في Friday 8 May, 2020

أختيار الأفعى الإخوانية ضمن مستساري فيس بوك يثير غضب مستخدمي مواقع التواصل العرب

كتب : سعيد العلي

وكشفت شركة "فيسبوك" عن الأعضاء العشرين الأوائل في مجلس الرقابة التابع لها، وهو هيئة مستقلة يمكنها إصدار أحكام على سياسات فيسبوك والمساهمة في الإشراف على المحتوى وسماع الطعون في القرارات الحالية، ومن بينهم الناشطة الإخوانية توكل كرمان .
وأثار اختيار شركة "فيسبوك" لتوكل كرمان ضمن فريق مراقبة محتوى ما ينشر على منصتي "فيسبوك" و"أنستقرام" للتواصل الاجتماعي، انتقادات واستهجان واسع، خاصة أنها معروفة بانتمائها وولائها لتنظيم الإخوان المصنف في كثير من الدول تنظيما "إرهابيا" يبث الكراهية والفتن.


وستتمكن الهيئة المستقلة، التي أطلق عليها البعض "المحكمة العليا" لفيسبوك، من إلغاء قرارات الشركة والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ بشأن ما إذا كان يجب السماح بحجب أنواع معينة من المحتوى على فيسبوك وأنستقرام.

إعلان "فيسبوك" أصاب الكثيرين بدهشة، ودفع آخرين للتساؤل عن المقاييس والأسس التي اعتمدتها الشركة في تعيين "داعية الخراب" بوق تركيا وقطر، المعروف دعمهما للإرهاب، مسؤولة عن المحتوى الذي ينشر على المنصتين.

فتوكل كرمان الناشطة اليمنية، المقيمة في تركيا، معروفة بالتحريض على الثورات والفوضى، وأعمال العنف وإراقة الدماء في الدول العربية، وبخاصة الإمارات ومصر، ولا تعارض الاعتداءات الوحشية التي تنفذها المليشيات الحوثية ضد الأهداف المدنية سواء في اليمن أو السعودية.

مؤامرتها على اليمن مسقط رأسها، خير دليل على أنها لا تؤتمن على مثل هذا المنصب الذي أسندته لها شركة فيسبوك، ففي 2011 دفعت بآلاف الشباب اليمني لساحات الاعتصام، ولكنها باعتهم بعد أشهر من أجل تكوين إمبراطورية إعلامية خاصة بها في إسطنبول.

وكانت توكل كرمان أكبر المستفيدين من احتجاجات 11 فبراير/شباط 2011، حيث استطاعت من خلال دماء الشباب اليمني الوصول إلى جائزة نوبل للسلام، والتي فازت بها بالمناصفة في العام ذاته.

وبواسطة الأموال القطرية التي تلقتها لدعم ساحات الاعتصام، تمكنت كرمان من تكوين إمبراطورية خاصة بها في الخارج، تاركة أحلام الشباب اليمنيين تتبخر بحرب وفوضى ما زالت متصاعدة.

وبأموال ما يطلق عليه "الربيع العربي"، أسست كرمان قناة "بلقيس" التي تبث من تركيا، بجانب مؤسسة توكل كرمان الدولية المدعومة من الدوحة.

وبدلا من استغلال موقعها في الدفاع عن الشعب اليمني ضد الجرائم الحوثية غير المسبوقة، وجهت توكل كرمان سهامها الغادرة في ظهر الحكومة الشرعية، والتحالف العربي تماشيا مع أجندة الدوحة التي لا تبث إلا الخراب والدمار.

تاريخ كرمان، التي وصفها البعض بأنها "أفعى إخوانية"، في الغدر والخيانة لم يتوقف عند بلدها فقط، ولكنه امتد إلى كافة أرجاء الوطن العربي، فتونس والجزائر ومصر والإمارات والسعودية لم تسلم من سمومها التي تبثها لتفتيت عضد الأمة العربية، وجعلها لقمة سائغة أمام المحتل التركي، أو ساحات لإرهابيي الدوحة.

ففي الجزائر، طالبت كرمان في تغريدة عبر موقعها على تويتر، المتظاهرين بممارسة العنف والفوضى خلال احتجاجاتهم.

تغريدات كرمان التي حرضت فيها على الاحتشاد تزامنت مع تجمع آلاف الجزائريين في العاصمة، للاحتجاج على اعتزام الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الترشح لفترة رئاسية خامسة.

وهتف المتظاهرون الذين احتشدوا بعد صلاة الجمعة في وسط الجزائر العاصمة هتاف "سلمية.. سلمية"، وانتشرت قوات الأمن في المكان.

وفي تونس حاولت إفساد المشهد التونسي بما يسمى "مبادرة حماية الربيع"، وضمت إليها عددا من الهاربين في إسطنبول، على رأسهم المصري "أيمن نور".

وكانت كرمان ومجموعة الهاربين تهدف من وراء تلك المبادرة لإثارة الفوضى مجددا في دول المنطقة، بعد فشل مشروعهم في الجزائر والسودان، بفعل اليقظة التي ظهر بها الجيشان الجزائري والسوداني في إحباط المؤامرات التي يتم تدبيرها في الدوحة وإخراجها إلى النور في إسطنبول.

وفي سوريا دعمت كرمان القوى والمليشيات الإرهابية التي تدعو إلى تقسيم سوريا إلى 3 دويلات صغيرة "سنيّة وشيعية وكردية"، وذلك وفق المخطط الغربي، بحسب مركز المرجع للدراسات، والأبحاث حول الإسلام.

تغريدات كرمان تكشف بوضوح توجهاتها التحريضية، وبثها للسموم وإثارتها للفتن في مختلف الوطن العرب، وحيث زعمت في عام 2014، أنّ العراق أصبح دون جيش، والتقت مسؤولين في إقليم كردستان العراق لبحث دورهم السياسي الساعي إلى انفصال الإقليم عن العراق.

علاقة كرمان بقطر كشفها مؤسس جهاز الاستخبارات العامة القطرية، اللواء محمود منصور، الذي قال إن توكل كرمان هي أحد الأبواق التي تستخدمها الاستخبارات القطرية لبث سموم الكراهية والفوضى في دول المنطقة العربية، فقد لعبت، وفق قوله، دوراً مشبوهاً لإثارة القلاقل والاضطرابات في وطنها اليمن.

وبحسب مركز المرجع للدراسات، فإن الدور الذي لعبته كرمان أدى لتدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية على الساحة اليمنية، وأسفر عن وقوع اليمن تحت براثن المليشيات الحوثية التي بسطت سيطرتها على العاصمة صنعاء وبعض المناطق الأخرى بقوة السلاح، وما زال اليمن يئن حتى الآن من تداعيات الدعاوى التحريضية التي تطلقها كرمان بين الحين والآخر.

علاقة كرمان بقطر وبنظام الدوحة الذي يدعم الإرهاب، كشفته صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، التي أكدت أن كرمان لديها صندوق بريد مسجل في بنك قطر الوطني برقم "PO.BOX 23123" وهو عنوان بريد مشترك تابع لجهاز الاستخبارات القطرية، كما أنّ لديها حساباً بنكياً به رصيد يبلغ أكثر من 35 مليون ريال قطري ببنك قطر الوطني.

ويكشف حصول كرمان على منصب في مجلس الإشراف على "فيسبوك" عن الاختراق الإخواني بدعم قطري وتركي للمؤسسات الإعلامية، ومراكز الدراسات ومنظمات حقوق الإنسان، هذا بالإضافة إلى جانب دعم الدوحة لكرمان.

ويضم المجلس في عضويته، بالإضافة إلى كرمان، رئيسة الوزراء الدنماركية السابقة هيلي ثورنينغ شميت الرئيسة السابقة لمنظمة "سايف ذي تشيلدرين" غير الحكومية.

ومن الرجال يضم المجلس نائب رئيس معهد كاتو المحافظ جون عينات صاحب كتاب "الكفاح من أجل الحد من الحكومة"، فضلا عن آلان روسبريدجر رئيس التحرير السابق لصحيفة الجارديان البريطانية، المسؤول عن نشر وثائق وكالة الأمن القومي المسربة من إدوارد سنودن، وأندراس ساجو القاضي المجري السابق ونائب رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.