في Tuesday 31 March, 2020

الهند تشن حملة على جماعة التبليغ وسط جدل حول دورها في تفشي كورونا

صورة أرشيفية

أغلقت الهند مقر جماعة دعوية إسلامية يوم الثلاثاء وأمرت بالتحقيق في اتهامات بأنها عقدت لقاءات دينية يخشى المسؤولون من أن تكون تسببت في إصابة العشرات بفيروس كورونا.

وسجلت الهند 1251 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد توفي 32 منهم وهي أرقام تبدو ضئيلة عند مقارنتها بالولايات المتحدة وإيطاليا والصين. لكن مسؤولين بقطاع الصحة يقولون إن الهند، وهي ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، تواجه زيادة هائلة يمكن أن تستعصي على نظام الصحة العامة الضعيف.

ومن بين بؤر التفشي الرئيسية التي أعلنت عنها حكومة نيودلهي، حي مسلم تتمركز فيه جماعة التبليغ، التي تأسست قبل نحو 100 عام، بعد أن أكدت التحاليل إصابة عشرات بالفيروس ووفاة ما لا يقل عن سبعة أشخاص.

وقالت السلطات إن الناس ظلوا يترددون على مقر جماعة التبليغ في مبنى من خمسة طوابق بحي تشقه الأزقة الضيقة المتعرجة، قادمين من مناطق أخرى من البلاد وخارجها، وإن الجماعة أقامت أيضا مناسبات لإلقاء الخطب، على الرغم من أوامر الحكومة بشأن التباعد الاجتماعي.

وكان مبنى الجماعة يكتظ بمئات الأشخاص حتى مطلع الأسبوع عندما بدأت السلطات في إخراجهم لإجراء الاختبار. ووصلت حافلات إضافية يوم الثلاثاء لنقلهم إلى مراكز الحجر الصحي في جزء آخر من المدينة.

وقالت إدارة المدينة في بيان ”يبدو أن بروتوكولات التباعد الاجتماعي والحجر الصحي لم تُطبق هنا“.

وأضاف ”انتهك المسؤولون هذه الشروط ورُصدت الكثير من حالات الإصابة... بهذا الإهمال الجسيم تعرضت أرواح الكثيرين للخطر... لم يكن هذا سوى عمل إجرامي“.

وتحاول السلطات تعقب تحركات أعضاء جماعة التبليغ في أعقاب الاجتماعات في دلهي والأشخاص الذين كانوا على اتصال بهم.

وذكرت وسائل الإعلام أن هناك أيضا أعضاء بجماعة التبليغ من ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند ونيبال وميانمار وقرغيزستان والسعودية. وقال المدير العام لوزارة الصحة الماليزية في مؤتمر صحفي في كوالالمبور إنهم يحققون في وجود ماليزيين في اجتماع دلهي.

وقال نور هشام عبد الله ”من الواضح أن الخطر سيكون كبيرا إذا كانوا قد حضروا اجتماع (دلهي)“.

وفي محاولة لوقف انتشار الفيروس، تم فرض إجراءات العزل العام في الهند، التي يزيد عدد سكانها عن 1.3 مليار نسمة، لمدة 21 يوما تنتهي في منتصف أبريل نيسان. لكن عشرات الآلاف من المهاجرين يفرون إلى الريف، مما يدمر فعالية القيود.

وقال مشرّف علي، وهو أحد مديري مركز التبليغ في دلهي، إن الجماعة حاولت الحصول على مساعدة الشرطة وإدارة المدينة للتعامل مع الأشخاص الذين يتوافدون، لكن قيود العزل العام زادت من صعوبة الأمر.

وقالت جماعة التبليغ في بيان ”في ظل هذه الظروف القاهرة، لم يكن هناك خيار... سوى استيعاب الزوار الذين تقطعت بهم السبل مع اتخاذ الاحتياطات الطبية المفروضة إلى حين يصبح الوضع ملائما لتحركهم أو إلى حين تتخذ السلطات ترتيباتها“.

واستضافت جماعة التبليغ، وهي واحدة من أكبر الحركات الدعوية في العالم، تجمعا الشهر الماضي بمسجد كبير على مشارف العاصمة الماليزية كوالالمبور، وتبين أنه كان سببا في مئات الإصابات بكورونا في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا.

وفي باكستان، ألغت الجماعة تجمعا في ضواحي مدينة لاهور الشهر الماضي، لكن لا يزال 1100 شخص موجودين في مبان للجماعة. وقالت ياسمين رشيد وزيرة الصحة في إقليم البنجاب الباكستاني لتلفزيون جيو هذا الأسبوع إن التحاليل أثبتت إصابة 27 شخصا على الأقل بالفيروس.