في Thursday 7 July, 2022

رغم الأزمة الاقتصادية القاسية.. إقبال على شراء «الأضاحي» بغزة

كتب : زوايا عربية - وكالات

تنعكس الأزمة الاقتصادية القاسية التي يمرّ بها قطاع غزة، على الحركة التجارية في الأسواق، بشكل سلبي.

إلا أن سوق المواشي، مقارنة ببقية الأسواق، يشهد نوعا من الإقبال على شراء الأضاحي، بحسب مسؤولين ومزارعين.

ويلجأ عشرات الفلسطينيين إلى شراء الأضاحي إما بنظام التقسيط، أو من خلال ادخار ثمن الأضحية على مدار العام.

كما يساهم في حركة هذا السوق، الجمعيات الخيرية التي تنشط لشراء الأضاحي وتوزيع لحومها على العائلات الفقيرة، غير القادرة على ذبح الأضاحي.

ويقول حسن عزّام، مدير الإدارة العامة للخدمات البيطرية في وزارة الزراعة الفلسطينية، إن أعداد الأضاحي المتوفرة في قطاع غزة، تسد احتياجات المواطنين.

وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول: "إجمالي الكميات المتوفرة في غزة من العجول تتراوح بين 21 إلى 22 ألف رأس من عجول الأبقار، بينما متوقع استهلاك كمية تتراوح بين 17 إلى 18 ألف، فيما يوجد بغزة نحو 28 ألف رأس من الأغنام، فيما يتوقع أن تصل الكميات المستهلكة منها نحو 22 ألف فقط.

وأوضح أن وجود عرض جيد للمواشي في الأسواق، ساهم في ثبات أثمانها مقارنة مع العام الماضي، رغم الغلاء العالمي في سعر الأعلاف بسبب الأزمة الأوكرانية.

وذكر أن الإقبال على شراء الأضاحي بغزة "جيد"، رغم عزوف شريحة واسعة من القطاع، عن الشراء بسبب الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها القطاع.

واستكمل قائلا: "يقدّم أصحاب المزارع عروض لشراء الأضاحي، للتسهيل على المواطنين، خاصة وأن ذبح الأضاحي شعيرة دينية مُفرحة، تدخل البهجة على سكان القطاع".

وبيّن أن الجمعيات الخيرية، تنشط خلال العيد، في ذبح الأضاحي لتوزيع لحومها على الفقراء، ممن يعجزون عن ذبح الأضاحي.

وقال إن تجهيزات الوزارة لاستقبال العيد بدأت منذ نحو 40 يوما، وذلك من خلال إجراء جولات استطلاعية على مزارع المواشي في كافة المحافظات، والتأكد من سلامة وصحة المتوفر منها.

وأضاف أن دائرة الخدمات البيطرية في الوزارة تكمل جولاتها الاستطلاعية خلال الذبح، للتأكد من سلامة الأضاحي وخلو لحومها من أي أمراض.

وأشار إلى وجود أكثر من 150 مذبحا مؤقتا في مناطق مختلفة من قطاع غزة، تم افتتاحهم وفق شروط نصّت عليها الوزارة، ليتم استخدامهم فقط خلال موسم العيد، لذبح الأضاحي.
ولفت إلى أن هذه المذابح تخضع للرقابة للتأكد من سير عملية الذبح، وحفظ اللحوم، وفق الشروط اللازمة.

بدوره، يصف الفلسطيني مجد اكْرَيِّم، وهو صاحب مزرعة للمواشي بمدينة غزة، الإقبال على شراء أضاحي العيد، بالجيد.

وقال لوكالة الأناضول: "رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة إلا أن شريحة من الناس تتجه لشراء الأضاحي في إقبال لا يقلّ عن الأعوام الماضية".

وأضاف أن العروض التي يقدّمها أصحاب مزارع المواشي، لتسهيل البيع على المشترين، ساهمت في وجود هذا الإقبال.

بدوره، يقول المحلل الاقتصادي سمير أبو مدللة، المحاضر في جامعة "الأزهر" بغزة، إن عيد الأضحى يمرّ على الفلسطينيين في ظل أوضاع اقتصادية قاسية.

وأضاف في حديثه لوكالة الأناضول، إن الحصار الإسرائيلي المستمر لأكثر من 15 عاما، والانقسام السياسي الداخلي، تسبب بتردي الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين بغزة.

كما تضرب موجة الغلاء العالمية، جرّاء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، مفاصل الحياة في غزة، متسببة بمضاعفة معاناة سكان القطاع الذين تزيد أعدادهم عن مليوني مواطن، بحسب أبو مدللة.

وأوضح أن فئات وشرائح واسعة من قطاع غزة، تعاني من حالة العوز الشديد.

ويرى أبو مدللة أن وجود إقبال على شراء الأضاحي، من المواطنين الفلسطينيين، لا يعطي مؤشرا بتحسّن الأوضاع الاقتصادية للسكان.

وبيّن أن الأضاحي يتم شرائها من خلال العائلات الميسورة القادرة على ذلك، أو عبر موظفي حكومة غزة (التي تديرها حركة حماس)، إما من خلال المستحقات المالية المتراكمة لهم على الحكومة نظرا لعدم دفع رواتبهم كاملة، أو عن طريق التقسيط.

كما يعكف بعض المواطنين، بحسب أبو مدللة، على ادخار مبلغ الأضحية منذ بداية العام، أو المشاركة بجمعيات مالية، لتوفير ثمنها، كونها أحد الشعائر الدينية التي يتمسك بها المسلمون.

ويتوقع أبو مدللة، في ظل الارتفاع العالمي في الأسعار، تزامنا مع التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، أن تشهد الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في غزة مزيدا من التدهور.