في Saturday 10 September, 2022

اليمن.. الجهود الدولية لتحويل الهدنة إلى تسوية سياسية تصطدم بتعنّت الحوثيين

الحوثيون في اليمن يرفضون أي مبادرات سلام
كتب : زوايا عربية - خاص

تصطدم الجهود الدولية والإقليمية الهادفة إلى توسيع الهدنة المؤقّتة وتحويلها إلى تسوية سياسية شاملة بتعنّت ميليشيات الحوثي التي حوّلت الحرب إلى مصدر ثراء لا ينقطع لقادتها ومسؤوليها ومشرفيها من خلال مليارات الريالات المتحصّلة من الضرائب والجمارك والرسوم والإتاوات غير القانونية في مناطق سيطرتها وإيرادات المشتقّات النفطية والغاز المنزلي، بخلاف الاستيلاء على المال العام وموازنات الصناديق الخاصة.

وبينما كان رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن يدعون أطراف الصراع إلى الانخراط بشكل بنّاء مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ ومواصلة تمديد الهدنة وتوسيعها وتحويلها إلى تسوية سياسية عادلة وشاملة، كان الناطق الرسمي للحوثيين ورئيس الوفد المفاوض محمد عبد السلام يلتقي في العاصمة الإيرانية طهران مستشار مرشد الثورة الإيرانية علي أكبر ولايتي لتأكيد مستوى التنسيق بين الحوثيين وإيران وأبعاد العلاقة السياسية والطائفية والمذهبية المرتبطة بالأجندة الإيرانية في اليمن والمنطقة.

والتقى رؤساء البعثات الأوروبية في الرياض برئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، وأكدوا مجدّداً دعم الاتحاد الأوروبي القوي له، وشدّدوا على الأهمية الحاسمة لوحدة المجلس التشريعي (مجلس النوّاب) وإصلاحاته وتلبية الاحتياجات الملحّة لليمنيين.

وأعربوا مرّة أخرى في بيان عن دعم الاتحاد الأوروبي الثابت لعمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة، وشدّدوا على أهمية تمسّك الأطراف بالتزامها بتنفيذ بنود الهدنة والاستفادة من آلياتها (لا سيّما لجنة التنسيق العسكرية) ودعوا إلى فتح طرق الوصول إلى تعز.

وتوسّطت الأمم المتحدة في الهدنة المؤقّتة السارية منذ 2 أبريل الماضي والتي مدّدت مرّتين حتى الآن.

واعتبر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمّر الإرياني أن لقاء على ولايتي بقيادات ميليشيات الحوثي الإرهابية، وإقراره بتقديم إيران الدعم للحوثيين وأطماعها في باب المندب الاستراتيجي، بالتزامن مع تصعيد الميليشيات ممارساتها التخريبية للهدنة الأممية، ورفضها تنفيذ بنودها الأممية، يكشف الدور الإيراني في الأزمة ومسؤوليتها عن تقويض جهود التهدئة.

ولفت الإرياني إلى أن التصريحات الاستفزازية الصادرة عن المدعو علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي للشؤون الدولية، تؤكد من جديد التدخّلات السافرة التي يمارسها نظام طهران في الشأن اليمني وانتهاك مبدأ السيادة الوطنية، واستخدامها الحوثيين أداة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة وابتزاز المجتمع الدولي.

وطالب وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن القيام بمسؤولياتها التي تنصّ عليها القوانين والمواثيق الدولية، وممارسة ضغوط حقيقية لإجبار نظام طهران على وقف تدخّلاته في الشأن اليمني، وسياساته المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، والتي تهدّد الأمن والسلم العالمي.

السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن دعا في بيان كافة الأطراف إلى الانخراط في الجهود الأممية المتجدّدة لتمديد الهدنة وتوسيعها، "بحسن نيّة والتزام متجدّد لتحقيق السلام ورفع المعاناة عن الشعب اليمني".

وتؤكد الأمم المتحدة أنها ستواصل تيسير المشاركة بين الأطراف لدعمهم للوفاء بالتزاماتهم تجاه الهدنة، وحثّ الأطراف على مواصلة الانخراط مع بعضهم البعض بشأن القضايا العسكرية من خلال لجنة التنسيق الإداري.

واعتبرت أن إنشاء لجنة التنسيق الإداري "خطوة هامة وغير مسبوقة اتخذتها الأطراف في ظل الهدنة، إذ مكّنت من تنسيق إدارة الجوانب العسكرية للهدنة وعزّزت من الحوار وأتاحت الفرصة لبناء الثقة".

والتقى أعضاء لجنة التنسيق العسكرية في اجتماعات ثنائية مع المستشار العسكري للمبعوث الخاص للأمم المتحدة في عمّان، في الفترة بين 29 أغسطس و1 سبتمبر. وتمّت مناقشة المسائل المتعلّقة بالتنسيق، بما في ذلك الخطوات التالية لعمل لجنة التنسيق الإداري.

وتزامن التحرّك الدبلوماسي الأوروبي مع اختتام المبعوث الأممي الخاص زيارة إلى المنطقة. وأفاد مكتبه بصنعاء في بيان بأن المناقشات "ركّزت على الجهود المبذولة لتمديد وتوسيع الهدنة في اليمن والتحرّكات الإقليمية الحالية".

وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي التقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، للبحث في مستجدّات جهود السلام، والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي صنعتها الميليشيات الحوثية في البلاد.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) بأن العليمي أكد التزام المجلس والحكومة بخيار السلام العادل والشامل وفق المرجعيات الثلاث المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، وخصوصاً القرار 2216.

وأشاد بالموقف الدولي الموحّد إلى جانب الشعب اليمني، وتطلّعاته في تحقيق السلام، والاستقرار، واستعادة مؤسّسات الدولة، وسبل العيش الكريم.

وذكّر رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالمبادرات المستمرة التي يقدّمها المجلس والحكومة وتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني، رغم تعنّت الميليشيات الحوثية إزاء هذه المبادرات على مدى السنوات الثمان الماضية.

وأشار العليمي إلى خروقات الميليشيات الحوثية للهدنة الجارية، ودأبها على اختلاق الذرائع، التي كان آخرها منع سفن الوقود من الوصول إلى موانئ الحديدة، وإنعاش السوق السوداء، دون الاكتراث لمعاناة المواطنين.

وأكد عدم وجود أي إجراءات من جانب الحكومة، لمنع وصول هذه السفن والشحنات التجارية إلى وجهتها المحدّدة بموجب اتفاق الهدنة، وحرصها على تفويت فرصة الميليشيات لابتزاز المجتمع الدولي.

وطالب العليمي المجتمع الدولي بممارسة مزيد الضغوط لدفع الميليشيات نحو التعاطي الجاد مع جهود السلام وتغليب مصلحة الشعب اليمني على مصالح إيران التوسّعية.

كما أكد استمرار دعم المجلس لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، من أجل تثبيت الهدنة، وإلزام الميليشيات بتنفيذ تعهداتها المتعلّقة بفتح طرق تعز والمدن الأخرى، ودفع رواتب الموظّفين من عائدات موانئ الحديدة.