في Thursday 23 April, 2020

جريفيث يدعو جميع الأطراف باليمن لهدنة برمضان.. والحوثي مستمرة في سرقة المساعدات الأممية

كتب : سعيد العلي

أعربت الأمم المتحدة، الخميس، في رسالة بعثها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، لليمنيين وأطراف الصراع بمناسبة حلول الشهر الكريم الذي يبدأ غدا الجمعة، عن أملها في أن يشكل شهر رمضان، مصدر إلهام لأطراف النزاع بإنهاء معاناة اليمنيين وإلقاء السلاح وإطلاق سراح المحتجزين والمختفين قسريا.

وعبّر جريفيث عن أمنياته بأن يأتي شهر رمضان بمنح السلام والتصالح والفرحة، داعيا اليمنيين إلى رفع أصواتهم مدوّية أكثر فأكثر للمطالبة بالسلام وحقوقهم في مستقبل أفضل.

وخاطب أطراف النزاع قائلا: "ليكن هذا الشهر العظيم مصدر إلهام لكم لإنهاء معاناة شعبكم، ألقوا سلاحكم، أطلقوا سراح كل من سلبه النزاع الحرّية، وافتحوا الممرات الإنسانية".

ودعا المبعوث الأممي أطراف النزاع إلى أن يكون شغلهم الشاغل، تنسيق الجهود لمساعدة بلادكم في مواجهة تفشي فيروس كورونا وغيرها من الاحتياجات الطارئ.

وتزامنت تصريحات المبعوث الأممي، مع انتهاء الهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي قبل أسبوعين من أجل التصدي لفيروس كورونا الجديد، وقوبلت برفض وتصعيد حوثي غير مسبوق.

ولا يُعرف ما إذا كان التحالف العربي سيمدد قرار وقف إطلاق النار لفترة إضافية أم لا، وخصوصا بعد التعنت الحوثي، وارتكاب أكثر من 1400 خرق، وفقا لإحصائيات صادرة عن الجيش اليمني.

على صعيد أخر تستمر مليشيا الحوثي الانقلابية في نهب ما تقدّمه المنظمات الأممية من مساعدات غذائية شهرية للمحتاجين وترسلها لعناصرها في جبهات القتال.

وبعد أشهر من إفصاح برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن سرقة نحو 60% من المساعدات في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين وبيعها في السوق السوداء بصنعاء، سقطت المليشيا الموالية لإيران في فضيحة أخلاقية جديدة، تتمثل بحرف مسار الإغاثات عن مستحقيها الحقيقيين.

هذا ما كشفته لقطات مصورة في جبهة "أم رقاع" غرب مأرب، عقب دحر المليشيا الانقلابية من قبل الجيش الوطني والمقاومة.

ففي الفيديو، ظهرت صناديق يقدمها البرنامج الأممي للأسر المتضررة بشكل كبير من النزاع وتضم كميات من "المكملات الغذائية"، تخص الحالات التي تعاني من سوء التغذية الحاد، الذي تقول الأمم المتحدة إنه يهدد 7 ملايين يمني جراء الانقلاب الحوثي.

وبدلا من ذهاب تلك المكملات الغذائية لآلاف الأطفال الذين فروا من بطش المليشيا إلى مخيمات النزوح بمأرب، تذهب أقواتهم التي أرسلها العالم لإنقاذهم من شفير مجاعة، بشكل إجباري، إلى بطون قاتليهم، الذين يرسلون حمم قذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا على رؤوس الأبرياء فتحولهم إلى أشلاء كما حدث في مرات عديدة داخل مأرب.

وتجاوب برنامج الأغذية مع المقطع الفاضح للحوثيين، وقال، في بيان على حسابه الرسمي، إنه "على عِلم بالفيديو الذي تم تداوله مؤخراً، والذي يُظهر فيه صندوق يحمل شعار برنامج الأغذية العالمي في المنطقة الموجودة على خط المواجهة في مأرب".

وعلى الرغم من إعلان أنه "لا يمكن تأكيد مصدر الفيديو أو صحته"، فإن البرنامج شدد على أن المساعدات التي يقدمها هي موجهة للمدنيين اليمنيين الأشد احتياجاً، في إشارة لرفضه وجودها مع المقاتلين الحوثيين.

وأكد البيان أنه "لا يمكن لبرنامج الأغذية العالمي قبول أي تحويل لمسار المساعدات الغذائية الذي لا يتماشى مع مهمته الرئيسية المتمثلة في الاستجابة للأزمة الإنسانية الطارئة في اليمن".

وكشف مصدر أممي بصنعاء، أن المليشيا الحوثي سارعت لاستدعاء منسقة الشؤون الإنسانية باليمن ليز غراندي وممثل برنامج الأغذية، من أجل التنازل عن بعض التشديدات المفروضة على العمل الإنساني، في مسعى منها للتغطية على فضيحة حرف مسار المساعدات من المدنيين للمقاتلين.

وقال المصدر إن المليشيا أفرجت عن أكثر من 100 طن مواد إغاثية قامت بنهبها من مخازن برنامج الأغذية العالمي، كما وعدت بالتخلي عن ضريبة الـ2% من إجمالي حجم التمويلات الأممية التي أجبرت المنظمات على دفعها لحكومتهم غير المعترف بها.

وقوبلت السرقة الحوثية لأقوات الجوعى بتنديد حكومي واسع، حيث طالب وزيرا الإدارة المحلية عبدالرقيب فتح، والإعلام معمر الإرياني، الأمم المتحدة بالتحقيق في طريقة وصول تلك المساعدات إلى مقاتلي المليشيات وإبلاغها بذلك.

وأكدت الحكومة أن فساد وابتزاز المليشيا الحوثية ونهبها المساعدات الغذائية فيما ملايين المواطنين في مناطق سيطرتها يتضورون جوعا، لا يعفي المجتمع الدولي والمنظمات الدولية من أداء مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية تجاه أكبر مأساة إنسانية في العالم.

ودعت إلى استمرار التنسيق مع الحكومة الشرعية لدراسة آليات توجيه الدعم للمواطنين في مناطق سيطرة المليشيات وعدم البقاء رهينة ابتزازها وضغوطها وعدم ترك ملايين المحتاجين فريسة الجوع والقهر والمرض.