في Wednesday 8 April, 2020

اليمن.. القوات المشتركة تدمر معسكرا لميليشيا الحوثي وتحرر مناطق استراتيجية بالبيضاء

كتب : سعيد العلي

حررت القوات المشتركة في اليمن، أمس، مناطق استراتيجية، في جبهة الملاجم شرقي محافظة البيضاء (وسط اليمن)، عقب هجوم شنته على مواقع تمركز ميليشيا الحوثي.

فيما دمرت مقاتلات التحالف معسكراً للميليشيا في مديرية مكيراس التابعة لمحافظة أبين. وقال قائد اللواء 19 العميد الركن علي الكليبي، إن «القوات المشتركة تمكنت من السيطرة الكاملة على عدد من المواقع في مفرق أعشار ووادي فضحة، بجبهة الوهبية».

وأوضح أن القوات حررت سلسلة جبال الشهيد، وجبال اللبان، وسلسلة جبال الغدير ذات الأهمية الاستراتيجية التي تربط بين مفرق أعشار، ووادي فضحة، وأشار إلى أن المواجهات تدور بغطاء جوي مكثف من قبل مقاتلات التحالف العربي، التي قصفت تعزيزات الميليشيا الحوثية قادمة من مديرية السوادية باتجاه جبهة الملاجم، لافتاً إلى أن مدفعية الجيش قصفت مواقع الميليشيا في الجبهة ذاتها.

وقال مصدر عسكري، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «ثلاثة ألوية عسكرية في الجيش نفذت عملية مهمة في مناطق الملجم، وناح، وقانية في محافظة البيضاء، بمشاركة من مقاتلات التحالف العربي». وأضاف المصدر أن العملية أسفرت عن تقدم القوات المشتركة في المنطقة وسيطرتها على مواقع مهمة منها جبل لبان الاستراتيجي.

وأشار إلى أن القوات المشتركة قامت بنصب الكمائن لمسلحي الحوثي خلال العملية، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات منهم والاستيلاء على عدد من المركبات العسكرية والمدرعات.

وفي موازاة ذلك، ساندت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات الجوية، حيث نفذت أكثر من 19 غارة استهدفت مواقع وتعزيزات لميليشيا الحوثي التي تلقت خسائر كبيرة في الأرواح والآليات، وطبقاً لهذه المصادر فإن مقاتلات التحالف استهدفت أيضاً بسلسلة غارات معسكر المجد في مديرية مكيراس على حدود محافظة أبين. حيث لقي أعداد من عناصر الميليشيا مصرعهم، كما أصيب آخرون في الغارات التي استهدفت المعسكر الذي يعد أهم موقع للميليشيا في هذه المنطقة، ويستخدم كمنطلق لمهاجمة المناطق المتاخمة في محافظة أبين.

أما في محافظة تعز، فخاضت قوات الجيش معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثي، وقتلت أكثر من 22 من عناصر الحوثي، وتركزت هذه المواجهات في محيط جبل هان وجبهة الصياحي ومرتفعات موكنة والخلوة وماتع غرب المدينة على مهاجمة ميليشيا الحوثي.

ورغم الآمال التي تشكلت على قبول الأطراف اليمنية وقف إطلاق النار لمواجهة مخاطر فيروس كورونا المستجد إلا أن الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في تعز والجوف تدفع نحو إطالة أمد الحرب وتجهض كل آمال السلام.

وبعد استهداف ميليشيا الحوثي سجن النساء في مدينة تعز وقتل ست من نزلائه وطفل، ومن ثم استهداف طفلين في حي عصيفرة وقتل أحدهم وإصابة آخر، وما رافق ذلك من مداهمات واعتقالات في محافظة الجوف دفع الشرعية إلى الرد على تلك الجرائم وتفعيل جبهات المواجهات مع الميليشيا في المحافظتين وفي محافظتي البيضاء وحجة.

ورأت الحكومة أن المواقف الضبابية للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث تجاه تلك الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي تطيل أمد الأزمة ولا تخدم جهود إنهاء الحرب وإحلال السلام. وتمنح الميليشيا ضوءًا أخضر لتصعيد عملياتها العسكرية واستهدافها المتكرر للمدنيين والتي كان آخرها قنص طفلين في تعز استشهد أحدهما والثاني يعاني من جروح بليغة.

واعتبرت الشرعية أن عدم توجيه المبعوث الخاص لليمن أصابع الاتهام صراحة للميليشيا مؤسف جداً ولا يرقى لحجم الجريمة الإرهابية ووجهت الدعوة للرجل لزيارة مدينة تعز والاطلاع على موقع الجريمة الإرهابية في السجن المركزي بالمدينة واستمرار الحصار المفروض على المحافظة في ظل الصمت الدولي منذ العام ٢٠١٥م، ليكتشف كذب وزيف ادعاءات الميليشيا ومحاولاتها البائسة لتغطية جرائمها النكراء.

ووسط هذه الجرائم ذهبت الميليشيا نحو التصعيد مع الأمم المتحدة، وهددت برنامج الغذاء العالمي بتسجيلات مصورة قالت إنها صورتها خلال اجتماعات خاصة عقدت معها لمناقشة آلية تقديم المساعدات الإغاثية عبر النقد بدلاً عن المواد الغذائية التي كانت الميليشيا تسرقها.

وهذه العراقيل التي تواجه العمل الإغاثي أكدت عليها منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليزغراندي في بيانها أمس وقالت إن اليمنيين يواجهون مشاكل إنسانية هائلة في هذا البلد. ولا يوجد سبب ولا مبرر لاستمرار هجمات الحوثيين على المدنيين، وقالت إن الوقت قد حان للطرفين للجلوس سوية للتوصل إلى حلول سياسية.

ونبهت إلى أن اليمن لا يزال يشهد أسوأ كارثة إنسانية في العالم. ويحتاج ما يقرب من 80 في المئة من السكان إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية والحماية. وأصبح عشرة ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة، وسبعة ملايين شخص يعانون من سوء التغذية.