في Friday 29 July, 2022

تركيا تضغط لإبعاد الأكراد وميليشيات إيران عن حدودها الجنوبية

كتب : زوايا عربية - متابعات

تخوض تركيا حملة دبلوماسية في العاصمة الأمريكية للتأكد من أن موقف أنقرة من سوريا والعراق وإيران مفهوم لدى إدارة جو بايدن والكونغرس الأميركي.

تبدو قضية سوريا والعراق وحضور الأكراد على طول الحدود الجنوبية لتركيا وكأنها الأساس، لكن الدبلوماسية التركية تؤكد للأميركيين أن المسألة أبعد من "المشكلة الكردية" وتصل إلى المشكلة الإيرانية على الحدود التركية العربية.

ويؤكد الأتراك للأمريكيين في العاصمة واشنطن أن العملية العسكرية في شمال شرق سوريا باتت "وشيكة" ولن تتراجع تركيا عن هذه العملية لأسباب كثيرة، أولها رفض أنقرة التام لوجود أي عناصر كردية مسلحة على حدودها.

هذا الموقف المتشدّد من قبل الحكومة التركية ليس جديداً، بل إنه في أساس موقف أنقرة منذ استعان الأميركيون بقوات سوريا الديمقراطية لمواجهة داعش في شمال شرق سوريا، لكن ما يزيد الأمور إلحاحاً هذه المرة أن الحكومة التركية، وحتى باقي الأحزاب السياسية، لا ترى ضرورة كبيرة لمحاباة الأكراد من مواطني الدولة التركية.

يشدّد الأتراك في العاصمة الأميركية على أن "قوات سوريا الديمقراطية" هي واجهة لقوات تنظيم حزب العمال الكردستاني ويجب القضاء عليهم، وأقلّه، يجب إبعادهم عن الحدود في أسرع وقت.

ما يزيد غضب الأتراك من موسكو وواشنطن في آن واحد، هو اتهام تركيا لكل من روسيا والولايات المتحدة بتوقيع اتفاقيات حول الانتشار عند الحدود السورية التركية، لكن أنقرة تقول إن واشنطن وموسكو فشلتا في تطبيق الاتفاق أو أن تقاعس الدولتين تسبب ببقاء العناصر الكردية عند الحدودية التركية بدلاً من أن يبتعدوا مسافة 30 كيلومترا داخل الأراضي السورية.

ويتهم الأتراك الأكراد في سوريا بممارسة عشرات الاعتداءات عبر الحدود، كما يتهمونهم بالاعتداء على مواطنين سوريين من أهالي المناطق المجاورة للحدود التركية، أو أنهم يعتدون على العناصر السورية القريبة من الحكومة التركية.

بات الأتراك الآن يشددون على أنهم لا يريدون تحمّل مشكلة عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على أراضي دولتهم، وهم لا يرون الآن أي حلّ من خلال التسويات السياسية بين النظام والمعارضة.

باتت أنقرة تشعر أن عليها أن تفرض حلّاً يقوم على إعادة اللاجئين إلى داخل سوريا، وإسكانهم في الشريط الحدودي وتشكيل منطقة حزام، ويمتدّ هذا الحزام بحسب التخطيط التركي على طول الحدود التركية السورية، وبعمق كاف يسمح بإعادة توطين اللاجئين، ويضمن في الوقت ذاته حزاماً من المؤيدين السوريين، ويكون منطقة عازلة بين القوات الكردية وقوات النظام السوري من جهة والأراضي التركية من جهة أخرى.