في Tuesday 20 December, 2022

الضفة الغربية.. إضراب ورفض للتعزية قبل تسليم جثمان أبو حميد

كتب : زوايا عربية - متابعات

أعلنت عائلة الأسير ناصر أبو حميد، الذي توفي فجر الثلاثاء داخل السجون الإسرائيلية، اعتزامها "عدم فتح بيت عزاء له حتى تُفرج إسرائيل عن جثمانه"، وسط مطالبات فلسطينية رسمية للمجتمع الدولي بالتوسّط لتسليمه.

وحدادا على روح أبو حميد، عمّ الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية تلبية لدعوة من الفصائل السياسية والنقابات حيث أغلقت المحال التجارية والمؤسسات الرسمية والأهلية أبوابها.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية "استشهاد الأسير أبو حميد (50 عاما) داخل مستشفى أساف هروفيه الإسرائيلي (وسط)، نتيجة الإهمال الطبي" بعد ساعات من نقله إليه إثر دخوله في غيبوبة.

ونظّم فلسطينيون في مدينة رام الله بالضفة الغربية وقفة احتجاجية، شاركت فيها والدة الأسير لطيفة أبو حميد التي طالبت بـ"تسليم جثمان نجلها".

وأعلنت عائلة أبو حميد، في بيان وصل وكالة الأناضول، "عدم فتح بيت عزاء لنجلها إلى حين الإفراج عن جثمانه".

وقالت العائلة: "بهذا تكون روحه حرّة طليقة، ويبقى جسده أسيراً لدى الاحتلال الغاشم".
وأضافت: "لن نتقبل العزاء بناصر حتّى يتحرر جسده الطاهر ومعه سائر جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال في مقابر الأرقام وداخل الثلاجات".

وأوضحت العائلة أنها ستبقى في حالة "حداد مستمرة حتى تحرير جسد ناصر ومعه سائر جثامين الشهداء".

وكانت القناة 12 العبرية قد نقلت عن أهالي قتلى إسرائيليين تم اتهام أبو حميد بقتلهم، أنهم بعثوا رسالة عاجلة لوزير الدفاع بيني غانتس، يطالبون فيها "بعدم الإفراج عن جثمانه".

من جهته، طالب وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بـ"الضغط على إسرائيل للإفراج عن جثمان أبو حميد".

ودعا المالكي، في بيان وصل الأناضول، المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية والأمم المتحدة وهيئاتها المختصة لـ "ممارسة ضغط حقيقي على الحكومة الإسرائيلية للإفراج الفوري عن جثمان أبو حميد حتى يتسنى لأسرته مواراته الثرى بما يليق بتضحياته".

وأوضح أن وزارته "ستواصل حراكها على المستويات كافة لحشد ضغط دولي لتأمين الإفراج عن الجثمان، واستكمال العمل من أجل تحرير جثامين بقية الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال".

وأشار المالكي إلى أن وزارته "ستعمل على رفع ملف أبو حميد للمحكمة الجنائية الدولية"، مُحمّلا "سلطات الاحتلال وأذرعها المختلفة المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جريمة الإهمال الطبي التي أدت إلى استشهاده".

من جانب آخر، سادت أجواء من التوتر داخل السجون الإسرائيلية بعد إعلان الأسرى الفلسطينيين الحداد لمدة ثلاثة أيام وإعادة وجبات الطعام إلى إدارات السجون، احتجاجا على وفاة أبو حميد.

وقالت هيئة شؤون الأسرى (حكومية) في سلسلة تصريحات، وصلت وكالة الأناضول إن "وحدات قمع يرافقها جيش وشرطة الاحتلال تتوافد إلى العديد من السجون تحسباً لانفجار حقيقي رداً على استشهاد أبو حميد".

وأضافت أن "الأسرى في كافة السجون أعلنوا الحداد لمدة ثلاثة أيام مع إرجاع وجبات الطعام، وبدأ التوتر داخل السجون".

ونعت أوساط رسمية وحزبية وأهلية وشعبية فلسطينية "الأسير الشهيد" منددة بـ "سياسة الإهمال الطبي" في السجون الإسرائيلية.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أوضح نادي "الأسير" الفلسطيني في بيان أن "استشهاد أبو حميد رفع عدد الشهداء داخل السجون الإسرائيلية إلى 233 شهيدا منذ عام 1967، منهم 74 شهيدا ارتقوا نتيجة الإهمال الطبيّ".

ووفق النادي فإن أبو حميد أصيب العام الماضي بسرطان في الرئة، وتعرض لـ "جريمة الإهمال الطبي، والقتل البطيء".

وأبو حميد من مخيم الأمعري قرب رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات و50 عاما إضافية بتهمة المشاركة في تأسيس "كتائب شهداء الأقصى" المحسوبة على حركة "فتح"، وتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي.

ولأبو حميد 4 أشقاء أيضا يقضون عقوبة السجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، وخامس قُتل في العام 1994، بينما هدمت قوات الاحتلال منزلهم مرات عديدة، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات.
وتعتقل إسرائيل في سجونها 4700 فلسطيني، بينهم 150 طفلًا، و33 سيدة، وفق نادي الأسير الفلسطيني.