في Monday 9 March, 2020

تهجير أهالي طرابلس لاستقبال مرتزقة أردوغان.. وحفتر يبلغ ماكرون بشروطه لوقف إطلاق النار

كتب : أحمد العربي

أخبار عربية وان- تقارير

أجبرت المليشيات الإرهابية التابعة لما يعرف بحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، بعض المدنيين بالعاصمة طرابلس على مغادرة منازلهم، تمهيدا لتوطين مرتزقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بها، وفقا لما نشرته صحف عربية.

وقالت مصادر ليبية إن المليشيات أجبرت النازحين بالقرية السياحية بمنطقة جنزور على مغادرة المناطق السكنية بقوة السلاح لتهيئتها لإنزال المرتزقة فيها.

وتابع المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته أن المليشيات المسلحة تسعى منذ أيام لإفراغ المساكن في المرافق العامة لغرض إنزال المرتزقة فيها وتحويلها لثكنة عسكرية، تعزز بها جبهاتها المنهارة وموقفها الميداني الضعيف.

وأكد أن المليشيا التابعة للسراج اتخذت من مشروع الصيانة ذريعة لإخراج النازحين من المنطقة السكنية.

وأضاف المصدر أن السبب الرئيسي من عمليات تغيير أماكن إقامة المرتزقة، هو الخلاف بين مليشيات مصراتة والمرتزقة من جانب، ومليشيا النواصي الطرابلسية من جانب آخر، حيث يسعى فتحي باشاغا وزير داخلية السراج لإبعاد الأخيرة من المشهد العسكري لتهيئة الانقلاب على فايز السراج.

وتستمر المليشيات الإرهابية في انتهاكاتها ضد المدنيين بالعاصمة طرابلس، حيث تجدد القصف العشوائي على منطقة قصر بن غشير، ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى وخسائر مادية ببعض المنازل.

وكانت عناصر من مليشيات مصراتة اتهمت مليشيا النواصي الطرابلسية بقتل القيادي محمد أرفيده المكلف بالإشراف على المرتزقة السوريين من قبل فتحي باشاغا.

واحتدم الخلاف بين المليشيات الإرهابية والمرتزقة السوريين الموالين لحكومة الوفاق، في العاصمة طرابلس، حيث تصاعد الخلاف عقب مقتل أحد أفراد المليشيات من قبيلة الزنتان، ويدعى "علاء فنير" على يد مرتزق سوري يدعى "أبوأياد" من لواء السلطان مراد.

وقتل فنير، بناء على طلب المليشياوي عبدالسلام زوبي قائد مليشيا 301، بعد خلاف مع أحد أفراد المليشيا، التي تنتمي لمدينة مصراتة.

وبدا الخلاف واضحا بين مليشيات حكومة الوفاق غير المنضبطة، بعد تصريحات وزير داخليتها "فتحي باشاغا" الأخيرة، التي وصف فيها مليشيات طرابلس بالمجرمين والخارجين عن سلطة الدولة.

وتُعد مليشيا "لواء النواصي" واحدة من أكبر الجماعات العسكرية المسلحة في طرابلس، وتتكون من 700 إرهابي، وتتولى المليشيا التفتيش وتسيير دوريات في طرابلس، مما يجعلها في مركز قوة لابتزاز سكان طرابلس، ويتهمها سكان العاصمة الليبية بالفساد، حيث تنفذ عمليات قتل وتصفية وتعذيب للمدنيين، بالإضافة إلى السرقة والخطف للنساء.

وفي سياق متصل قال مصدر بالرئاسة الفرنسية، الإثنين، إن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن استمرار وقف إطلاق النار مرهون باحترام المليشيات في طرابلس له.

ولفت إلى أن حفتر أكد أنه سيوقع على اتفاق لوقف إطلاق النار، وسيلتزم به إذا احترمته الجماعات المسلحة التابعة لحكومة ما تسمى بالوفاق الوطني.

وأكد المصدر في تصريحات نقلتها رويترز: "أن قائد الجيش الليبي شدد على التزامه بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار لكنه سيتخلى عن هذا الالتزام إذا لم تحترمه المليشيات".

وتأتي زيارة حفتر إلى فرنسا تلبية لدعوة رسمية وجهها إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في فبراير/شباط الماضي.

وتسعى فرنسا للانخراط مجددا في الشأن الليبي كوسيط لحل الأزمة التي تضرب البلاد من 2011، وتصاعدت حدتها جراء سياسات حكومة الوفاق في طرابلس.

وسبق أن نظمت فرنسا مؤتمر باريس حول ليبيا في مايو/أيار 2018 لوضع خارطة طريق لتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

لكن هذا المؤتمر فشل في تحقيق مخرجاته، بسبب افتقاد الآليات الحقيقية لتنفيذها على الأرض، وإهمال الترتيبات العسكرية والأمنية وتفكيك المليشيات ونزع سلاحها.