في Tuesday 31 March, 2020

مؤامرة الإخوان والحوثي للسيطرة على الجوف ومأرب وشبوة

كتب : أحمد العربي

بتواطؤ مباشر من حزب الإصلاح (الذراع اليمنية لتنظيم الإخوان الإرهابي)، أصبحت محافظة مأرب اليمنية تحت تهديد اجتياح حوثي كبير، بعد سيطرة المليشيا الانقلابية على مناطق استراتيجية في محافظة الجوف.

وسيطرت المليشيا الحوثية، خلال الساعات الماضية، على معسكر "اللبنات" ومنطقة "المزاريق" الاستراتيجية في الجوف، دون قتال، بعد انسحاب غامض لعناصر إخوانية من المعسكر تحت حمايتها، وفقا لمصادر قبلية وعسكرية.

وقالت المصادر إن القيادات العسكرية الإخوانية أصدرت توجيهات لأفراد معسكر اللبنات والبالغ عددهم نحو 300 جندي، بالانسحاب وتسليمه للحوثيين دون خوض أي معركة دفاعية.

وحاولت عناصر قبلية، توافدت من شرق الجوف، استعادة معسكر اللبنات من الحوثيين، لكن القيادات العسكرية الإخوانية منعت إسنادهم بالأسلحة الثقيلة وهو ما جعلهم ينسحبون بأسلحتهم الخفيفة، بعد أن قام عناصر الإخوان بسحب العتاد الثقيل، حسب المصادر.

وكان محافظ الجوف، أمين العكيمي، قد طالب، اليومين الماضيين، من الرئيس عبدربه منصور هادي، تشكيل لجنة تحقيق حول أسباب سقوط عاصمة المحافظة بأيدي الحوثيين، وسط تزايد الاتهامات القبلية للإخوان بتدبير مؤامرة مع الحوثيين وتنفيذ الانسحابات الغامضة.

ويشكل المعسكر أبرز الحصون الدفاعية التي كانت تعول عليها "الشرعية"، في حماية مأرب وبسقوطه في أيدي الانقلابيين، باتت المحافظة النفطية الواقعة شرقي اليمن، مهددة باجتياح حوثي محتمل أكثر من أي وقت مضى.

تضم محافظة مأرب 3 مناطق عسكرية تابعة للجيش الوطني اليمني، يسيطر الإخوان على الغالبية الأكبر من تشكيلاتها، فيما يتحكمون كليا بمخازن الأسلحة والعتاد العسكري الثقيل الذي قدّمه التحالف العربي.

ومنذ أيام، تواصل المليشيا الحوثية شن هجمات مكثفة على مديرية "صرواح" غرب مأرب بهدف إسقاطها والتوغل نحو معسكر "كوفل"، ومن ثم إلى مدينة مأرب، وسط صمت مريب من الألوية العسكرية التابعة لحزب الإصلاح.

وقالت مصادر عسكرية، إن حزب الإصلاح يريد تحويل رئيس هيئة الأركان بالجيش اليمني، الفريق صُغير عزيز، والمحسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام، إلى كبش فداء، وأصدر توجيهات لقياداته بعدم مساندة معركة صرواح.

وأشار ضابط في المنطقة العسكرية الثالثة، إلى أن المليشيا الحوثية تهاجم "صرواح" بمئات المقاتلين، وهو ما دفع برئيس هيئة الأركان، إلى الاستنجاد بقبائل مراد، وتشكيل ما أطلق عليها بهيئة الإسناد والمقاومة الشعبية.

وذكر الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن المئات من العناصر القبلية لبّت نداء الفريق صُغير عزيز، وهبّت للدفاع عن "صرواح"، وهو ما أثمر، الثلاثاء، عن تأمين عدد من المواقع المهمة في جبهة "المشجح" و"هيلان".

وأثارت المواقف الإخوانية المزيد من الشكوك حول الاتفاقات غير المعلنة بين حزب الإصلاح ومليشيا الحوثي، وخصوصا بعد دعوات أطلقها القيادي الحوثي، محمد البخيتي، القيادات الإخوانية إلى عدم اعتراض طريقهم في مأرب مقابل منحهم الأمان والاحتفاظ الكامل بأسلحتهم.

بدأت القيادات العسكرية الإخوانية بمأرب بالتواري عن الأنظار بشكل مفاجئ مع تزايد الهجمات الحوثية على المحافظة، فيما أكدت مصادر متطابقة أن المئات منهم انتقلوا إلى محافظة شبوة، ومديرية سيئون في محافظة حضرموت، شرقي البلاد.

وتحدثت مصادر قبلية، عن نقل 3 شاحنات أسلحة من مأرب عبر بيحان إلى محافظة شبوة، بدلا من توجيهها إلى "صرواح" لإسناد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في صد الهجمات الحوثية.

وقوبلت التحركات الإخوانية المريبة، بانتقادات واسعة في الشارع اليمني، وقال ناشطون، إن حزب الإصلاح يتحمل المسؤولية الكاملة عن إزهاق أرواح شباب مأرب الذين توافدوا بصفة شخصية للدفاع عنها فيما توارت القوات النظامية البالغ عددها نحو 150 ألف جندي.

واعتبر الناشط السياسي اليمني ماجد المحيّا، ما يجري في مأرب بأنه انعكاس للصراعات التي تعيشها الحكومة الشرعية ابتداء من مسلسل استقالات الوزراء، وصولا إلى استحواذ حزب الإصلاح على القرار السيادي داخل مؤسسة الرئاسة وإقصاء باقي المكونات السياسية الأخرى.

وخلال الأيام الماضية، واصل عدد من الألوية الإخوانية المرابطة في شبوة وأبين، خروقاتها لاتفاق الرياض والقيام بمناورات عسكرية ومهاجمة مواقع القوات الجنوبية، وذلك بهدف تفجير الوضع عسكريا في مدن الجنوب، والبدء بتكرار سيناريو أغسطس الماضي، باجتياح العاصمة المؤقتة عدن.