية على الصعيد الوطني".

مراقبة الانتخابات
وستكون الانتخابات موضع مراقبة داخلية وخارجية، حيث سيتواجد تحو 300 مراقب من الاتحاد الأوروبي، فضلا عن آخرين من الجامعة العربية، و"المنظمة الدولية للفرنكوفونية".

كما ستشارك في مراقبة الانتخابات، الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، و"المعهد الوطني الديمقراطي" (مقره واشنطن)، وفق رئيس هيئة الإشراف على الانتخابات نديم عبد الملك.

وقدر عبد الملك في تصريحات سابقة للأناضول، عدد مراقبي الانتخابات النيابية المحليين والدوليين بـ"الآلاف".

انتخابات مصيرية
ووفق محللين، تحتدم المنافسة في الانتخابات بين 3 جهات، هي تحالفا "8 آذار" (حليف طهران)، و"14 آذار" (قريب من واشنطن والرياض)، والمرشحون المستقلون.

وتعد الانتخابات مصيرية، كونها الأولى بعد الانتفاضة الشعبية في عام 2019، وتسبق الانتخابات الرئاسية المزمعة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بحسب المحللين.

كما تجري هذه الاستحقاقات، في ظل عدم مشاركة "تيار المستقبل" (سني)، الذي يرأسه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، بسبب تعليق عمله السياسي.

وسيكون البرلمان المقبل أمام محطات مفصلية في تاريخ البلاد، أبرزها، استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، واتفاق استدانة من صندوق النقد الدولي، وإنجاز خطة للتعافي الاقتصادي.

وتأتي الانتخابات، وسط أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة في لبنان، أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية.