في Wednesday 25 March, 2020

التحالف العربي يقبل الهدنة باليمن لمكافحة كورونا.. وانهيار القطاع الصحي بسبب الحوثي

كتب : سعيد العلي

أخبار عربية وان- متابعات

بعد قبول الحكومة اليمنية دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن وبذل قصارى الجهود لمواجهة الانتشار المحتمل لـفيروس كورونا (كوفيد -19)، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الأربعاء، تأييده للقرار الحكومي.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي، إن قيادة القوات المشتركة للتحالف تؤيد وتدعم قرار الحكومة اليمنية في قبول دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن ومواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19).

وأضاف، في بيان، أوردته وكالة الأنباء السعودية، أن قيادة التحالف تدعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد واتخاذ خطوات عملية لبناء الثقة بين الطرفين في الجانب الإنساني والاقتصادي، وتخفيف معاناة الشعب اليمني والعمل بشكل جاد لمواجهة مخاطر جائحة فيروس (كورونا) ومنعه من الانتشار.


والإثنين، أعلنت الحكومة اليمنية تمديد تعليق الدراسة الأساسية والجامعية، حتى أواخر مايو/أيار المقبل، ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

واعتبرت اللجنة العليا للطوارئ، التي يرأسها نائب رئيس الحكومة، سالم الخنبشي، الفترة من 23 مارس/آذار، وحتى 30 مايو/أيار المقبل، بمثابة الإجازة الصيفية المقبلة، وفقاً لوكالة "سبأ" الرسمية.

ونفذت السلطات اليمنية، الإثنين، عدداً من الإجراءات الجديدة لمواجهة فيروس كورونا، رغم تأكيد منظمة الصحة العالمية عدم تسجيل حالات مؤكدة حتى الآن.

وقالت مصادر محلية إن قوات أمنية بدأت إغلاق أسواق القات، والأسواق الشعبية في العاصمة المؤقتة عدن، بهدف الحد من التجمعات، وذلك لمدة أسبوعين مؤقتاً.

وأشارت المصادر إلى أن الحملة الأمنية أغلقت عددا من الفنادق، للحد من التجمعات، وكذلك المقاهي الشعبية التي تشهد ازدحاما، فيما تم إلزام حافلات النقل العام بضوابط جديدة، وأعداد محدودة من الركاب.

ومع تصاعد موجة الهلع في أوساط الناس من إمكانية تفشي الفيروس، وخصوصا مع تردي الخدمات الصحية جراء الانقلاب الحوثي، وصلت، الإثنين، شحنة إمدادات طبية من المملكة العربية السعودية إلى مطار عدن الدولي.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان، إن المساعدات التي وصلت عدن، تحتوي على مستلزمات تتعلق بالتأهب والاستجابة السريعة لفيروس كورونا الجديد.

وفي محافظة البيضاء، قال مصدر مطلع إن مليشيا الحوثي الانقلابية أبقت على أكثر من 600 مسافر في الحجر المقام داخل كلية التربية، والذي يفتقر لأبسط الخدمات الصحية، وسط مخاوف من تفشي أمراض أخرى غير كورونا بداخله.
ولم تُسجّل في اليمن أي إصابة بفيروس كورونا حتى الآن، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لكن هناك خشية كبرى من أن يتسبّب الوباء حال وصوله إليه بكارثة بشرية.

وبسبب الإنقلاب الحوثي، يشهد اليمن انهيارا في قطاعه الصحي، فيما يعيش أكثر من 3.3 مليون نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا، بفعل شح المياه النظيفة.

وقالت كارولين سيجين، مديرة مشاريع منظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن والعراق والأردن: "لا يمكنهم الحصول على مياه نظيفة، وبعضهم لا يمكنه الحصول حتى على الصابون".

وسألت: "يمكننا أن نوصي بغسيل اليدين، ولكن ماذا لو لم يكن لديك أي شيء لتغسل يديك به؟".

وتقول منظمة "يونيسيف" إن 18 مليون نسمة بينهم 9.2 مليون طفل في اليمن لا قدرة لديهم للوصول مباشرة إلى "المياه الآمنة والصرف الصحي والنظافة الصحية".

وأوضح بيسمارك سوانجين، مدير الاتصال في "يونيسيف" فرع اليمن، أن "الوصول إلى مياه الشرب تأثّر بشدة نتيجة سنوات من قلة الاستثمار في أنظمة المياه والصرف الصحي والنزاع الدائر الذي قضى على أنظمة المياه".

ولا يرتبط سوى ثلث سكان اليمن البالغ عددهم نحو 27 مليون نسمة بشبكات أنابيب المياه، بحسب سوانجين.

وتسبب الانقلاب الحوثي على الشرعية في قتل آلاف المدنيين، فيما انهار القطاع الصحي، وسط معاناة من نقص حاد في الأدوية، ومن انتشار الأمراض كالكوليرا الذي تسبّب بوفاة مئات، في وقت يواجه ملايين السكان خطر المجاعة.

وساهم في تفشي الكوليرا شح المياه النظيفة. والكوليرا التهاب معوي تسببه جراثيم تتنقّل في المياه غير النظيفة. وللمرض علاج، لكن التأخر في الحصول عليه قد يؤدي للوفاة.

وكان اليمن عانى في 2017 من أكبر انتشار للكوليرا والإسهال الحاد في العالم، إذا تسبّب بوفاة أكثر من ألفي شخص.