في Sunday 5 April, 2020

ميليشيا الحوثي تستهدف سجن النساء في تعز وعبد الملك: أعداء السلام

كتب : سعيد العلي

خلال أقل من أسبوعين، أطلقت الأمم المتحدة 5 دعوات للأطراف اليمنية تطالبهم فيها بوقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة الانتشار المتحمل لفيروس كورونا الجديد، إلا أن المليشيا الحوثية واصلت أعمالها الإرهابية من مأرب شرقا، إلى تعز جنوبا.

ولم تعد المواقع العسكرية هي الهدف الوحيد للمليشيا الحوثية، فسجون النساء، باتت هي الأخرى أهدافا لصواريخ الانقلابيين العمياء التي تسعى جاهدة لتبديد فرص السلام باليمن.

ففي الوقت الذي كانت السلطات القضائية بتعز ترتيب للإفراج عن 120 سجينا بموجب توجيهات الحكومة الشرعية للإفراج عن السجناء بالقضايا غير الجسيمة وتخفيف الازدحام بالسجون من أجل التصدي للانتشار المحتمل لفيروس كورونا، كان قسم النساء في مجمع السجن المركزي هدفا لـ3 قذائف حوثية إرهابية.

وقال مدير مكتب الصحة بتعز عبدالرحيم السامعي: إن حصيلة القصف الحوثي ارتفع إلى 6 من نزيلات قسم النساء في السجن المركزي، فيما أصيبت 25 سجينة أخريات.

وأشار المسؤول اليمني في تصريحات إلى أن الحصيلة النهائية للجريمة لم تتضح بعد، خصوصا وأن حالة 5 سجينات مصابات حرجة للغاية.

ومن بين الضحايا، عدد من الأطفال كانوا بزيارات إلى أهاليهم، فضلا عن طفلتين كانتا تعيشان بالسجن رفقة والدتيهما منذ سنوات، وفقا لمصدر أمني.

وقوبلت المجزرة الحوثية بتنديد حقوقي واسع، واعتبر تحالف منظمات المجتمع المدني "رصد"، القصف بأنه متعمد لإفشال المساعي الإنسانية لإطلاق سراح السجناء حفاظا على أرواحهم من تفشي وباء كورونا.

وقال رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك إن استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران السجن المركزي بمدينة تعز (جنوب غرب) مؤشر واضح على رفضها لكل دعوات السلام والتهدئة.

وأكد رئيس الوزراء اليمني، في اتصال هاتفي بمحافظ تعز نبيل شمسان، أن هذه الجريمة الإرهابية البشعة وما سبقها من استهداف لمحطة ضخ النفط التابعة لشركة صافر، ومحاولة استهداف الأراضي السعودية يقدم دليلا جديدا ودامغا على الطبيعة الإجرامية لهذه المليشيات.
وشدد رئيس الوزراء اليمني على أنه يجب على الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، تحمل مسؤوليتهم إزاء هذا الاعتداء الوحشي والإجرامي على إحدى المنشآت المحمية بموجب القوانين الدولية.

ومن جهته، أشار محافظ تعز إلى أن استمرار التغاضي الدولي على هذه الجرائم الوحشية يشجع مليشيا الحوثي الإرهابية على المضي في مشروعها التخريبي والتدميري ضاربة عرض الحائط بكل قرارات المجتمع الدولي الملزمة والمحاولات المبذولة لوضع حد لمعاناة اليمنيين، التي فاقمتها تلك الفئة المتمردة.

وبشكل عام تتجه مليشيا الحوثي الانقلابية لتدمير البنية التحتية الاقتصادية لليمن، وذلك باستهداف منشآت نفطية بمحافظة مأرب، كانت أبرز إنجازات البلد منذ عقود مضت.

وقال مصدر عسكري: إن المليشيا الحوثية استهدفت محطة الضخ الخاصة بأنبوب صافر بصاروخ باليستي، بعد عدة محاولات بطائرات مسيرة تم اعتراضها وتدميرها من قبل الجيش الوطني.

وقالت وزارة النفط اليمنية إن العملية الإرهابية الحوثية جاءت في وقت تتحرك فيه الحكومة لإعادة تشغيل القطاعات النفطية بهدف رفد الاقتصاد الوطني.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعمد مليشيا الحوثي تدمير المنشآت النفطية، حيث منعت سابقا فريق خبراء الأمم المتحدة من معاينة وصيانة "ناقلة النفط صافر"، التي تحتوي على أكثر من مليون برميل نفط بالحديدة، رغم مرور ٥ أعوام على الصيانة الدورية.

وذكر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات على تويتر، مساء الأحد، أن الاعتداء الإجرامي على المنشآت النفطية بمأرب التي كلف تشييدها ملايين الدولارات، يؤكد أن المليشيا الحوثية لا تجيد سوى الهدم والتخريب، وأن نهجها قائم على تدمير الدولة ومقدراتها والعبث بالاقتصاد الوطني وسياسة التجويع والإفقار للشعب اليمني لتركيعه وإذلاله.

وقبل نحو أسبوع، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، أطراف الصراع لاجتماع عاجل للاتفاق على هدنة.

وأعرب جريفيث عن أمله في انضمام الأطراف المتحاربة لهذا الاجتماع، بروح التعاون والاستعداد لتقديم التنازلات وترجمة الأقوال إلى أفعال.

وجاءت الدعوة للاجتماع بعدما رفضت مليشيا الحوثي الانقلابية الدعوة الأممية لوقف إطلاق النار، وتوحيد الجهود لمواجهة كورونا، رغم ترحيب الحكومة اليمنية والتحالف العربي.