في Thursday 5 March, 2020

الأمين العام للتنظيم الناصري باليمن: هادي السبب في أزمة الشرعية

أخبار عربية وان- متابعات

قال الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عبدالله نعمان إن كارثة الشرعية بدأت عندما أقدم الرئيس عبدربه منصور هادي على الانقلاب على التوافق، وأقصى رئيس الحكومة التوافقي خالد بحاح، الذي سواء اتفقنا أو اختلفنا معه، كان رئيساً لحكومة توافقيه، وإقصاؤه يعني انقلاباً على التوافق.

وأضاف نعمان خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في تعز إن الكارثة تمثلت بإقالة بحاح وتعيين رجل في موقع نائب رئيس الجمهورية، تاريخه مليء بالهزائم والفشل، تاجر حروب، وقائد للجماعات الإرهابية، لا يزال حتى هذه اللحظة عنوان للفشل والإخفاق في اليمن.

وأكد نعمان أنه إن لم يتم تدارك الموقف، وإنقاذ اليمن، وإبعاد هذا الرجل من هذا الموقع، ستتوالى النكسات والانكسارات ولن نرى أملاً قريباً في تحقيق أي تقدم للعودة إلى المشروع الوطني الذي توافق عليه اليمنيون في مخرجات الحوار الوطني.

وحول موقف التنظيم الناصري منذ بداية الحرب التي اندلعت أواخر مارس 2015 قال نعمان إن موقفنا كان معلناً وواضحاً منذ بداية الحرب برفض التدخلات الخارجية في الشئون اليمنية، وقلنا بأن الحوثيين يتحملون كامل المسؤولية عن هذه الحرب التي أشعلوها، ويتحملون كامل المسؤولية عن استدعاء تدخل خارجي ما كنا نريده ولا نقبل به، لكن مع الأسف الشديد فشلت الشرعية، عفواً، بل فشلت قيادة الشرعية، لأن الشرعية في مفهومنا هي مجموعة القواعد والإجراءات المنظمة لعملية الانتقال السلمي للسلطة وإدارة الدولة للفترة الانتقالية، المؤسسات هي مجرد أدوات لهذه الشرعية، والأفراد هم رموز قابلون للتغيير في أي لحظة من اللحظات، فشلت قيادة الشرعية في إدارة الدولة، ولم تستطع أن تقدم نموذجاً جاذباً لجماهير الشعب اليمني في مختلف المحافظات، ولم تستطع أن تقدم الخدمات ولا أن توفر الأمن والاستقرار للمحافظات المحررة، فكان الإخفاق هو النتيجة النهائية لهذا الفشل الذريع، ولأساليب الإدارة الفاشلة التي كرست الفساد، وعجزت عن بناء جيش وطني، ومؤسسة أمنية على أسس وطنية رغم النداءات الوطنية المتكررة التي أطلقها التنظيم وحذر من مغبة تجاهلها وكثير من القوى السياسية.

وأضاف نعمان ”لقد كنا ندرك ما ستؤول إليه الأمور، من بقاء أفراد المقاومة في المحافظات، عبارة عن مجاميع لا تنضوي تحت قيادة عسكرية واحدة في كل محافظة ثم على مستوى الجمهورية، ولهذا في أول بيان أصدره التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري عقب الحرب، في 1 يونيو 2015م، دعونا إلى توحيد المقاومة تحت قيادة واحدة، وحذرنا بأن بقاءها بهذه الطرق المشتتة والممزقة سيجعلها جزر متقاتلة بعد إنجاز عملية التحرير، وهذا ما حصل، تحولت مجاميع المقاومة إلى مجاميع مسلحة تتناحر وتتنازع، تقلق الأمن والسكينة العامة، طالبنا بيمننة عناصر المقاومة، وأن يكون دور الخارج دور الداعم اللوجستي فقط، دعونا لأن تكون الحكومة هي البوابة والمعبر الوحيد لتقديم الدعم والمساعدات، لكن مع الأسف الشديد غياب الدولة، غياب قيادة الشرعية، وعدم قدرتها على إحكام قبضتها وسيطرتها وفرض وجودها بالداخل، جعل اليمن باباً مفتوحاً للقوى الإقليمية تتعامل مع من تريد، وتقدم من تشاء وما تريد لمن تريد، الأمر الذي اوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.

وفيما يخص المشاورات الأخيرة التي جمعت القوى السياسية مع المبعوث الأممي في عمَّان، أكد نعمان أن لقاء عمَّان لم يكن لقاء مشاورات، كان لقاءا تشاوريا للتحضير لمشاورات، ذهبنا بناء على دعوة من المبعوث الأممي، كان يفترض أن يحضر ممثلين عن الحوثيين وعن المجلس الانتقالي، مع الأسف الشديد لم يحضر ممثلين عن المجلس الانتقالي، الحوثيين اعتذروا في اللحظات الأخيرة، وحضر فقط سيف الوشلي من ألمانيا، كان موضوع الحديث هو هل توجد إمكانية للذهاب نحو جولة جديدة من المشاورات، ما هي أبرز التحديات التي يمكن أن تعيق استئناف العملية السياسية، عن إجراءات بناء الثقة التي يمكن أن تدفع للحوار، وبالتالي هذا هو لقاء أولي تشاوري وليس مشاورات، كان لقاء عمان في غياب الحوثيين تحديداً عبارة عن حوار يجري بين طرف واحد.

وأشار نعمان إلى إنه لا يوجد في الأفق الآن ما يشير إلى أن هناك مشاورات قادمة قريبة يمكن أن يكتب لها النجاح، وهناك عوامل واسباب متعددة تجعلني أجزم بهذا الأمر، أولاً الحوثيين بطبيعة حالهم، وبطبيعة منهجهم الفكري لا يريدون الوصول إلى تسوية سياسية، التسوية التي تشارك فيها كل المكونات السياسية ستجعل من الحوثيين طرفا من أطراف العملية السياسية، وستحافظ على التعددية والديمقراطية، من منكم يتصور أن عبد الملك الحوثي سيقبل أن ينافس في الانتخابات أي مواطن أو رعوي آخر في اليمن، الناس وفق الوثيقة الفكرية لمن يسمون أنفسهم أنصار الله، يدعون بأن لهم حق إلهي في حكم اليمن، وأن الآخرين مجرد عبيد مسخرين فقط لسلطتهم، هذا واحد، والثاني أن عبد الملك الحوثي، بالنسبة لهم، هو علم الهدى، علم الهدى لا يقبل المنافسة مع الآخرين، فوق المرجعية حتى في إيران، في إيران هناك شكل معين لانتخاب المرشد الأعلى ويمكن يعزله، أما علم الهدى فليس مسؤولا إلا أمام خالقه، هو الذي أعطاه السلطة وهو الذي منحه الحق وما على الآخرين إلا الخضوع، تيار بهذا المفهوم وبهذا الفكر وبهذا الاعتقاد، لا يمكن أن يقبل التسوية إلا في إحدى حالتين، إما أن يحصل فعل عسكري يؤدي إلى تعديل في موازين القوى لصالح الشرعية، أو إقامة نموذج جاذب يفرض سيطرة الدولة في المناطق التي تسيطر عليها الشرعية، ويلحق بهم هزيمة سياسية، وبالتالي في هذه الحالة يمكن أن يخضعوا ويقبلوا الحوار، في هذه اللحظات هم يشعرون بغرور القوة، ولا أظن أنهم سيقبلون بالذهاب إلى مشاورات، في هذه اللحظات، الشرعية تنشأ لديها مخاوف وهي في حالة ضعف، مواقفها تراجعت، الحوثيين في حالة زهو وانتصار وبالتالي الظروف لن تسمح للشرعية بالذهاب إلى مفاوضات ممكن أن توفر لها وضع تفاوضي أفضل، هناك معوقات أيضاً تتعلق بالإقليم، هناك لاعبون إقليميون زاد نفوذهم في المشهد اليمني، إيران وتركيا، هناك تباين في الرؤى بين الإمارات والمملكة العربية السعودية وإن كان هذا التباين لم يظهر إلى السطح، هذه أيضا من ضمن المعوقات التي تقف أمام الذهاب إلى مشاورات، هناك التصعيد الأميركي الإيراني، الآن إيران لن تسمح للحوثيين بالذهاب إلى مفاوضات ما لم تملي ما تريد وتخرج بمفاوضات تحقق لها ما تريد، هي لا يمكن أن تستغني عن أدواتها ليس في اليمن فحسب وإنما في المنطقة بشكل عام، وبالتالي لا أرى أملاً للذهاب إلى مفاوضات في وقت قريب.

ونبه نعمان القيادة العسكرية وكل القوى السياسية في محافظة تعز إلى اعتقاده أن الهدف القادم للحوثيين هو محافظة تعز، وبالتالي علينا أن نعيد رص صفوفنا وأن نكون جاهزين لهذه المواجهة، تعز تحَضَّر لمعركة منذ فترة، ليس من قبل الحوثيين فقط ولكن من قبل اللاعبين الإقليميين، تتذكرون منذ فترة أحد قادة حزب الجماعة أطلق نداءاً للمجندين من أبناء تعز وإب في الحدود الجنوبية للسعودية بالعودة إلى تعز، وتتذكرون أنه أنزل تسجيلاً صوتياً يقول إنه على استعداد لدفع المرتبات لعدد 10 – 15 ألف جندي، من أين تأتيه هذه الأموال، وإلى أي حد وصلت هذه الصفاقة..!! ثم بعد ذلك، تستقبل الشرعية في مارب وفي تعز وتحديداً في المعهد العالي للمعلمين، التابع اللواء 22 شرعية، وفي معسكر يفرس التابع للواء 17 شرعية، هؤلاء المجندين وغيرهم ممن حشدوا للتدريب في هذه المعسكرات، ما هي صفة هذا القائد، وما موقعه في سلم التراتبية العسكرية ليوجه مثل هذا النداء، وتحت أي مبرر تفتح له الشرعية المعسكرات لاستقبال هؤلاء الأفراد وغيرهم من المجندين وإعدادهم وتدريبهم.

وتحدث نعمان أن هناك مخطط ضد تعز للزج بها لتكون حربة لإفشال اتفاق الرياض، هناك سلسلة من الأخطاء نحن نرتكبها ترسل رسائل خاطئة لإخواننا في المحافظات الجنوبية، أرجو أن نبتعد عن مثل هذه الألاعيب، لسنا ناقصين، عندما حدثت الأحداث في عدن، حشدت قوة من تعز، باتجاه لحج، جمعت في التربة، ووصلت إلى وادي المقاطرة، هي قوة محدودة، لا يمكن أن تحدث تعديلا في موازين القوى في المعركة التي كانت جارية في عدن، الهدف منها فقط، وممن اتخذ هذا القرار وهو فوقي وليس من هنا، هنا كانوا أدوات للتنفيذ فقط، الهدف هو استفزاز الاخوة في المحافظات الجنوبية وإشعارهم بأن الخطر قادم من تعز، يعني المنفذ والمعبر الوحيد الذي تأتي منه المواد الغذائية والتموينية وصلة الوصل بيننا وبين العالم هو منفذ هيجة العبد، نريد أن نغلقه وتحت مبررات واهية، كان التحضير يجري من قبل بحجة أن هناك خطر قادم من الساحل، بعد ذلك قيل إن هناك خطر قادم من عدن، سننزل نساعد في القضاء على هذا الخطر، هذا لعب بالنار، إثارة للفتن، تمزيق للنسيج الاجتماعي، لا ينبغي أن ننزلق إلى مثل هذه المنزلقات كقيادات عسكرية، وقيادات في السلطة المحلية بالمحافظة، ولا ينبغي أن نصمت نحن كجماهير وكأبناء لهذه المحافظة، هذا يقوض السلم الأهلي في المحافظة ويقوض السلم الأهلي في المحافظات الجنوبية.

وفيما يخص اتفاق الرياض أكد نعمان أن الاتفاق هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ اليمن من الغرق والتشظي والذهاب إلى حروب بينية متعددة داخلية، اتفاق الرياض يعتبر منجزاً وفرصة أخيرة لإنقاذ اليمن، وهو يوفر الفرصة لإعادة رص الصفوف الداعمة للشرعية، أو بصورة أصح القوى المناهضة للإنقلاب التي تعمل لاستعادة الدولة، وينبغي على كل الأطراف أن تعمل من أجل تنفيذ هذا الاتفاق الذي يوفر مساحة للحوار والعمل المشترك بين كل مكونات الشرعية والمجلس الانتقالي، ويضيف قوة إلى قوة الشرعية فيما إذا نفذ، ويعيد رص الصفوف لهزيمة المشروع الانقلابي واستعادة الدولة، مع الأسف الشديد، القوى ذات المصالح التي تتربح من الحرب والتي تخشى من أن تنفيذ هذا الاتفاق سيكون على حساب بعض المصالح والمكاسب التي تحققت لها سواءً في المؤسسات المدنية أو في المؤسسات العسكرية، القوى التي تخاف من إعادة بناء الجيش على أسس وطنية، القوى التي تخاف من إعادة بناء المؤسسة الأمنية على أسس وطنية، هي التي تقف عائق أمام تنفيذ هذا الاتفاق، والقوى المستفيدة من الفساد، المتربحة من الحرب، سواءً عبر المعارك العسكرية والسلاح أو عبر احتكار توريد بعض السلع هي التي تقف حائل دون تنفيذ هذا الاتفاق.