في Monday 16 March, 2020

عائشة القحطاني.. هربت من الدوحة إلى لندن بسبب إرهاب النساء في قطر

كتب : أحمد العربي

أخبار عربية وان- وكالات


كشفت صحيفة "صنداي تايمز"، عن قصة شابة قطرية هاربة تدعى عائشة القحطاني من عائلتها الثرية وتعيش في بريطانيا في خوف دائم من الاختطاف.

وقالت الصحيفة البريطانية إن عائشة القحطاني كانت تحلم بالهروب كلما ضربتها أسرتها، أو وبختها لقراءة الروايات الغربية، أو لطخت أعمالها الفنية.

كانت الفتاة تعيش محاصرة في قطر داخل غرفة نوم نوافذها مغلقة بقضبان معدنية، يتم تتبعها عبر تطبيق مشاركة الموقع على هاتفها المحمول، وتجهز للزواج من رجل دين متشدد.

وفي 21 ديسمبر/كانون الأول، هربت الفتاة البالغة من العمر 22 عاما، وهي الابنة الصغرى لمسؤول عسكري رفيع المستوى ينتمي لواحدة من أكثر القبائل الخليجية نفوذا.

وعلى الرغم من القوانين التي تمنع غير المتزوجات تحت سن 25 من مغادرة البلاد دون موافقة ولي الأمر، تمكنت من الفرار في منتصف الليل خلال رحلة عائلية إلى الكويت.

لكن عائشة التي درست الأدب الإنجليزي والفلسفة، تعتقد أن حياتها لا تزال في خطر وتعيش في مكان سري في المملكة المتحدة حيث طلبت اللجوء.

وبعد أقل من 24 ساعة من وصولها إلى لندن، اتصلت بها الشرطة لتبلغها بأن أحد أقربائها أوقف في مطار هيثرو، بينما كانت على الجانب الآخر من العاصمة في منزل بإلفورد، شرقي لندن.

وبعد 3 أسابيع، من قيام وزارة الداخلية بوضعها في منزل آمن في كارديف، تعقبها 2 من أفراد أسرتها إلى العاصمة الويلزية، وظهرا في فندق قامت بزيارته، يبعد أقل من ميل من مكان إقامتها.

وادعى أحدهما فيما بعد أنه قام برشوة متعاقد مع وزارة الداخلية للحصول على معلومات حول مكانها، وقال لها: "قادني أفراد حماية اللجوء إليك. كل شيء في لندن يُنجز بالمال".

غير أن عائشة تشك في أن مكان وجودها ربما يكون سربه طالب لجوء زميل، ورغم أنها تخلت عن شريحة هاتفها، وتستخدم شبكة خاصة للتواصل عبر الإنترنت، وقطعت العلاقات مع كل شخص تعرفه في قطر، فإنها تعاني من أجل الشعور بالأمان.

وأشارت إلى أن مسؤولين قطريين اتصلوا بها، وقالت: "كانوا يعدونني بأن لا شيء سيحدث في الديار. لكنهم يريدون مني أن أغلق فمي. إذا عدت، سأذهب إلى السجن. أو ستقتلني عائلتي".

وفي أول مقابلة لها منذ وصولها إلى بريطانيا، قالت إن برج "شارد"، وهي ناطحة سحاب في لندن مملوكة لقطر، تذكير بالصورة البراقة التي تحاول بلادها أن تصنعها بينما تواصل قمع النساء.

وأضافت أنها دليل على أي مدى سيذهبون لطلب الإقرار من الغرب. إنهم يواصلون إنتاج هذه الصورة المثالية والمصقولة لقطر. "لكن الحقيقة هي أن المرأة في الدوحة هي إنسان من الدرجة الثانية. الناس ليسوا أحرارا في الكلام".

ونوهت بأنها حلمت بالهروب من سن 11 عاما بعد قراءة رواية باولو كويلو "الخيميائي"، قائلة: "لقد علمتني ما يعنيه أن يكون لدي حلم، وما يعنيه أن تكون لي رحلة".

وأشارت إلى أنها عندما كانت مراهقة، كانت ترسم، وتحدق من خلال القضبان على نافذة غرفة نومها في الجدار المنحدر الذي يحيط بحديقتها الخلفية، وكانت تستمع إلى باخ و"البيتلز" و"تسأل عن كل شيء".

لكن تمردها المتصور عرضها للضرب، حيث قالت: "ذات ليلة كسر أحد الأقارب إناء على ظهري لقص شعري"، فأبلغت الشرطة عن وقوع اعتداء، لكن قيل لها إنها مسألة عائلية.

وينص القانون القطري على أنه من غير القانوني للنساء غير المتزوجات تحت سن 25 عاما السفر إلى الخارج دون موافقة ولي الأمر، ويجب على الزوجات "طاعة" أزواجهن، ولا تجوز لهن مغادرة منزل الزوجية "دون سبب مشروع"، والعنف المنزلي غير مُجرّم.

وأردفت عائشة: "شعرت أنني فقدت إنسانيتي وقلت لنفسي، سأستعيدها. لكن لا توجد طريقة يمكنني أن أفعل بها ذلك في قطر. كيف يمكنك أن تكون إنسانا عندما لا يمكنك حتى حماية نفسك من التعرض للإساءة؟".

وجاءت فرصتها في ديسمبر/كانون الأول، عندما رافقها شقيقها في رحلة إلى دولة الكويت المجاورة، وقالت: "كنت أعرف أنني يجب أن أفعل ذلك حينها".

كانت في غرفة في فندق مجاورة لشقيقها، وفي الليلة الأخيرة في الساعة 1.30 صباحا، تسللت إلى الممر واستقلت سيارة أجرة إلى المطار.

وقالت: "عندما خرجت من ذلك الفندق، كانت المرة الأولى في حياتي التي فتحت فيها بابا دون إذن".

ومن مطار الكويت، استقلت رحلة الخطوط الجوية الملكية الهولندية "كي إل إم" إلى لندن عبر أمستردام باستخدام أموال ورثتها من والدها، الذي توفي قبل ولادتها، وغردت على "تويتر" لدى وصولها إلى بريطانيا: "صباح الحرية".

لكن الفتاة لا تلوم عائلتها على وضعها، مؤكدة أنه "خطأ السلطات. لا ينص القانون على حقوق الإنسان الأساسية للمرأة. لقد سمحوا بهذا السلوك الهمجي المجنون".

وفي نهاية حديثها، أعربت الفتاة عن أملها في أن تؤدي قصتها إلى الإصلاح، وأن تلهم الفتيات الأخريات، قائلة: "هربت لأكون حرة، ولكن في الوقت نفسه هناك هذا الخوف". لذا فهي ليست حرية كاملة.

واختتمت بالقول: "لكن في كل ثانية أتذكر كيف أسيئت معاملتي. وأنا متفائلة. هكذا وصلت إلى هذا الحد. إذا لم أتعرض لهذا لما خضت هذه الرحلة المجنونة أملا في البحث عن حياة أفضل".